انطلقت فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي بدورته الـ٤٨ أمس وتستمر حتى الجمعة بمشاركة أكثر من 70 رئيس دولة ورئيس وزراء و340 وزيرا من مختلف أنحاء العالم فضلاً عن 3500 من كبار رجال الاقتصاد وممثلي منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني.
وينطلق المنتدى تحت شعار «بناء مستقبل مشترك في عالم مفكك» سعيًا لبحث كيفية التعايش المشترك في ظل عالم متصدع وهو عنوان المنتدى هذا العام.
ومن بين الحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الهند نارينديرا مودي، وتيريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.
وطرح رئيس الوزراء الهندي نفسه امس مدافعا عن العولمة خلال الافتتاح وسط اجواء تفاؤل لدى نخبة السياسة والاعمال، المستفيدة الاكبر من الانتعاش الاقتصادي الذي ظل قسم كبير من العالم بمنأى منه.
وأقر ناريندرا مودي بأن العولمة «تفقد بريقها» لكنه حذر من ان اقامة جدران تجارية جديدة ليس حلا مؤكدا ان الهند ستمثل قدوة بفتح أبوابها امام الاستثمارات الخارجية.
وفيما تتجه كل الانظار في دافوس لخطاب ترامب الجمعة حيث سيدافع عن سياسته الحمائية ويهاجم التبادل الحر، اعبتر مودي ان «الانعزالية لا يمكن ان تكون الحل لهذا الوضع المثير للقلق».
وفي تأكيد لمخاوفه في هذا الصدد أعلنت الولايات المتحدة الاثنين عن فرض ضرائب جديدة على الالواح الشمسية المستوردة من الصين لكن ايضا على الغسالات الكبيرة المصنعة في عدة دول آسيوية.
وقال مودي: «يبدو وكأن مسارا عكسيا للعولمة يحدث. إن التأثير السلبي لهذا النمط من العقلية والاولويات الخاطئة يجب الا تعد أقل خطورة من التغير المناخي او الارهاب».
واضاف: «في الواقع الجميع يتحدثون عن عالم متصل ببعضه البعض لكن علينا قبول حقيقة ان بريق العولمة يخبو» قائلا ان «الحل هو فهم وقبول التغيير ووضع سياسات مرنة في زمن متغير».
وهي اول مشاركة لرئيس حكومة هندي في دافوس منذ 1997.
وقبل ثلاثة ايام من وصول ترامب، يكون ناريندرا مودي تولى الشعلة من الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي اشاد السنة الماضية بالعولمة والتبادل الحر والتعاون الدولي.
واسترجع مودي اقوال لغاندي للدعوة الى «فتح نوافذ البيت حتى تهب عليه رياح جميع الثقافات».
وفيما برزت في منتدى دافوس 2017 مخاوف من تداعيات الانتخابات الرئاسية الاميركية وقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي، فان المشاركين الثلاثة آلاف هذه السنة وبينهم رؤساء دول وحكومات يحضرون المنتدى وسط اجواء تفاؤل بسبب الانتعاش الاقتصادي في العالمي.
فقد نشر صندوق النقد الدولي الاثنين توقعاته للنمو العالمي الاثنين فيما بلغت معنويات ارباب العمل اعلى مستوياتها بحسب استطلاع دولي اجرته شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز».
وتوقع الصندوق نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3،9 بالمئة هذا العام والعام المقبل، مقارنة بنمو بنسبة 3،7 بالمئة في 2017.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لدى تقديمها توقعات متفائلة للنمو العالمي الاثنين «بالتأكيد يجب ان نتشجع لكن لا يتعين ان نشعر بالرضا».
واضافت: «قبل كل شيء لا يزال الانتعاش والنمو المتسارع يستثني كثيرين».
وما يضعف البيانات المتفائلة حول الاقتصاد العالمي تحذيرات للتجمعات النخبوية مثل دافوس، بأن عليها البحث عن حقوق لجميع الاشخاص على اختلاف مداخيلهم، فيما يقوم «واحد بالمئة» بجمع ثروات لا تحصى بعد عقد على ازمة مالية كبيرة.
(ا.ف.ب)