رفضت إسرائيل عرضاً روسياً بإبقاء القوات الإيرانية على بعد 100 كيلومتر عن خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، حسبما أفاد مسؤول إسرئيلي أمس.
وقال المسؤول إن القضية أثيرت خلال اجتماع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووفد روسي يزور القدس المحتلة برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وأوضح أن نتنياهو أخبر لافروف «أننا لن نسمح للإيرانيين بالبقاء حتى ولو على بعد 100 كيلومتر من الحدود»، بحسب رويترز.
وأمس بحث نتنياهو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف عملية مكافحة الإرهاب جنوبي سوريا وتوفير الأمن على خط الحدود مع إسرائيل، بما في ذلك تنفيذ معاهدة فك الاشتباك عام 1974.
وافاد مكتب نتنياهو ان الاجتماع الذي شارك فيه رئيسا هيئة الاركان الروسية والاسرائيلية ووزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، تطرق الى «ايران والوضع في سوريا».
وصرح نتنياهو في مستهل الاجتماع ان «العلاقات بيننا مهمة للغاية ويتجلى ذلك كما رأيتم في الاجتماعات المباشرة بيني وبين الرئيس (فلاديمير) بوتين وبين موظفينا».
واضاف في تصريحات نقلها مكتبه «اعرب عن تقديري للكلمات التي قالها الرئيس بوتين مع الرئيس ترامب خلال القمة الاخيرة بينهما بشأن امن اسرائيل».
من جهتها ذكرت وزارة الخارجية الروسية بأن «لافروف وغيراسيموف ناقشا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، مسألة توفير الأمن على الحدود الإسرائيلية».
وأشارت الوزارة في بيان لها: «الجانبان تطرقا إلى موضوع التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، بحسب ما جاء في لقاء الرئيس بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكذلك إلى العملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في جنوب البلاد، وتأمين الحدود الإسرائيلية بما في ذلك تنفيذ بنود اتفاقية فك الاشتباك والموقعة عام 1974 بين سوريا وإسرائيل».
الى ذلك فعّل الجيش الإسرائيلي أحدث أنظمة الدفاع الجوي لديه امس على الحدود مع سوريا حيث تتقدم القوات الحكومية المدعومة من روسيا على حساب المعارضة.
وفي مؤشر على التوترات المتزايدة، أطلقت إسرائيل صاروخين من نظام «مقلاع داود» على صاروخين، قال الجيش الإسرائيلي لاحقا إنهما سقطا داخل الأراضي السورية وأُطلقا في إطار المعارك التي تدور فيها.
وقال مصدر إسرائيلي تم إطلاعه على تفعيل نظام «مقلاع داود» إن صاروخي الاعتراض أطلقا بعد أن أشارت تقديرات أولية إلى أن الصاروخين السوريين من طراز إس.إس-21 سيسقطان على الجانب الإسرائيلي من الجولان.
ولدى إدراك رادارات الاستشعار الإسرائيلية أن الصاروخين سيهبطان على الجانب السوري قام نظام مقلاع داود بإلغاء مهمة صاروخي الاعتراض ودمرا ذاتيا في الجو.
وطلب المصدر عدم ذكر اسمه بسبب عدم إجراء الجيش الإسرائيلي لتحقيق رسمي بعد.
ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة قد علمت بالواقعة قال: «أنا واثق أن ذلك سيحدث لاحقا لأن هناك مصالح مشتركة».
على صعيد اخر أدانت الحكومة السورية إجلاء مئات من أفراد الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) الذين فروا من البلاد بمساعدة من إسرائيل إلى الأردن ووصفتها بأنها «عملية إجرامية» نفذتها «إسرائيل وأدواتها».
وعبر أفراد الخوذ البيضاء وأسرهم من سوريا إلى هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل قبل أن يصلوا للأردن مطلع الأسبوع.
وقالت إسرائيل إنها ساعدت في عملية الإجلاء استجابة لطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء آخرين. وكانت هناك مخاوف من أن حياة موظفي الإغاثة في خطر.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن عملية الإجلاء «فضحت الطبيعة الحقيقية لتنظيم ما يسمى الخوذ البيضاء الذي قامت سوريا بالتحذير من مخاطره على الأمن والاستقرار فيها وفي المنطقة بسبب طبيعته الإرهابية».
وقال مصدر في الحكومة الأردنية إن 422 شخصا نقلوا من سوريا عبر هضبة الجولان المحتلة إلى الأردن. ويشكل هذا العدد انخفاضا عن الرقم الرسمي المعلن من قبل من وزارة الخارجية في عمان والذي كان 800 شخص.
وأضاف المصدر أن من تم إجلاؤهم سيبقون في موقع «مغلق» في الأردن لحين توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا خلال ثلاثة أشهر.
وقال مصدر ثان مطلع على الاتفاق، لكنه ليس أردنياً، إن الخطة الأصلية كانت تشمل إجلاء 800 شخص لكن 422 فقط هم الذين تمكنوا من الخروج بعد أن واجهت العملية عراقيل في نقاط تفتيش حكومية وبسبب توسع لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
(ا.ف.ب-رويترز)