بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

10 نيسان 2019 08:13م نتنياهو يستعد لولاية خامسة.. و"صفقة قرن" تلوح في الأفق

موقف أميركي غامض من ضم إسرائيل لمستوطنات الضفة

حجم الخط
يتجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للفوز بولاية خامسة بعدما أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء في إسرائيل أنه في أفضل موقع ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، مستخدما في سباقه الانتخابي اعلان عزمه على ضم إسرائيل لمستوطنات الضفّة الغربيّة في حال فوزه، وهو امر رفضت اميركا اعلان موقف واضح بشأنه عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، خلال جلسة استماع أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ، اعلن خلالها بومبيو أن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صهره جاريد كوشنر سيقدم قريبا خطة لتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي الدائر منذ عقود.. في اشارة إلى "صفقة قرن" بات ينتظرها الجميع، وسيتم الكشف عنها في وقتٍ ليس ببعيد.

وتفيد الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام بعد فرز 97 بالمئة من الأصوات أن حزب نتنياهو سيشغل عددا من المقاعد (35) يساوي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب "أزرق وأبيض" (يمين الوسط) الذي يقوده بيني غانتس. لكنها تتوقع أن يتمكن نتانياهو من جذب أحزاب اليمين والحصول على دعم 65 نائباً من أصل 120 في الكنيست.

وفي هذا الوضع، يبدو من غير المرجح أن يعهد الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين في الأيام المقبلة لشخصية أخرى غير نتنياهو مهمة تشكيل ائتلاف حكومي.

وكان نتانياهو أعلن قبل ساعات فوزه في الانتخابات. وقال لأنصاره الذين تجمعوا في أجواء من الحماس في تل أبيب إن الانتخابات كانت "رائعة".

وأشار إلى أن هذه الانتخابات جرت في "ظروف مستحيلة" وعلى الرغم من "وسائل إعلام معادية".

ثقة أكبر
وأضاف أن "شعب اسرائيل منحني ثقته للمرة الخامسة، منحني ثقة أكبر". وفيما بدأ اتصالات مع قادة الأحزاب اليمينية الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي، أكد نتانياهو أنهم قدموا "جميعا تقريبا" الدعم له.

وأضاف "ستكون حكومة من التيار اليميني، لكنني سأكون رئيس وزراء للجميع".

غانتس
في مقر قيادة حزب "أزرق أبيض" في تل أبيب، وصف غانتس الانتخابات أمام حشد من مؤيديه بأنها "يوم تاريخي. أكثر من مليون شخص صوتوا لنا".

وفي حديثه للصحافيين خارج منزله صباح الأربعاء، قال غانتس "نحن بانتظار النتائج النهائية". وأضاف "لم يحدث من قبل أن شُكل حزب بهذا الحجم وهذه الروعة وبهذا العدد الكبير من خيرة الناس خلال فترة قصيرة كهذه".

ودعي الثلاثاء نحو 6,3 ملايين ناخب إلى اختيار نوابهم ال120.

اليسار خاسر
في المجموع صوت 67,9 بالمئة من الناخبين، مقابل 71,8 بالمئة في الانتخابات السابقة التي جرت في 2015.

وبدت النتيجة غير واضحة حتى اللحظة الأخيرة. واللافت أن اليسار تلقى ضربة بحصوله على ستة مقاعد فقط وقالت شيلي ياشيموفيتش القيادية في حزب العمل التاريخي إنها "تحت تأثير الصدمة".

وحقق غانتس الذي دخل الساحة السياسية قبل ستة أشهر فقط نجاحا كبيرا.

وقال شوشان ليفي (61 عاما) أحد مؤيديه "انني سعيد جدا. هذه نتيجة تاريخية حتى إذا لم يشكل غانتس الحكومة المقبلة وانتصار كبير لتشكيل جديد".

وسينتزع نتانياهو في حال كلفه الرئيس ريفلين فعلا تشكيل الحكومة، في تموز/يوليو الرقم القياسي الذي سجله ديفيد بن غوريون في مدة الحكم.

مشاورات
ويتوقع أستاذ العلوم السياسية جدعون راحات أن تستمر المشاورات الصاخبة بين نتانياهو وشركائه المحتملين بين أربعة وستة أسابيع. وقال "سيكون هناك ضجيج كبير وستحاول الأحزاب الصغيرة المساومة على وزارة أو إجراءات سياسية".

لكن نتانياهو سيجد نفسه بسرعة في مواجهة مشاكل القضاء. فقد أعلن المدعي العام في شباط/فبراير نيته اتهامه بالفساد والاحتيال وإساءة الائتمان. وحدد المدعي العام العاشر من تموز/يوليو موعدا لجلسة الفرصة الأخيرة قبل أن يقرر اتهامه.

