بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

1 شباط 2018 12:42ص مواجهات عنيفة في منطقة عفرين وتركيا تستقدم تعزيزات إضافية

ماكرون يحذِّر أنقرة من اجتياح شمال سوريا

حجم الخط
تواصلت امس المعارك العنيفة التي تخوضها القوات التركية والفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين في شمال سوريا، موقعة المزيد من الضحايا ومتسببة بنزوح سكان القرى الحدودية هرباً من الغارات الكثيفة.
واشتدت وتيرة القصف منذ امس الاول  في محيط مدينة عفرين مقارنة مع الأيام الأخيرة. 
وأعلن مسؤولون أكراد امس عن قصف بالصواريخ استهدف حي الاشرفية في مدينة عفرين، تسبب باصابة 12 شخصاً بجروح.
 وتدور بحسب المرصد «معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في منطقتي جنديرس وراجو، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل من السيطرة على قرية شنكال الحدودية»، الواقعة شمال غرب مدينة عفرين.
  واستقدمت القوات التركية بعد منتصف الليل وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تعزيزات عسكرية جديدة تضم مقاتلين وآليات الى شنكال، في محاولة لتثبيت نقاط سيطرتها ودعم قواتها». 
وتتزامن المعارك بين الطرفين في الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا من جهتي الشمال والغرب مع «قصف عنيف يطال مناطق الاشتباك وغارات تركية تستهدف ناحيتي بلبلة (شمال عفرين) وجنديرس (جنوب غرب)» بحسب المرصد.
 وافاد مسؤولون اكراد ان صواريخ سقطت على مدينة عفرين التي لا تزال في مناى نسبيا من المواجهات واسفرت عن 12 جريحا. 
ورغم نفي تركيا استهداف المدنيين في عمليتها العسكرية، تستقبل مستشفيات مدينة عفرين يومياً الضحايا من قتلى وجرحى. داخل مستشفى أفرين الرئيسي في المدينة، تسلمت أفراد عائلة مساء الثلاثاء جثة والدهم العجوز بعدما قتل جراء القصف قبل أيام.
 وتسبب القصف التركي منذ بدء الهجوم بمقتل 68 مدنياً على الأقل بينهم 21 طفلا، وفق حصيلة جديدة للمرصد. لكن تركيا تنفي ان تكون عملياتها تستهدف المدنيين، مؤكدة انها تستهدف المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد. 
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي أمام البرلمان إنّ العملية العسكرية «لم تلحق أضراراً بالمدنيين» في منطقة عفرين.
بالمقابل، قال مدير المستشفى الرئيسي بمدينة عفرين  إن الإمدادات آخذة في التناقص في المستشفى الذي استقبل 48 قتيلا و86 جريحا خلال الهجمات التي شنتها تركيا في الآونة الأخيرة.
وقال خليل صبري مدير مستشفى مدينة عفرين في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون:«ندعو الأمم المتحدة لوقف العدوان التركي. الوضع الطبي في عفرين يزداد سوءا والإمدادات الطبية التي لدينا توشك على النفاد».
  قالت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها إن عدة مئات من بينهم مدنيون قُتلوا خلال العملية العسكرية التي تشنها تركيا في عفرين بسوريا.
«قوة نارية هائلة» 
 تمكن الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل منذ بدء الهجوم قبل 12 يوماً من السيطرة على 11 قرية بالاضافة الى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كيليس التركية وأعزاز السورية. 
وتواجه قوات «غصن الزيتون» وفق عبد الرحمن «مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الأكراد المتحصنين في الجبال على الرغم من القوة النارية الهائلة من الجانب التركي».
 وأعلن الجيش التركي امس تدميره بعد منتصف الليل 22 هدفاً تابعين للمقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.
 وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية  عن مقتل فتاة (17 عاماً) واصابة مدني بجروح في مدينة الريحانية التركية جراء «اطلاق تنظيم «بي واي دي» و«بي كا كا» قذيفتين صاروخيتين من منطقة عفرين، في اشارة الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني.
ماكرون يحذر  
وفي ردود الفعل،  حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا من أن عمليتها ضد الفصائل الكردية  ينبغي ألا تصبح ذريعة لغزو البلاد وقال إنه يريد من أنقرة أن تنسق تحركاتها مع حلفائها.
وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو نشرت امس:«إذا اتضح أن هذه العملية تتخذ منحى غير محاربة خطر الإرهاب المحتمل على الحدود التركية وتتحول إلى عملية غزو فسيمثل هذا مشكلة حقيقية بالنسبة لنا».
 ودافع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن العملية قائلا إنها تهدف فقط إلى ضمان أمن بلاده وحماية العرب والأكراد والتركمان من «التنظيمات الإرهابية».
وأضاف يلدريم في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء  سعد الحريري في أنقرة:«إذا كانت فرنسا تفسر الأمر على هذا النحو (عملية غزو) فعلينا تقييم ما فعلوه في سوريا وفقا لذلك».
وتابع قائلاً:«إنها فكرة ملتوية من البداية. يعرف العالم أجمع أن تركيا لا تتحرك بعقل غازي. عليهم أن يعلموا ذلك».
وقال ماكرون إنه سيثير المسألة مجددا مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. 
وأضاف أن طبيعة العملية تعني ضرورة إجراء مناقشات بين الأوروبيين، وعلى نطاق أوسع أيضا بين الحلفاء.
بوتين وأردوغان  
 من جهة اخرى، أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان امس عن «ارتياحهما» لنتائج مؤتمر سوتشي للسلام حول سوريا، بحسب الكرملين. 
وقال الكرملين في بيان: «ان رئيسي الدولتين اعربا عن ارتياحهما لنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي في 30 كانون الثاني «.
 وقال بيان الكرملين ان بوتين واردوغان «أكدا على اهمية الاتفاقات» التي تم التوصل اليه في سوتشي مضيفا انها تهدف الى ايجاد حل قائم على قرار لمجلس الامن الدولي.
 وقال البيان ان الرئيسين ناقشا «المزيد من التنسيق لجهود روسيا وتركيا لضمان عمل مناطق خفض التوتر» في سوريا التي اتفقت عليها تركيا وايران وروسيا العام الماضي.
(ا.ف.ب-رويترز)