بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

14 كانون الأول 2019 01:19ص محاكمة العَزْل تقترب.. وترامب «لا يبالي»

ترامب وقد بدت عليه علامات الغضب خلال اجتماع بالبيت الابيض (أ ف ب) ترامب وقد بدت عليه علامات الغضب خلال اجتماع بالبيت الابيض (أ ف ب)
حجم الخط
خطت محاكمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب  أمام الكونغرس أمس خطوة إضافية إلى الأمام بعد أن أقرت اللجنة القضائية بمجلس النواب مادتين لمساءلته. ومن المتوقع أن يمرر مجلس النواب المادتين، لتبدأ المحاكمة فيما البيت الأبيض يصف الأمر بـ«المهزلة البائسة».

وقال ترامب امس إنه لا يهتم إذا جرت محاكمة طويلة لعزله في مجلس الشيوخ مضيفا للصحفيين أنه يريد أن يرى مقدم البلاغ الذي جعل الديمقراطيين يبدأون تحقيق العزل.

وكان ترامب يتحدث للصحفيين في البيت الأبيض بعد أن وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب على تهمتين ضد ترامب تستوجبان مساءلته.

وشجب ترامب العملية ووصفها بأنها «مسرحية» قائلا إن الديمقراطيين يهونون من شأن العزل.

وكانت اللجنة القضائية بمجلس النواب الاميركي اقرت مساءلة الرئيس دونالد ترامب بتهمتي إساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونعرس. 

وتجعل هذه الخطوة من شبه المؤكد أن يصبح الرئيس الجمهوري ثالث رئيس أميركي في التاريخ تتم مساءلته تمهيدا لعزله.

وصوتت اللجنة المنقسمة بشدة، على أساس حزبي، بأغلبية 23 صوتا مقابل 17 لإقرار بند يتهم ترامب بإساءة استغلال السلطة من خلال الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق مع الديمقراطي جو بايدن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.

كما أيدت اللجنة مادة ثانية بنفس نسبة التصويت تتهم ترامب بتعطيل عمل الكونغرس بشأن فضيحة أوكرانيا بإصدار أوامر لمسؤولين بالإدارة بعدم التعاون مع التحقيق الخاص بالمساءلة.

ومن المرجح أن يقر مجلس النواب بكامل أعضائه والذي يسيطر عليه الديمقراطيون التهمتين الأسبوع القادم مما يعني اكتمال عملية المساءلة وإحالة ترامب إلى مجلس الشيوخ خلال أسابيع.

لكن من غير المرجح أن يصوت مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون بالموافقة على إدانة الرئيس وعزله من السلطة.

وفي جلسات استماع محمومة دافع الجمهوريون عن ترامب واتهموا الديمقراطيين بالقيام بعمل هزلي ذي دوافع سياسية في حين اتهم الديمقراطيون الرئيس بتعريض الدستور والأمن القومي الاميركي للخطر وتقويض سلامة الانتخابات الرئاسية القادمة من خلال الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية في  تموز، لفتح تحقيق مع بايدن.

وترامب هو ثالث رئيس أميركي في التاريخ يواجه المساءلة.

وفي نهاية مفاجئة لجلسة ماراثونية للجنة القضائية التابعة لمجلس النواب، قرر رئيسها جيري نادلر تأجيل التصويت النهائي على مادتي العزل لمنح أعضاء اللجنة مزيداً من الوقت «للعودة إلى ضمائرهم» والنظر في الأدلة التي تم تقديمها ضد الرئيس. 

واتّهم الجمهوريون نادلر بإدارة محكمة تتجاهل مبادئ العدالة، لكن الديموقراطي جيمي راسكن شدد على أن الديموقراطيين لا يريدون يأن يتم اتهامهم باتّخاذ خطوة بهذه الأهمية ضد الرئيس خلال الليل.

