بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

13 كانون الأول 2018 07:02ص نصف سكان العالم يفتقدون الخدمات الصحية الأساسية والتغطية الشاملة

حجم الخط

احتفل العالم امس بيوم التغطية الصحية الشاملة، في 12 كانون الثاني (ديسمبر)، مع الذكرى السنوية لأول قرار يصدُر بالإجماع من الأمم المتحدة ويدعو البُلدان إلى توفير الرعاية الصحية الجيدة وميسورة التكلفة لكل إنسان، في كل مكان.

ويدور موضوع يوم الصحة العالمي لهذا العام حول "التغطية الصحية الشاملة: للجميع وفي كل مكان" تحت شعار "الصحة للجميع". فتحقيق التغطية الصحية الشاملة يحول دون وقوع الناس في براثن الفقر، إذ يضطرون إلى سداد تكاليف الرعاية الصحية. وغيابها يؤثر تأثيراً سلبياً على حياة ورفاهية ملايين الأشخاص والمجتمعات حول العالم، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل. وتتيح التغطية الصحية الشاملة مزيداً من الفرص أمام الناس للعمل وكسب العيش، وتزيد فرص الأطفال في بلوغ قدراتهم الدراسية الكاملة، وهي الأساس الذي تقوم عليه التنمية الاقتصادية طويلة الأمد.

نصف سكان العالم من دون الخدمات الأساسية

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د.تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قال: "إن التغطية الصحية الشاملة تقوم على فكرة بسيطة، وهي أن يكون لدى كل فرد إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية التي يحتاج إليها، دون التعرض لضائقة مالية".

وتأسست منظمة الصحة العالمية على المبدأ الذي يقضي بحق كل فرد في أن يتمتَّع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه. ومع ذلك، يقع نحو 100 مليون إنسان في براثن الفقر المدقع، مجبرين على العيش بدخل يبلغ أقل من دولارين في اليوم (1.9 دولار أمريكي فقط)، لأنهم يضطرون لدفع تكاليف الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.

وتابع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "لا تتوافر لدى نصف سكان العالم، على الأقل، فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية، من قبيل التطعيم، والأدوية الأساسية، أو حتى القدرة على الوصول إلى العاملين الصحيّين، وفي كل عام، هناك نحو 100 مليون شخص يقعون في براثن الفقر المدقع نتيجة الإنفاق المباشر من أموالهم على الصحة".

مشيراً إلى أن نحو 40% من الإنفاق الصحي في إقليم شرق المتوسط يأتي مباشرة من أموال الناس، ولا يستطيع معظمهم تحمل هذه التكاليف، ومؤكداً أن الأشد تضرراً بذلك هم ذوو الدخل المنخفض والمحرومون من الحماية الاجتماعية، ونتيجة لذلك، يقع أكثر من 7.5 مليون شخص في دائرة الفقر سنوياً في الإقليم بسبب إنفاقهم على الصحة.

الصحة للجميع والتغطية الشاملة وجهان لعملة واحدة

وذكر الدكتور جواد المحجور، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالإنابة، أن "التغطية الصحية الشاملة حق أساسي من حقوق الإنسان". وأضاف أن "ضمان الحق في الصحة للجميع والتغطية الصحية الشاملة وجهان لعملة واحدة، وهما الدافع لعمل المنظمة منذ إنشائها". وأضاف أن "التغطية الصحية الشاملة تعني أيضاً ضمان الحصول على الرعاية الأساسية عالية الجودة وتوفير الحماية المالية". وهو ما يُحسِّن صحة الناس ويزيد متوسط عمرهم المتوقَّع، ويحمي البلدان كذلك من الأوبئة، ويُقلِّص من رقعة الفقر ويحدّ خطر الجوع، ويخلق فرصاً للعمل، ويحفز النمو الاقتصادي، ويعزز المساواة بين الجنسين.

ويذكِّر يوم الصحة العالمي لعام 2018 البلدان بالالتزامات التي قطعتها على نفسها عندما اعتمدت أهداف التنمية المستدامة والتزمت باتخاذ خطوات ملموسة للنهوض بجدول أعمال الصحة للجميع.

وتعني التغطية الصحية الشاملة أن يستطيع جميع الأشخاص والمجتمعات الحصول على خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها دون أن يعانوا من ضائقة مالية. ويستطيع كل شخص أن يحصل من خلال التغطية الصحية الشاملة على الخدمات التي تعالج أهم أسباب المرض والوفاة، مع ضمان أن تكون تلك الخدمات عالية الجودة من أجل تحسين صحة الأشخاص الذين يتلقونها.

التغطية الصحية الشاملة 2030

ووقّع وزراء الصحة ورؤساء الوفود من بُلدان إقليم شرق المتوسط مؤخراً مُجتمعين على الاتفاق العالمي بشأن التغطية الصحية الشاملة 2030، وبهذا، أصبح أول إقليم يقوم بذلك من بين أقاليم المنظمة الستة.

ويُثبت التوقيع على الاتفاق العالمي بشأن التغطية الصحية الشاملة لعام 2030 وجود مستوى عالٍ من التزام بُلدان الإقليم بالمبادرة إلى العمل وإحراز التقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وتدعو رؤيةُ 2023، التي صاغها مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط د.أحمد المنظري، إلى التضامن والعمل من أجل تعزيز "الصحة للجميع وبالجميع".

وقد حددت رؤية 2023، تماشياً مع برنامج العمل العام الثالث عشر 2019-2023، توسيعَ نطاق التغطية الصحية الشاملة، وركزت على تنفيذ التوصيات الصادرة عن إعلان صلالة بشأن التغطية الصحية الشاملة، الصادر في أيلول (سبتمبر) 2018، وذلك لضمان استفادة 100 مليون شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023.

وحول رؤية 2023 أشار المنظري إلى "وجود حاجة إلى مشاركة الجميع من الحكومات، والهيئات البرلمانية، والمؤسسات المهنيّة والأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة، والمجتمعات المحلية، والمجتمع المدني والأفراد، في إحداث التغيير".

مدير إدارة تطوير النظم الصحية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د.ظفار ميرزا لفت النظر إلى أن نصف السكان النازحين داخلياً في العالم يعيشون في بعض بلدان الإقليم، وأن أكثر من 60% من اللاجئين والمهاجرين في العالم هم من إقليم شرق المتوسط في الأساس. "ومن هذا المنطلق، فإننا نركز تركيزاً خاصاً على التغطية الصحية الشاملة للاجئين والمهاجرين".

إن يوم الصحة العالمي فرصة لتسليط الضوء على الحاجة إلى التغطية الصحية الشاملة ونتائجها الإيجابية على الصحة. وفي هذه المناسبة، تؤكِّد المنظمة من جديد التزامها بتعزيز الصحة للجميع، دون تمييز، لضمان عدم إغفال أحد في أي مكان.

المصدر: euronews