فرضت الولايات المتحدة امس عقوبات على خمسة مسؤولين ايرانيين متهمين بتقديم الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن لاطلاق صواريخ على السعودية في حين سخرت إيران امس من العقوبات التي تهدد الولايات المتحدة بفرضها وطالبت القوى الأوروبية بالتدخل لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي المبرم معها.
وافاد بيان صادر عن وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين ان المسؤولين الايرانيين الخمسة «مرتبطون بفيلق القدس التابع لحرس الثورة الايراني» المكلف العمليات الخارجية وبـ«برنامج الصواريخ البالستية الايرانية».
واضاف البيان ان اعمال المسؤولين الخمسة «اتاحت للحوثيين اطلاق صواريخ على مدن وبنى تحتية نفطية سعودية»، كما اتهمهم بنقل اسلحة الى اليمن «لم تكن موجودة قبل اندلاع النزاع الجاري».
واكد ان «الولايات المتحدة لن تتسامح بعد اليوم مع الدعم الايراني للمتمردين الحوثيين الذين يهاجمون اقرب شركائنا، السعودية».
وكان الحوثيون كثفوا خلال الاشهر الاخيرة اطلاق الصواريخ باتجاه السعودية.
وقرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل اسبوعين اعادة فرض كل العقوبات على ايران التي كانت رفعت استنادا الى الاتفاق النووي الايراني الذي تم التوصل اليه عام 2015 مع القوى الكبرى.
والايرانيون الخمسة المستهدفون امس هم، محمود باقري كاظم آباد، ومحمد آغا جعفري المسؤولان الكبيران في قيادة حرس الثورة المكلفة بالصواريخ، وجواد بوردبار شير امين، ومهدي ازاربيشه المرتبطان ايضا بحرس الثورة، وسيد محمد علي حداد نزهاد طهراني لتقديمه الدعم لفريق في حرس الثورة مكلف الابحاث الباليستية.
وتسابقت شخصيات عسكرية وسياسية إيرانية بارزة على الإدلاء بتصريحات تتسم بالتحدي بعد يوم من تهديد واشنطن بفرض «أقوى عقوبات في التاريخ» إذا لم تنفذ إيران تغييرات شاملة.
وأكد النائب الاول للرئيس الايراني امس ان الولايات المتحدة ستدرك يوما ما ان التهديدات ليست اللهجة الملائمة للتعامل مع بلاده، وذلك ردا على تهديد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو طهران بعقوبات شديدة جدا.
وكتب ايشاغ جاهانغيري النائب الأول للرئيس الايراني على تويتر ان «وزير خارجية ترامب متأخر 40 عاما. الشعب الايراني قام بالثورة حتى لا يملي عليه أحد ما يفعله».
واضاف «في النهاية ستقبل ادارة (الرئيس الاميركي دونالد) ترامب بالواقع وهو انه يجب التحدث الى إيران بلباقة ومنطق وليس بلغة التهديدات».
وبعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران طالبتها إدارته بالتخلي عن برنامجها النووي والانسحاب من الحرب الأهلية السورية ضمن مطالب أخرى مما أعاد طهران وواشنطن إلى وضع المواجهة.
ونسبت وكالة أنباء العمال إلى إسماعيل كوثري نائب قائد قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري في طهران قوله «شعب إيران سيقف صفا واحدا في وجه ذلك وسيوجه لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأميركي وكل من يدعمهم».
وبعد انسحاب ترامب قالت الدول الأخرى الموقعة إنها ستعمل على إنقاذ الاتفاق وتبقي على تجارة النفط والاستثمارات مع إيران.
لكن الشركات الأوروبية تقول إنها قلقة من تضررها من عقوبات أميركية جديدة نظرا إلى امتداد النفوذ العالمي لواشنطن وبدأت بعض الشركات فعليا في الانسحاب من تعاملات مع إيران.
وقال رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إن السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق النووي هو أن تقف الدول الأوروبية الموقعة عليه في مواجهة الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي قوله «اليوم يتعين أن يظهروا قوتهم في مواجهة الضغط الأميركي».
(ا.ف.ب - رويترز)