قال المبعوث الأميركي إلى إيران، برايان هوك أمس إن بلاده تريد التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، موضحا أن الهدف من ضغوط الولايات المتحدة هو دفع طهران إلى تغيير سلوكها.
وذكر هوك، خلال جلسة استماع بالكونغرس، أن الاتفاق مع إيران يجب أن يشمل البرنامجين النووي والصاروخي ووقف دعمها للإرهاب والاعتقال التعسفي.
وفي إشارة إلى مفعول العقوبات المفروضة على إيران، قال هوك إن حزب الله وحركة حماس الفلسطينية صارا يتخذان إجراءات تقشفية، بسبب تراجع الموارد الإيرانية.
وأضاف المبعوث الأميركي، أن إيران خفضت إنفاقها العسكري منذ فرض العقوبات الأميركية، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران سنة 2015، جعلها تحصل على الموارد اللازمة لتمويل أنشطتها الخبيثة وتدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط.
وتأجج التوتر على نحو ملحوظ بين واشنطن وطهران، خلال الأسابيع الأخيرة، وبعثت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية مهمة إلى الشرق الأوسط بعدما وردت أنباء عن تحضير إيراني لاستهداف مصالح أميركية في المنطقة.
واتهمت الولايات المتحدة، إيران بالضلوع في استهداف عدد من ناقلات النفط في مياه الخليج العربي، وهو ما نفته إيران، بشكل قاطع.
وأمس نفى وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي «بشكل قاطع» الاتهامات الأميركية وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».
وكان الجيش الأميركي قد نشر لدعم اتهاماته، شريط فيديو يُظهر ما يقول إنه دورية بحرية للحرس الثوري الايراني تزيل لغماً غير منفجر من على هيكل إحدى السفينتين، كما وزع صورا في الإطار نفسه.
وقال الجنرال حاتمي وفق ما نقلت عنه الوكالة إن «التهم المساقة ضد القوات المسلحة الإيرانية والفيلم الذي نُشر في ما يتعلق بما حدث للناقلتين (...)، كاذبة تماما وننفيها بقوة».
وأوضح أن «القوات المسلحة ومؤسسة الموانئ (الإيرانية)، كانتا من أوائل القوات التي هبت لإغاثة الناقلتين بعد وقوع الحادث وأنقذت 23 بحاراً من الناقلة الأولى»، نشر التلفزيون الإيراني صوراً لهم مؤكداً أنهم كانوا على متن الناقلة النروجية «فرانت ألتير».
وأضاف الوزير «عندما وصلت قواتنا للإغاثة إلى الناقلة الثانية، أعلن الطاقم أن سفينة أخرى قد أنقذتهم، ما يعني أن الأميركيين وصلوا في وقت مبكر إلى المنطقة التي يزعمون أن الفيلم تمّ تسجيله فيها».
وجرت تلك الحادثة خلال زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي لإيران، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني امس خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إن «علاقاتنا الوثيقة مع آسيا واليابان والصين دفعت البعض إلى مهاجمة الناقلتين في اليوم نفسه الذي حل فيه رئيس الوزراء الياباني ضيفاً علينا في طهران».
وكان الجيش الأميركي اعلن أنّ الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في بحر عمان الأسبوع الماضي ناتج عن لغم بحري شبيه بألغام إيرانية، مشيرا إلى أنّه جمع بصمات من على الناقلة تتيح بناء «قضية جنائية» ضد «المسؤولين» عن الهجوم.
وقال الضابط في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية شان كيدو في لقاء مع صحافيين في الفجيرة في شرق الإمارات العربية المتحدة «اللغم يمكن تمييزه ويشبه إلى حدّ كبير الألغام الإيرانية التي شوهدت في عروض عسكرية إيرانية».
وتابع متحدّثا في منشأة للبحرية الأميركية قرب ميناء الفجيرة المطل على بحر عمان «التقييم هو أن الهجوم على الناقلة كوكوكا كوريغوس والضرر الذي ألحق بها كان نتيجة ألغام بحرية زرعت على الغلاف الخارجي للسفينة».
وذكر الضابط الأميركي أن اللغم الذي انفجر «كان فوق المياه، ولا يبدو أن النيّة كانت إغراق السفينة»، مشيرا إلى لغم آخر ثبّت على هيكلها الخارجي وقد أزالته قوّة إيرانية كانت على زورق سريع قبل انفجاره.
وهي مقولة سبق للأميركيين أن أشاروا إليها بعدما نشروا تسجيلا مصوّرا قالوا إنه يظهر قيام إيرانيين بإزالة اللغم.
