بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

25 شباط 2020 12:54م هزّات خوف من كابول إلى بيروت.. والشرق الأوسط مهدّد بـ "وباء" بسبب إيران

حجم الخط

وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" إيران بأنّها أخطر نقطة لنقل "فيروس كورونا" بعد الصين، بسبب عدم مصداقيتها، قائلة إنّ "الشرق الأوسط مهدّد باجتياح الوباء لمعظم دوله بسبب الضوابط الحدوديّة القليلة والحكومات الضعيفة وأنظمة الصحة الهشّة وغير الفعّالة".

الصحيفة تابعت في تقريرها: "يتدفق الزوار الدينيون والعمال المهاجرون ورجال الأعمال والجنود ورجال الدين بشكل مستمر عبر الحدود الإيرانيّة، وغالبًا ما يعبرون الحدود إلى بلدان ذات ضوابط حدوديّة قليلة وحكومات ضعيفة وغير فعّالة وأنظمة صحيّة هشّة".

إيران بعد الصين.. نقطة محوريّة لكورونا

كما كتبت الصحيفة: "الآن، وبينما تكافح طهران لاحتواء انتشار فيروس كورونا، تظهر إيران أيضًا كجهة محوريّة ثانية بعد الصين في انتشار المرض. حالات في العراق وأفغانستان والبحرين والكويت وعمان ولبنان والإمارات العربية المتحدة - حتى حالة واحدة في كندا - تمّ تتبعها جميعها قادمة من إيران، ممّا أدى إلى نشر هزّات خوف امتدت من كابول إلى بيروت".

الخبراء يقولون أيضًا إنّ الشرق الأوسط من نواح كثيرة هو المكان المثالي لتوليد الوباء، مع التدفّق المستمر لكلّ من الزوار والعمال المتجولين الذين قد يحملون الفيروس.

ويشير التقرير، إلى أنّ الاقتصاد الإيراني خُنق بسبب العقوبات، وفقد الشعب ثقته في حكومته، وزعماؤها معزولون عن معظم أنحاء العالم، ولم يقدموا سوى القليل من الوضوح بشأن مدى انتشار الوباء.

نظم صحيّة منهارة

هذا وتسببت الحروب الأهليّة أو سنوات من الاضطرابات في تحطيم النظم الصحيّة في العديد من الدول المجاورة، مثل سوريا والعراق وأفغانستان واليمن. وبعض دول المنطقة يحكمها إلى حدّ كبير مستبدون لديهم سجلات سيئة في توفير الشفافية العامة والمساءلة والخدمات الصحية.

وقال بيتر بيوت، مدير مركز لندن للصحة والطب الاستوائي والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرنامج الأمم المتحدة المشترك، إنّها "وصفة لتفشي الفيروس بشكل هائل".

كذلك أوضحت الصحيفة أنّ مئات الآلاف من الزوار يسافرون كل عام من جميع أنحاء المنطقة لزيارة الأماكن المقدسة الشيعيّة في إيران والعراق. وفي يناير/ كانون الثاني وحده، عاد 30 ألف شخص إلى أفغانستان قادمين من إيران، ولا يزال مئات آخرون يقومون بزيارة قم، موقع تفشي المرض، كل أسبوع، حسب المسؤولين الأفغان.

انحدار بطيء للأخبار

هذا وقد أغلق العراق حدوده مع إيران يوم السبت، لكنّ الملايين يعبرونها كل عام. لذا ربما كان من المحتمل أن يكون العشرات من المصابين قد أحضروا الفيروس إلى العراق، وهذا يتوقف على طول فترة وجوده في إيران. وحتى منتصف يوم الاثنين في النجف، كانت الرحلات الجوّية من وإلى إيران لا تزال تقلع وتهبط.

وأخذ محافظو المحافظات العراقية المتاخمة لإيران على محمل الجد إمكانية العدوى على الأقل، وكان اثنان على الأقل يتفقدان شخصيًا المعابر الحدودية للتأكد من أنه يتمّ ضبطهما ومنع الإيرانيين من العبور إلى العراق.

ووصف قتيبة الجبوري، رئيس لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان العراقي، الفيروس التاجي بأنه "طاعون" وقال إنّ لجنته تطالب بإغلاق كامل لجميع الحدود "البرية والبحرية والجوية" مع إيران "إلى أن يصبح المرض تحت السيطرة تمامًا".

وتقول الصحيفة إن الانحدار البطيء للأخبار حول انتشار الفيروس يتسبب في تفاقم مشكلات المصداقية الحادة بالفعل في طهران، فبعد أقل من شهرين من إجبار المسؤولين على الاعتراف بالكذب بشأن معرفتهم بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، شكّك الكثير من الإيرانيين يوم الاثنين في الروايات الرسمية لانتشار الفيروس، ما دفع الأمن القوميّ الإيرانيّ اليوم إلى مطالبة المدعي العام بإجراء تحقيق حول حقيقة أعداد وفيات ومصابي "كورونا" في البلاد، وإطلاع الشعب على النتيجة.

المصدر: العربيّة + اللواء