بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

28 أيار 2020 02:26م مناورات في الخليج.. البنتاغون ملتزم بشراكة دفاعيّة طويلة الأمد مع السعوديّة

حجم الخط

"الولايات المتحدة ملتزمة بعقود دفاعيّة طويلة الأمد مع السعوديّة"، هذا ما أكّده القائد البحريّ الأميركيّ شون روبرتسون، المتحدث باسم البنتاغون، لافتًا إلى أنّ «القوات الأميركيّة تحتفظ بقدرات قويّة في مسرح العمليات بما في ذلك الدفاع الجويّ، لمعالجة أيّ حالات طوارئ متعلقة بإيران حسب الحاجة»، وذلك في ردٍّ على بعض التقارير الصحافيّة الأميركيّة التي ترى أن خفض القوات أو معداتها في المنطقة قد يفتح المجال لزيادة التهديدات في منطقة الشرق الأوسط.

روبرتسون وفي تصريحٍ إلى «الشرق الأوسط» لفت إلى أنّ «وزارة الدفاع تُجري أعمالاً روتينيّة في إدارة قوتها حول العالم»، موضحًا أنّه «في ظلّ الأزمة العالميّة الحاليّة يجري بعض التدوير لمعداتها وقواتها، لمعالجة التهديدات الناشئة والحفاظ على الاستعداد».

بحسب القائد البحريّ الأميركيّ، تحاول واشنطن الحفاظ على قدرتها في زيادة قواتها في المنطقة في وقت قصير، حيث قال: «نواصل العمل مع المجتمع الدوليّ والقوات المسلحة السعوديّة لتعزيز قدرات الدفاع الجويّ الإقليميّة، وهذا جهد متعدّد الأطراف وطويل الأمد، إذ تعد الشراكة الدفاعيّة الأميركيّة السعوديّة طويلة الأمد، وتشمل مجموعة من التعاون لتشمل مكافحة الإرهاب والأمن البحري والدفاع الجوي».
إلى ذلك، يرى مارك كانكيان، كبير الباحثين العسكريين في مركز الدراسات الاستراتيجيّة والعالميّة في واشنطن، أنّ إمكانيّة التوتر واحتمال حدوث أيّ تصاعد عسكريّ في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي «لا تزال واردة»، ويقول إنّ «التهديدات الإيرانيّة والميليشيات التابعة لها ما زالت تشكّل خطرًا على أميركا ومصالحها والدول الحليفة لها في المنطقة».

كانكيان قال لـ «الشرق الأوسط»: «صحيح أنّ أميركا لديها قوات عسكريّة في السعوديّة ومنطقة الشرق الأوسط، لكن خطورة هجمات إيرانيّة وتصاعد التوتر في المنطقة لا يزال موجودًا... وإيران لا يبدو أنّ لديها رغبة في وقف أعمالها العدائيّة، والحديث عن سحب أو تقليل بطاريات صواريخ باتريوت من المنطقة أعتقد أنه ضعف نظر من الإدارة الأميركيّة»، متابعًا: «في الوقت الحالي، ليس هناك أيّ خيارات بين أميركا وحلفائها في الخليج سوى العمل جميعًا لمواجهة خطر إيران وميليشياتها».

كما يذكّر الباحث الأميركيّ بأنّ دول المنطقة لن تلجأ إلى الأدوات العسكريّة الروسيّة أو أيّ سلاح غير أميركيّ، وذلك لأنّ القدرة العسكريّة السعوديّة ودول الخليج معتمدة منذ زمن طويل على المنتجات العسكريّة الأميركيّة، كما أنّ تلك القواعد العسكريّة ليست وليدة اللحظة، بل لها وقت طويل من التعاون. وفي سياق ذي صلة، وضمن برنامج التبادل والتعاون العسكري بين البلدين، تُجري السعودية والولايات المتحدة مناورات وتدريبات عسكريّة في مياه الخليج العربيّ، وذلك مدة 7 أيام متواصلة في الفترة ما بين 24 و30 مايو (أيار) الشهر الحالي.

يأتي ذلك في وقت أعلنت البحريّة الأميركيّة، أول من أمس، عن البرنامج الذي قالت إنّه انطلق الأحد الماضي، مشيرةً إلى أنّ جزيرتي كران وكرين اللتين تبعدان عن مدينة الجبيل (شرق السعودية) مسافة 31 ميلاً بحريًا ستحتضنان تلك المناورات.

كما قال العقيد تريفور هول، الضابط المسؤول عن الوحدة البحرية الأميركيّة رقم 26 المشاركة في التدريبات، إنّ الهدف من إجراء التمرين العسكري دعم الأمن البحريّ وحرية الملاحة في منطقة الخليج العربيّة، والاستعداد السريع لأيّ طارئ قد يحصل في المنطقة.

هول أشار في بيان صحافي إلى أنّ القدرة على التدريب في هذه الجزر سيسمح لفريق البحرية الأميركيّ بالتوسّع في تدريباته في الخليج العربيّ، وذلك من خلال إضافة قدرات عسكريّة لشركاء أميركا في المنطقة، مضيفًا: «إنّ القدرة على التخطيط والعمل مع القوات الأخرى ستدعم قدرتنا على نشر عناصر الطيران والبحريّة والبريّة الأميركيّة بشكل سريع ودقيق أكثر من قبل، بل ربما في لحظات من أجل دعم الأمن البحريّ وحرية الملاحة والتدفق الحر للأسلحة والتجارة».

تأتي هذه المرحلة من التدريب بعد الانتهاء بنجاح من المرحلة الأولى التي بدأت في 20 أبريل (نيسان) الماضي، واستمرت ثلاثة أيام. وثمّن الضابط الأميركيّ للسعوديّة دورها في السماح للقوات البحرية الأميركيّة بإجراء تدريباتها على جزرها في الخليج العربي.

البحريّة الأميركيّة ذكرت أيضًا في بيانها، أنّ التدريبات والمناورات العسكريّة في هذه الجزر السعودية تهيئ فريق سلاح البحريّة للاستعداد لمجموعة واسعة من العمليات، وتقديم خيارات عسكريّة سريعة للاستجابة للأزمات «حيث نعمل أيضًا مع شركائنا السعوديين من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة».

المصدر: الشرق الأوسط