بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

9 تشرين الأول 2018 10:04م من هي نيكي هايلي أو"نيماراتا".. صوت ترامب في المحافل الدولية؟

حجم الخط
احدثت الاستقالة المفاجئة لسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي من منصبها، صدمة بين كبار المسؤولين الاميركيين في البيت الابيض، رغم انها ابلغت رئيس بلادها برغبتها في التخلي عن منصبها قبل ستة اشهر من تاريخ الاستقالة، الا ان خطوة هايلي تاتي ضمن سلسلة الاستقالات التي هزّت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وخصوصا انها باتت الصوت الصادح في الأمم المتحدة لأجندة ترامب وسفيرته المتشددة في المحافل الاممية، وبعيدا عن تداعيات هذه الاستقالة واسبابها، لاشك ان كل من تابع مواقفها وتصريحاتها المثيرة للجدل "على خطى الرئيس"، اثير فضوله لمعرفة من هي الناطق الرسمي باسم ترامب امام دول العالم؟؟

من هي نيكي هايلي أو"نيماراتا؟
اسمها الأصلي نيماراتا راندهاوا ، و هي ابنة مهاجرين هنديين من السيخ، هاجرا إلى كندا بعد أن تلقى الوالد منحة دراسية من جامعة كولومبيا البريطانية، وبعد أن حصل على الدكتوراه عام 1969 انتقل مع عائلته إلى ولاية كارولينا الجنوبية ليصبح أستاذا في كلية فورهيس، كما حصلت والدتها على الماجستير في التعليم و التدريس، وبعدها رزقا نيماراتا "نيكي" في يناير/كانون الثاني عام 1972، التي حصلت على البكالوريوس في علوم المحاسبة من جامعة كليمسون، في كارولينا الجنوبية.

عينت في مجلس ادارة غرفة تجارة ليكسينغتون عام 2003 وأصبحت أمينة الرابطة الوطنية لسيدات الأعمال في نفس العام وبعدها رئيسة لفرعها في ولاية كارولينا الجنوبية.

أول هندية أمريكية في منصبها
دخلت عالم السياسة في سن مبكرة، وعملت في مجلس النواب عدة سنوات قبل أن تصبح حاكمة الولاية، حيث كانت أول هندية أمريكية، ومن الأقليات العرقية تتولى هذا المنصب والثانية بعد الحاكم الهندي الأمريكي بوبي جيندال من لويزيانا وخاصة في ولاية محافظة ولها تاريخ طويل في الأزمات العرقية.

وقد اعتبرت نجمة صاعدة في الحزب الجمهوري الذي سعى إلى تعيين نساء وأشخاص من أقليّات اتنيّة لتوسيع قبوله وتخطّي قاعدته التقليدية من البيض.

وفي 2010 انتخبت هايلي، حاكمة لولاية كارولاينا الجنوبية المعروفة بولائها للجمهوريين.

حظيت هيلي باهتمام اعلامي في أعقاب مذبحة كنيسة للسود في تشارلستون في 2015. وكانت من أشد المنتقدين لسلوك ترامب خلال حملته الانتخابية، بسبب تصريحاته بشأن المهاجرين.

سفيرة اممية
لكنه عينها سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة مما أدى إلى تحسين العلاقة بينهما إثر ذلك. وكونها هندية أمريكية، أضافت تنوعا عرقيا وعززت دور المرأة في تولي المناصب المهمة. حيث الغالب في الأمر أن يتولى الرجال البيض هكذا مناصب.

وعلقت هيلي على تعيينها قائلة أنها قبلت عرض ترامب لأنها شعرت بالرضا عن الوضع الاقتصادي لولاية كارولينا الجنوبية، وأن الانتخابات الأخيرة في البلاد أحدثت "تغييرات مثيرة في أمريكا".

وتولت هايلي، حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة، منصبها في الأمم المتحدة من دون أن تكون لديها أية خبرة في السياسة الخارجية، إلا أنها سرعان ما أصبحت صوت ترامب في الأمم المتحدة، والمحارب الاول دفاعا عن أجندته، رغم انها لم تكن تلقى شعبية في كثير من الأحيان.

ودعت هايلي الى تبنّي خط متشدّد حيال إيران، وبرّرت خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية، وفي وقت سابق من هذا العام قادت انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بعد اتهامه بالتحيّز ضد واشنطن وحليفتها إسرائيل.

وفي الاجتماع الذي عقدته مؤخّراً الجمعية العامة للأمم المتحدة، قامت هايلي بخطوة غير معتادة لدبلوماسي بارز حين انضمّت إلى احتجاجات الشوارع ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وهتفت بواسطة مكبر للصوت أنّ الزعيم اليساري يجب أن يغادر منصبه.