وقال لشبكة «سي إن إن» عقب الجلسة «أردنا أن يتم الأمر في وضح النهار ليتمكن الجميع من مشاهدة ما يجري تمامًا». وجاءت الخطوة بعد 14 ساعة من النقاشات التي تم بثها على الهواء مباشرة وشكّلت تأكيداً على مدى حدة الانقسامات في البلاد. 

وسعى الجمهوريون واحداً تلو الآخر لدحض الاتهامات بأن ترامب انتهك القسَم الذي أداه لدى توليه السلطة عبر الضغط على أوكرانيا لمساعدته ضد منافسيه الديموقراطيين، وتحديداً نائب الرئيس السابق جو بايدن - المرشح الأبرز لمواجهة ترامب في انتخابات العام المقبل.

واتّهموا الديموقراطيين بالفشل في تقديم الأدلة والتحرّك بدوافع سياسية بحتة و«كراهية» ترامب. وسعوا لتحويل النقاش إلى جلسة بشأن نجل بايدن الذي كان عضواً في مجلس إدارة شركة أوكرانية للغاز. 

وقال عضو الكونغرس الجمهوري آندي بيغز «لا يمكنكم هزيمته في الانتخابات ولن تهزموه لدى إعادة انتخابه، ولذا لجأتم إلى العزل». 

وقال غاي ريسشنثالر «في نهاية المطاف، لا تملكون الحقائق لتدعيم قضيتكم».

لكن الديموقراطيين أعادوا التركيز في كل مرة على سلوكيات ترامب والشهادات العديدة التي قالوا إنها تثبت بأنه انتهك الدستور الأميركي بشكل كبير ويواصل تهديد نزاهة الانتخابات المقررة في 2020. 

وقالت النائبة الديموقراطية ماري غاي سكانلون «هناك أدلة كثيرة على التجاوزات التي ارتكبها ترامب». 

وأضافت «لا أعرف ما الذي تريدونه أكثر من ذلك. حصلتم على إقرارات من الرئيس نفسه وإثباتات من أشخاص عينهم هو. لا خيار لديكم سوى دفن رؤوسكم في الرمل إذا كنتم لا ترغبون برؤية ما حصل هنا». وتابعت «عبر استغلاله لسلطته، شكل خطراً على انتخاباتنا وأمننا القومي. لا يزال يشكل تهديداً (...) وهو يهدد بالقيام بذلك مجدداً». 

وقللت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من أهمية المخاوف من احتمال انشقاق مجموعة من الديموقراطيين ومعارضة العزل، جزئيًا بسبب تخوفهم من انقلاب الناخبين ضدّهم في انتخابات تشرين الثاني 2020 الرئاسية. 

وقالت «سيصوّت الناس بالطريقة التي سيصوتون فيها» بغض النظر عن مجريات قضية عزل ترامب. 

وأصر الجمهوريون على دعمهم لترامب في جلسة اللجنة القضائية التي بدأت رسميًا ليل الأربعاء، رافضين القبول بأي من الاتهامات له بارتكاب تجاوزات. وبدلاً من ذلك، اتهموا الديموقراطيين بالعمل على تسريع اجراءات التحقيق وغيره من الخطوات. 

وقال الديموقراطي فال ديمنغ «لدينا مسؤولية دستورية بمحاسبة الرئيس. ستتم محاسبته». ويستعد الطرفان لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، حيث يتمتع بحماية من الأغلبية التي يحظى بها الجمهوريون. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل لشبكة «فوكس نيوز»  «لا يوجد أي احتمال بالإطاحة بالرئيس».

وكان الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون واجه المساءلة عام 1998 لكذبه حول علاقة جنسية أقامها مع متدربة في البيت الأبيض لكن مجلس الشيوخ برأه. 

وواجه الرئيس الديمقراطي أندرو جونسون المساءلة عام 1868 لكن مجلس الشيوخ لم يدنه أيضا.

واستقال الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون عام 1974 قبل مساءلته حول تورطه في فضيحة ووترجيت.

(ا.ف.برويترز)