أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في إفادة صحفية بمساهمة الولايات المتحدة «الهائلة» في الصحة العالمية وحث على استمرار العلاقات الجيدة معها على الرغم من تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسحب بلاده من المنظمة.
وقال ترامب يوم الجمعة إنه سيقطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، متهما إياها بأنها صارت دمية في يد الصين منذ أزمة فيروس كورونا العالمية.
وخلال الإفادة ذاتها، قالت ماريا فان كيرخوفي عالمة الوبائيات والمسؤولة في المنظمة إن الاتصال عن قرب يمكن أن يزيد من خطر انتشار مرض كوفيد-19، وذلك ردا على سؤال حول المخاطر الصحية المحتملة خلال الاحتجاجات الحالية بالولايات المتحدة.
وتزامنت تصريحات غيبريسوس مع إعادة فتح الكولوسيوم في روما والبازار الكبير في اسطنبول إلى استئناف عمل المتاجر في موسكو والمدارس في بريطانيا، ويظهر تسارع عملية عودة مظاهر الحياة الطبيعية في أوروبا، بعد أشهر من العزل نتيجةً تفشي كورونا.
ورغم الارتفاع الأخير في عدد الإصابات اليومية، خففت العاصمة الروسية موسكو القيود مع السماح لبعض المتاجر بفتح أبوابها بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، وللسكان بالتجول شرط وضع الكمامة وبحسب نظام جدول زمني معقد.
ورغم أن السفر من بلد لآخر لا يزال ممنوعاً، أعادت مواقع سياحية بارزة في أوروبا فتح أبوابها، مثل البازار الكبير في اسطنبول ومتحف غوغنهايم المعروف في بيلباو والكولوسيوم في روما، الذي أضيء في المناسبة بألوان العلم الإيطالي.
وبإعادة فتح البازار المغلق منذ 23 آذار أنهى مسؤولون اتراك يضعون كمامات اطول اغلاق شهدته هذه السوق المترامية منذ نحو ستة قرون.
وبإعادة فتح الكولوسيوم، الموقع الأثري البارز والأكثر شعبية، بعد مواقع وآثار أخرى شهيرة، تأمل إيطاليا إنعاش قطاع السياحة الأساسي، المتضرر بشدة بسبب وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى وفاة أكثر من 33 ألف شخص في هذا البلد.
غير أن الدخول إلى المعلم المهم الواقع في قلب روما سيكون خاضعاً لقواعد صحية مشددة، مثل إلزام الزوار وافراد الطاقم بوضع الكمامات وقياس درجة الحرارة، وتحديد مسارات التحرك داخل الموقع، وفرض الحجز المسبق وتحديد ساعات الزيارة تفادياً للاكتظاظ في ساعات الذروة.
لكن ادعاء طبيب إيطالي بارز أن فيروس كورونا «لم يعد موجوداً» في البلاد اثار ضجة امس دفعت الحكومة الإيطالية وكذلك منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من غياب أي أدلة تشير إلى تراجع قدرة الفيروس على التسبب بالمرض.
وقال مايكل راين، مدير برنامج التدخل الطارئ لدى منظمة الصحة العالمية «يجب أن نكون حذرين بشكل استثنائي لعدم إعطاء الانطباع بأن الفيروس قرر فجأة، وبمفرده أن يصبح أقل تسبباً للمرض. الوضع ليس كذلك على الإطلاق».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي افتراضي أن فيروس كورونا المستجد «لا يزال فيروساً قاتلاً» وأن «آلاف الأشخاص ما زالوا يموتون كل يوم».
وفي إنكلترا، استقبلت المدارس المغلقة منذ منتصف آذار الأطفال الذين تراوح أعمارهم من 4 إلى 6 سنوات ومن 10 إلى 11 عاماً من جديد، رغم رفض نقابات المعلمين واللجان المحلية للإجراء الذي اعتبرته سابقاً لأوانه.
وقالت برايوني ياينز مديرة مدرسة ووركستر الابتدائية في غرب إنكلترا «لا يمكننا فعلاً أن نعد الأهل بأن الأولاد سيبقون على مسافة مترين الواحد من الاخر طوال الوقت».
وشدد وزير التعليم البريطاني غافين ويليامسون، الذي اتهم بالتأخر في التعليق على المسألة، للصحافة على «ضرورة المضي قدماً».
ورغم المخاوف من موجة إصابات ثانية، خطت فنلندا واليونان ورومانيا وهولندا والبانيا واسبانيا والبرتغال خطوات عدة نحو تطبيع الوضع.
ففي هلسنكي، اعادت المكتبة المركزية الواسعة فتح ابوابها على غرار الحانات والمطاعم والمجمعات الرياضية والمواقع الثقافية.
في غضون ذلك، ينتظر الفرنسيون بفارغ الصبر فتح المقاهي والمطاعم اليوم، فضلاً عن رفع الحظر عن التنقل لمسافة أكثر من مئة كلم من مكان إقامتهم.
وفي آسيا، أفاد الإعلام الكوري الجنوبي بأن كوريا الشمالية ستعيد فتح مدارسها بعد شهرين من إغلاقها كإجراء وقائي. ولم تعلن بيونغ يانغ عن أي إصابة بوباء كوفيد-19، ما أثار شكوك الخبراء في وقت تفشى فيه الفيروس الذي نشأ في جارتها الصين في كافة أنحاء العالم.
لكن كل هذه المظاهر لا تنفي استمرار تفشي الوباء، الامر الذي عقد الجانب اللوجستي لأكبر بعثة علمية في القطب الشمالي ومنح ذريعة لشرطة هونغ كونغ لتمنع للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما تجمعا في ذكرى ضحايا القمع في ساحة تيان انمين.
واشارت ايران الى نحو ثلاثة الاف اصابة جديدة في 24 ساعة، في عدد غير مسبوق منذ شهرين.
وعلق وزير الصحة سعيد نمكي «يعتقد الناس ان فيروس كورونا انتهى، لكنه بعيد من ذلك. لقد طالبنا الناس بعدم اقامة حفلات زفاف او جنازات لكنهم لم يصغوا».
وفي افريقيا، استأنفت المدارس والجامعات نشاطها في الكاميرون وتنزانيا رغم استمرار تفشي الوباء، في حين ارجأت جنوب افريقيا لاسبوع موعد استئناف العمل في العديد من المدارس التي لم تجهز بعد.
وتبقى الصورة قاتمة في اميركا اللاتينية التي تحولت بؤرة للوباء الذي اصاب رسميا اكثر من مليون شخص.
وفي البرازيل، البلد الأكثر تضرراً في المنطقة، مع أكثر من 500 ألف إصابة و30 ألف وفاة، يترافق تفشي الوباء مع ارتفاع في التوتر السياسي حول كيفية معالجته.
(ا.ف.ب - رويترز)