بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

12 تشرين الثاني 2018 12:14ص ماكرون يحذِّر أوروبا من القومية ويدعوها لتصنيع سلاحها

زعماء العالم يحيون في باريس مئوية الحرب العالمية الأولى

حجم الخط
قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس تقديم التحية لملايين الجنود الذي قُتلوا في الحرب العالمية الأولى وأقام احتفالا حضره عشرات من زعماء العالم في باريس لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وانضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الأمراء والملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى لماكرون لإحياء لحظة توقف نيران المدافع في مختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام.
وقال ماكرون في كلمته التي استمرت 20 دقيقة إن الذين قاتلوا في خنادق الحرب العالمية الأولى مروا بجحيم لا يمكن تصوره وأشار إلى أنه إضافة إلى مقتل عشرة ملايين جندي ترملت ملايين النساء وتيتم ملايين الأطفال.
وقال ماكرون والحزن مرتسم على وجوه جنود فرنسيين سابقين يلتفون حوله «الدرس المستفاد من الحرب العالمية لا يمكن أن يكون الاستياء بين الناس ويتعين عدم نسيان الماضي».
وأضاف: «إنه التزامنا المتأصل بالتفكير في المستقبل ودراسة ما هو الضروري».
وفي تعبير نادر لعواطف الزعماء، تشابكت أيدي ماكرون وميركل السبت خلال مراسم مؤثرة لإحياء ذكرى توقيع الألمان والفرنسيين على اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب.
وكان الصراع أحد أكثر الصراعات دموية في التاريخ وأعاد صياغة سياسات أوروبا وتركيبتها السكانية. غير أن السلام لم يدم طويلا فبعد 20 عاما غزت ألمانيا النازية جيرانها.
وحذر ماكرون من مخاطر عودة النزعات القومية في أوروبا قائلا إنها تشكل تهديدا للقارة - وهو موضوع تطرق إليه مرة أخرى في كلمته امس.
فقال:«الوطنية هي النقيض الدقيق للقومية. القومية هي خيانة الوطنية».
وأضاف:«الشياطين القديمة تبعث من جديد مستعدة لنشر الفوضى والموت» محذرا من كيف يمكن استغلال الفكر والدين وتجاهل الحقائق. 
وقال: «التاريخ يهدد في بعض الأحيان بتكرار أنماطه المأساوية وتقويض ميراث السلام الذي كنا نعتقد أن وقعناه بدماء أسلافنا».
وبعد ظهر امس، استضاف ماكرون منتدى باريس للسلام الذي يسعى إلى تعزيز نهج تعددي للأمن والحكم وتجنب الأخطاء التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وقالت ميركل في بيان إن المنتدى يظهر أن «اليوم هناك إرادة، وأتحدث هنا بالنيابة عن ألمانيا وبقناعة تامة، لفعل كل شيء من أجل تحقيق نظام أكثر سلمية في العالم على الرغم من أننا نعلم أنه ما زال لدينا كثير من العمل لننجزه».
ولم يحضر ترامب الذي يتبنى سياسة قومية تقوم على مبدأ «أميركا أولا» المنتدى.
وفي مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية قال الرئيس الفرنسي ان على أوروبا ان «تبني استقلالية» دفاعها بدلا من شراء الأسلحة من الولايات المتحدة.
وأوضح ماكرون في المقابلة التي أجراها باللغة الانكليزية بحسب مقاطع منها «لا اريد رؤية الدول الاوروبية ترفع من ميزانيات الدفاع لشراء أسلحة أميركية أو أخرى أو معدات من إنتاج صناعتكم» مضيفا أنه «اذا زيادة ميزانيتنا، فالغرض بناء استقلاليتنا». 
وندد الرئيس الأميركي الجمعة بعيد وصوله إلى باريس، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء جيش أوروبي بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، معتبرا أن اقتراحه «مهين جدا». 
لكن ماكرون أبدى السبت حفاوة كبيرة عند استقباله ترامب في قصر الإيليزيه. 
وأكد الرئيس الفرنسي في المقابلة أنه يشاطر نظيره الاميركي الرغبة في «تقاسم أفضل للعبء» المالي للحلف الاطلسي بين الاوروبيين والاميركيين. 
وأوضح ماكرون «أنا موافق على ذلك وبهدف تقاسم أفضل للعبء». 
وعلى هامش الاحتفالات، أكد بوتين أنه أجرى محادثات «جيدة» مع ترامب وأفادت وكالة «ريا نوفوتسي» الروسية للأنباء أن بوتين أجاب ب»نعم» لدى سؤاله عما إذا كان نجح في التحدّث مع ترامب. 
وردّ بوتين بقوله إنها «جيدة»، عندما سُئل عن طبيعة المحادثات. 
كما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اللقاء مع بوتين على هامش الاحتفالات ايضا كان «مهما جدا».
واضاف «كان حديثي مع الرئيس بوتين جيداً ومباشراً، حتى أنه يمكنني أن أقول إنه كان مهماً جداً»، كما اكد انه «تحدث مع الرئيس (دونالد) ترامب بالطبع».
وأضاف نتنياهو للصحفيين  انه يفضل كذلك التوصل إلى «ترتيب» من شأنه تجنب شن حرب شاملة على غزة والحيلولة دون تدهور الأزمة الإنسانية العميقة في القطاع.
(ا.ف.ب-رويترز)