وقال كيدو للصحافيين أمس «جمعنا معلومات بيومترية حتى هذه اللحظة يمكن استخدامها لبناء قضية جنائية، بما في ذلك بصمات اليدين والأصابع»، وذلك من أجل «محاسبة الأفراد المسؤولين» عن الهجوم.
ودخلت ناقلة النفط اليابانية الأحد إلى مرساها المقرر قبالة السواحل الإماراتية حيث يجري تقييم للأضرار على متنها.
وذكر كيدو أن فريق التحقيق الذي تشارك فيه دول حليفة لواشنطن في المنطقة «تمكّن من معاينة مكان زرع اللغم على جسم السفينة (...) ورصد مغناطيساً لا يزال في المكان بالإضافة الى الأثر الذي تركه اللغم البحري في الموقع».
واعتبر أن «الثقوب الناجمة عن مسامير تشير الى كيفية تثبيت اللغم»، لافتا إلى أن الفريق تمكّن أيضا «من رفع شظايا نجمت عن انفجار اللغم المكون من ألمنيوم ومن مواد مركبة».
ورأى كيدو أن «هذا النوع من الهجمات تهديد لحرية الملاحة الدولية في المياه الدولية بالإضافة الى حرية التجارة»، مضيفا «نعمل مع شركائنا الإقليميين لضمان حرية الملاحة بالإضافة إلى حرية التجارة، ونحث كافة القوى على الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية».
وعرض الجيش الأميركي على الصحافيين قطعة مغنطيس قال إنها جزء من لغم، وشظايا، مشيرا إلى أنّها جمعت من السفينة.
من جهة أخرى قالت إيران إنها لن تمهل القوى الأوروبية مزيدا من الوقت بعد الثامن من تموز لإنقاذ الاتفاق النووي عن طريق حماية طهران من العقوبات الأميركية.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن طهران مستعدة للمضي في تهديدها بتخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى إذا لم تتدخل أوروبا وذلك في خطوة تنتهك بنود الاتفاق النووي.
ومن شأن هذا التجاوز تصعيد التوترات القائمة بالفعل بين إيران والرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه مستعد للقيام بعمل عسكري لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.
وقالت طهران في أيار إنها توقفت عن تنفيذ بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 احتجاجا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وأضافت أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى إلا إذا قامت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بحماية اقتصادها من العقوبات الأميركية خلال 60 يوما.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله:«لا يمكن تمديد مهلة الشهرين الممنوحة لبقية الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والمرحلة الثانية ستنفذ كما هو مخططس.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن التصرفات التي أقدمت عليها بلاده تمثل «الحد الأدنى» من الإجراءات التي يمكن لها اتخاذها بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لكنه قال إنه يمكن العدول عن تلك الإجراءات.
وأضاف روحاني خلال اجتماع للحكومة نقله التلفزيون الرسمي «إذا لم تنفذ مطالبنا سوف نتخذ إجراءات جديدة بعد 60 يوما اعتبارا من 8 ايار».
«لكن إذا عادوا إلى التزاماتهم فسنلغي كل الإجراءات التي اتخذناها في الستين يوما الأولى أو ربما الستين يوما الثانية ولن تكون هناك مشكلة».
من جانبه قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إنه لن تكون هناك مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة مرددا ما ورد في تصريح مماثل للرئيس الإيراني الثلاثاء.
وعلى وقع التصعيد الاميركي - الايراني في الخليج العربي دخل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الخط موجها أمس تحذيرا لمن وصفهم بـ«أعداء» اسرائيل.
وصرح نتنياهو في بيان أصدره مكتبه بعدما شهد تدريبات عسكرية واسعة النطاق شمال اسرائيل «أسمع جيراننا من الشمال والجنوب والشرق يهددون بتدميرنا .. وأقول لأعدائنا: الجيش الإسرائيلي يملك قوة تدميرية هائلة. لا تجربونا».
وذكرت الاذاعة الإسرائيلية الرسمية أن نتنياهو عقد اجتماعا للحكومة الأمنية استمر نحو أربع ساعات «في ظل التوتر في الخليج».
وأضافت أنها المرة الثانية خلال أسبوع يجتمع فيها كبار الوزراء بعد اجتماعهم الأحد.
كما ذكر موقع «والا!» الإسرائيلي الاخباري أن الوزراء ناقشوا اعلان إيران الاثنين أنها وابتداء من 27 حزيران ستتجاوز الحد الأقصى لمخزونها من اليورانيوم الذي حدده الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى في 2015.
ولم يؤكد مكتب نتنياهو كما لم ينف انعقاد الحكومة الأمنية أمس.
(أ ف ب-رويترز)