ويؤكد نتانياهو براءته ويعتبر أنه ضحية حملة ضده.

في مواجهة نتانياهو، ركز غانتس (59 عاما) في حملته على عمله كمظلي سابق ورئيس سابق للأركان في بلد يواجه تهديدات مستمرة. وقد وعد وضع حد لسنوات من الانقسام والفساد يجسدها نتانياهو.

وتعليقا على نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع، رأى أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات الثلاثاء أنّ الإسرائيليّين صوّتوا بـ"لا للسلام".

وقال في بيان إنّ "الإسرائيليين صوّتوا للمحافظة على الوضع القائم. لقد قالوا لا للسلام ونعم للاحتلال".

وأضاف أن "18 نائبا فقط في البرلمان الاسرائيلي يدعمون حل الدولتين".

عشراوي
في حين صرحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الأربعاء في بيان قائلة "إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت على الإمعان في تفشي العنصرية والتطرف".

وأضافت "إن الناخب الإسرائيلي اختار السياسة الراهنة القائمة على القتل والضم والسرقة واضطهاد الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه ومقدراته".

وحرص المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز لى أن يكون أول من يهنئ نتنياهو، علما أنه متحالف مع "حزب الحرية" اليميني المتشدد الذي تقاطع إسرائيل قادته.

وهنأه كذلك نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني زعيم اليمين المتطرف الذي كتب على تويتر: "حظاً طيباً لصديقي بيبي نتانياهو وتحية كبيرة لشعب إسرائيل".

لا للسلام
وركز نتنياهو في حملته على صورته كرجل قوي ونجاحاته الدبلوماسية وقربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك على النمو الاقتصادي المتواصل.

ضم مستوطنات
وكما فعل في 2015 لجذب أصوات اليمين، أخرج نتنياهو مفاجأة في اللحظة الأخيرة عندما أعلن استعداده لضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة من قبل الدولة العبرية منذ أكثر من خمسين عاما، في حال فوزه بولاية جديدة بعد الانتخابات التشريعيّة.

وتعتبر الأسرة الدوليّة المستوطنات انتهاكاً للقانون الدولي وعقبةً أمام جهود السّلام، إذ بُنيت على أراض فلسطينيّة محتلة يُفترض أن تشكّل جزءاً من الدولة الفلسطينية المنشودة.

موقف أميركي غامض
من جهته رفض وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبو اليوم القول ما إذا كانت الولايات المتّحدة ستُعارض ضمّاً محتملاً من جانب إسرائيل لمستوطنات الضفّة الغربيّة، كما رفض أن يؤكد دعم واشنطن لإنشاء دولة فلسطينية.

وفي جلسة استماع أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ، رفض بومبيو الإجابة على سؤال السّناتور الديموقراطي كريس فان هولين عمّا إذا كانت إدارة دونالد ترامب ستُعارض "ضمّ إسرائيل بشكلٍ أحاديّ لكلّ الضفّة الغربيّة أو لجزء منها".

ورفض بومبيو أيضا تأكيد الدعم الأميركي لحل قائم على أساس الدولتين كانت الإدارات الأميركية السابقة دافعت عنه. وقال بومبيو "في النهاية، سيُقرّر الإسرائيليون والفلسطينيون كيف سيجدون حلاً لذلك".

كوشنر والصفقة
وأضاف أن مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صهره جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات سيقدمان قريبا اقتراحا "لتسوية مشكلة مستمرة منذ عقود ولم تتمكن الإدارات السابقة من حلها".

وتابع "سترون مقترحنا"، مضيفاً أنّ هذه الخطّة سيتمّ الكشف عنها "في وقتٍ ليس ببعيد"، من دون أن يُعطي مزيدا من التفاصيل.

وأضاف "نأمل أن تكون هناك بعض الأفكار المختلفة والفريدة التي تسمح للاسرائيليين والفلسطينيين بالتوصل إلى حل للنزاع".

لا اتفاق
ورأى السناتور الديموقراطي عن وزلاية ميريلاند فان هولن أنّ ضمّ كل الضفة الغربية أو جزء منها "يعني أنه لا اتفاق مع الفلسطينيين (...) وسيقوّض أيّ جهدٍ لإيجاد حلّ سياسي (قائم على أساس) الدولتين".

واتخذت إدارة ترامب قرارات تتعارض مع الإجماع الدولي والتقاليد الدبلوماسية الأميركية، من خلال اعترافها أحاديًا بالقدس عاصمة لإسرائيل من دون أن تنتظر الكشف عن خطتها للسلام. كما اعترفت بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتلّ.
من جهتهم يرفض القادة الفلسطينيّون التواصل مع واشنطن منذ إعلان واشنطن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

المصدر: "اللواء" + وكالات