بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

21 أيلول 2020 11:49ص وثائق سريّة.. صديق طفولة بوتين «غسَل ملايين الدولارات» في بريطانيا

حجم الخط

كشفت وثائق سريّة مسربة احتمال ضلوع أحد أقرب أصدقاء الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين في استخدام مصرف "باركليز" في لندن لغسل الأموال والالتفاف على العقوبات.

ففي عام 2014، فرض كلّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قيودا ماليا أو عقوبات على الملياردير أركادي روتنبرغ، الذي يعرف الرئيس بوتين منذ الطفولة. ما يعرّض المصارف الغربيّة لعواقب وخيمة في حال التعامل معه. فيما صدر عن مصرف "باركليز" أنّه أوفى من جانبه بجميع واجباته القانونيّة والتنظيميّة.

إذ كشفت وثائق سريّة مسرّبة، هي عبارة عن تقارير عن" أنشطة مشبوهة للمصارف"، كيف احتفظت الشركات التي يعتقد أنّها تحت سيطرة روتنبرغ، بحساباتها السريّة. وحصل برنامج "بي بي سي بانوراما" على الوثائق المعروفة بملفات فنسن.

الدائرة الضيّقة

في مارس/ آذار 2014 فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصاديّة على روسيا بعد ضمّها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وصنّفت وزارة الخزنة الأمريكية روتنبرغ (68 عامًا) وشقيقه بوريس (63 عامًا) "أعضاء في الدائرة الضيّقة للقيادة الروسية". وقد ارتاد الشقيقان في شبابهما نادي الجودو ذاته حيث تلقى بوتين تدريبه.

فلاديمير بوتين وأركادي غوتنبرغ صديقان منذ الطفولة

وقامت شركات روتنبرغ في السنوات الأخيرة ببناء طرق وخطوط أنابيب الغاز ومحطات كهرباء من خلال عقود منحتها لها الدولة الروسية.

وصدر عن وزارة الخزانة الأميركيّة أن الشقيقين "وفرّا الدعم لمشاريع بوتين للحيوانات الأليفة" و"كسبا مليارات الدولارات لصالح شركة غازبروم وفي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، من خلال عقود منحها لهما بوتين".

وضمّت الولايات المتحدة عام 2018، أركادي ونجله إيغور إلى لائحة العقوبات ضد الأفراد، بهدف عزلهما عن النظام الماليّ الغربيّ بأكمله.

ومع ذلك، يبدو أنّ عائلة روتنبرغ واصلت نقل الأموال عبر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

شراء الفن وغسيل الأموال

في عام 2008، فتح مصرف "باركليز" حسابا لشركة تدعى "أدفانتج أليانس". وتظهر الوثائق المسربة أنّ الشركة نقلت 60 مليون جنيه استرليني بين عامي 2012 و2016. وتمت معظم التحويلات بعد فرض العقوبات على الأخوين غوتنبرغ.

وفي تموز/ يوليو من هذا العام، اتهم تحقيق أجراه مجلس الشيوخ الأميركيّ عائلة روتنبرغ باستخدام عمليات شراء سرية لأعمال فنيّة باهظة الثمن للتهرب من العقوبات. وكانت "أفانتج أليانس" إحدى الشركات المشاركة في المخطط.

وخلص المحققون الأميركيون إلى وجود أدلة قويّة على أنّ أركادي غوتنبرغ يملك أدفانتج أليانس، وأنّ الشركة استخدمت حسابها في مصرف "باركليز" لشراء أعمال فنيّة بقيمة ملايين الدولارات لصالحه.

كما أشار تقرير صادر عن لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكوميّة الأميركيّة إلى أنّ "السرية وعدم الكشف عن الهوية وعدم اتباع اللوائح المنظمة للنشاط المصرفي، تخلق بيئة مهيأة لغسيل الأموال والتهرب من العقوبات"، وإلى أنّ دور المزادات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "فشلت في طرح الأسئلة الأساسية" حول مشتري الأعمال الفنيّة.

وعلى الرغم من العقوبات، يبدو أنّ أركادي غوتنبرغ دفع 7.5 مليون دولار لاقتناء لوحة "لا بواترين" للفنان البلجيكي رينيه مارغريت.

ففي 17 يونيو/ حزيران أرسلت شركة ترتبط بأركادي غوتنبرغ المال إلى حساب شركة "أدفانتج أليانس" في مصرف باركليز في لندن. وفي اليوم التالي أرسل "باركليز" المال إلى البائع في نيويورك.

تحقيق داخليّ

في نيسان/ أبريل 2016، باشر مصرف "باركليز" تحقيقًا داخليًا في العديد من الحسابات التي اشتبه في ارتباطها بعائلة روتنبرغ.

بعد ستة أشهر، أغلق المصرف حساب شركة "أدفانتج أليانس" بعد إثارته مخاوف من استخدامه لنقل أموال مشبوهة. لكنّ الوثائق المسربة أظهرت أنّ حسابات أخرى في "باركليز"، يشتبه بارتباطها بعائلة غوتنبرغ، ظّلت مفتوحة حتى عام 2017، مثل شركة "آيرتون دفلوبمنت ليميتيد".

وبحسب ما ورد في الملفات، كان مصرف "باركليز" يشتبه في أنشطة آيرون وخلص إلى أنّ مالكها الحقيقي هو أركادي غوتنبرغ. ولم يعلق المصرف لدى سؤاله من قبل برنامج "بي بي سي بانوراما" عن عدد الحسابات التي يشتبه بصلتها بعائلة غوتنبرغ.

المتحدث باسم "باركليز" قال: "نعتقد أننا امتثلنا لجميع التزاماتنا القانونيّة والتنظيميّة بما في ذلك ما يتعلق بالعقوبات الأميركيّةوأضاف أن ما ورد في الوثائق "لا يعد في حد ذاته دليلًا على أّي مخالفات فعلية، نحن ننهي العلاقة مع العميل فقط بعد إجراء تحقيق دقيق وموضوعيّ وتحليل للأدلة، بالتوازن بين الاشتباه في الجرائم المالية المحتملة وخطر إلغاء المعاملات المصرفية لعميل بريء".

بينما رفضت عائلة غوتنبرغ التعليق.

وملفات فنسن هي تسريب لوثائق سريّة تكشف كيفيّة سماح المصارف الكبرى بنقل الأموال المشبوهة في جميع أنحاء العالم. وتظهر أيضًا كيف تكون المملكة المتحدة غالبًا، الحلقة الأضعف في النظام المالي وكيف تغرق لندن بالأموال الروسيّة.

وحصل موقع "باز فيد نيوز" على هذه الملفات وشاركها مع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ومع 400 صحافي حول العالم. وقاد برنامج بانوراما البحث لصالح "بي بي سي".

المصدر: BBC عربي