بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

16 أيار 2019 12:59ص واشنطن تسحب موظفين من بغداد بسبب «تهديد وشيك على صلة مباشرة بإيران»

بطارية صواريخ باتريوت من بين التي استقدمها الجيش الاميركي للمنطقة (أ ف ب) بطارية صواريخ باتريوت من بين التي استقدمها الجيش الاميركي للمنطقة (أ ف ب)
حجم الخط
طلبت الولايات المتحدة امس من جميع موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل نتيجة تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران جارة العراق، ما دفع العديد من البلدان الأخرى الى التعبير عن القلق، في حين نقلت وكالة أنباء فارس عن الجنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن إيران «على شفا مواجهة شاملة مع العدو».

وأضاف سلامي «هذه المرحلة من التاريخ، التي دخل فيها العدو ميدان المواجهة معنا بكل القدرات الممكنة، هي أكثر الأوقات حسما في تاريخ الثورة الإسلامية».

وامس افاد مسؤولون اميركيون كبار امس ان سحب الدبلوماسيين الاميركيين غير الاساسيين من العراق سببه «تهديد وشيك» على «صلة مباشرة بايران». 

وقال احد هؤلاء المسؤولين في الخارجية الاميركية ان هذا التهديد «حقيقي»، تقف وراءه «ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الايراني».

واضاف امام صحافيين في واشنطن «إنه تهديد وشيك يطاول طواقمنا».

وردا على سؤال عما اذا كانت طهران ضالعة في هذه التهديدات من وجهة نظر الادارة الاميركية، قال مسؤول آخر «الامر مرتبط مباشرة بايران، عدد كبير من التهديدات على صلة مباشرة بايران». 

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الإغلاق الجزئي للسفارة في بغداد لأن مجموعات إرهابية ومتمردة عديدة تنشط في العراق بينها «فصائل مذهبية معادية للولايات المتحدة» قد «تهدد الرعايا الأميركيين والشركات الغربية في العراق». 

وأضافت الخارجية الاميركية أنه «تم تعليق العمل في خدمات تأشيرات الدخول في الموقعين بشكل موقت». 

وفي طهران جاء الرد امس أيضا من وزير الدفاع الجنرال أمير حاتمي الذي أعلن أن إيران ستخرج «مرفوعة الرأس» من أي مواجهة محتملة مع الأميركيين والإسرائيليين، وستجعلهم «يذوقون مرارة الهزيمة». 

 ومن ناحية أخرى قال مسؤول إيراني بارز إن طهران مستعدة لجميع السيناريوهات من «المواجهة إلى الدبلوماسية» لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل حربا أخرى في الشرق الأوسط.

وأضاف  أن أي صراع في المنطقة ستكون له «عواقب لا يمكن تصورها».

بدوره، أبلغ مسؤول مطلع بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية وكالة أنباء الطلبة (إسنا) بأن إيران تحللت رسميا من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية عام 2015.

وقال المسؤول إن إيران ليس لديها حد من الآن فصاعدا لإنتاج اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة.

واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن الأحرى بإيران البقاء في الاتفاق النووي وعدم الخروج منه مهما كانت الظروف، لأن الجميع سينسون لاحقا أن واشنطن هي من انسحبت أولا وسيتهمون طهران.

وأمام التهديدات الايرانية المفترضة التي تبقى غير واضحة المعالم، تواصل وزارة الدفاع الاميركية تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج فأرسلت الى هذه المنطقة حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية من نوع بي-52 وسفينة حربية إضافية وبطارية صواريخ من نوع باتريوت. 

وقال مصدران أمنيان عراقيان إن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المفاجئة لبغداد هذا الشهر جاءت بعد أن أظهرت معلومات استخباراتية أميركية أن جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران تنشر صواريخ قرب قواعد للقوات الأميركية.

وأضاف المصدران أن بومبيو طلب من كبار القادة العسكريين العراقيين أن يحكموا سيطرتهم على هذه الجماعات، التي توسع نفوذها في العراق بعد أن أصبحت الآن تشكل جزءا من جهازه الأمني. 

وقال مصدر عسكري عراقي بارز على علم بتفاصيل زيارة بومبيو «الرسالة الأميركية كانت واضحة. طالبوا بضمانات بأن العراق سيكون قادرا على منع هذه الجماعات من القيام بتهديد المصالح الأميركية».

وبعيد قرار واشنطن بشأن موظفيها، أعلن الجيشان الألماني والهولندي تعليق عمليات التدريب العسكري للجيش العراقي حتى إشعار آخر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ان بلادها ستبقي على عدد الموظفين بسفارتها وقنصليتها في العراق ثابتا في الوقت الحالي، وذلك بعدما أمرت واشنطن برحيل موظفي الحكومة غير الأساسيين من العراق.

وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية أن سفارة بلادها في بغداد تعمل وبكامل موظفيها.

وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية في وقت سابق  تعليق عمليات التدريب التي تجريها القوات المسلحة الألمانية في العراق. 

وفي باريس قال مصدر مقرب من وزارة الدفاع الفرنسية إن الجيش الفرنسي ليست لديه أي خطط في الوقت الراهن لتعليق أنشطة التدريب العسكري في العراق.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه «لا تغيير في ما يتعلق بالأنشطة الفرنسية في هذا الوقت».

(ا.ف.ب - رويترز)