ولكن مرّت لحظات إحراج في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما انفجر الحضور بالضحك خلال كلمة ترامب في الجمعيّة وقوله إنّ حكومته حقّقت خلال أقلّ من عامين "أكثر من أية إدارة أخرى في تاريخ بلادنا".

تاريخ من المواقف والحضور القوي
وتأتي استقالة هايلي في سياق سلسلة من الاستقالات التي هزّت البيت الأبيض حيث عيّن ترامب مستشاره الثالث للأمن القومي ووزيره الثاني للخارجية حتى قبل حلول انتخابات منتصف الولاية.

أكدت أنّها ستبقى على ولائها لترامب، وقالت "قد لا يعجب الدول ما نفعله ولكنهم يحترمون ما نفعله"، في تأكيد على الهدف الذي يردّده ترامب بأنّه يريد أن يجعل للولايات المتحدة حضوراً قوياً على الساحة الدولية.

وتحدثت عن السياسات المتشدّدة للضغط على إيران والفلسطينيين، والانفراج الدبلوماسي التاريخي مع كوريا الشمالية.

وقالت "كل هذه الأمور أحدثت فرقاً كبيراً في مكانة الولايات المتحدة، ولكن أستطيع أن أقول لكم إنّ الولايات المتحدة قويّة مرة أخرى بطريقة يجب أن تجعل جميع الأميركيين فخورين".

وكانت هيلي قد حذرت الدول التي قد تعترض على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل وأن واشنطن قد تتخذ عقوبات ضد الدول التي تصوت ضد هذه الخطوة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت في تغريدة لها على تويتر : "إننا دائما نقدم المساعدات للدول عندما تطلب الأمم المتحدة ذلك، لذا لا نتوقع أن تقف تلك الدول ضدنا، فالولايات المتحدة ستسجل أسماءها".

التحقيق في قضايا هدر واستغلال
ورغم الآراء الإيجابية العديدة بشأن هايلي في واشنطن، فقد دعت مجموعة "مواطنين للمسؤولية والاخلاقيات في واشنطن" امس إلى إجراء تحقيق في استخدامها طائرات خاصة وقبول تذاكر لكرة السلة كهدايا.

ودعت المجموعة المفتش العام لوزارة الخارجية للتحقيق في سبع رحلات طيران قامت بها هايلي وزوجها العام الماضي على طائرة تعود لرجال أعمال من كارولاينا الجنوبية.

وكشفت هايلي، في سجلات مطلوبة من الموظفين الحكوميين، عن قيامها برحلات جوية من نيويورك إلى كارولاينا الجنوبية وواشنطن تقدر كلفتها بنحو 1066 دولارا، بناء على أسعار الدرجة الأولى في الطائرات التجارية. إلا أن المجموعة قالت أن كلفة تلك الرحلات من المرجح أن تكون عشرات آلاف الدولارات.

انتقادات
من جهة ثانية يرى دبلوماسيون أن آراء و رؤية هايلي تتسم بعدم الوضوح في الكثير من القضايا ماعدا القليل منها مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقضية اللاجئين، وحقوق الإنجاب.

كما وقعت على تشريع حكومي لإجهاض حملة مناصرة للفلسطينيين ضد الاستثمار في إسرائيل، تعرف باسم " مقاطعة وفضح و عقاب"، الأمر الذي جعل إسرائيل أول من ترحب بترشيحها لهذا المنصب.

وكانت هيلي قد أعربت عن قلقها إزاء عمليات التفتيش الأمنية في أماكن توطين اللاجئين السوريين في ولايتها وهي ليست من بين الحكام الجمهوريين الذين رفعوا دعوى ضد إدارة أوباما لمنع إعادة التوطين اللاجئين السوريين.

سبب الاستقالة
بعد استقالة هايلي لم يكشف ترامب عن اسم الشخص الذي سيخلفها في هذا المنصب الذي يعتبر بمرتبة وزير في الحكومة الأميركية.

ولم تكشف بدورها هايلي عن أسباب استقالتها، مكتفية بالقول إنّه "من المهم أن يفهم المرء أنّ الوقت قد حان للاستقالة" بعد سلسلة من الوظائف الصعبة. ونقل الإعلام الأميركي عن مسؤولين في الإدارة قولهم في أوساطهم الخاصة أن استقالة هايلي فاجأت حتى وزير الخارجية مايك بومبيو.

موقع "اللواء"