بنجاح كبير وحماس لافت، انطلقت بطولة كأس الامّم الاسيوية لكرة القدم، بضيافة دولة الامارات العربية المتحدة، التي استطاعت إثبات بانها حاضرة دوماً بكل المناسبات والرياضية احدها، فأبهرت القارة الاسيوية منذ لحظة الافتتاح التي زينها احتفال مختصر، لكنه غاية بالروعة توج بوفاء معبر لمؤسس الامارات، الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان عبر أوبريت "زانها زايد" والتي تحكي حضارة هذه الدولة كما ريادتها.
وكما الافتتاح المبهر، انطلقت المنافسات والتي تعد بتشويق فني بما هو ات من مباريات، ولعل الابرز كان اسقاط نشامى الاردن للكنغارو الأسترالي حامل اللقب وإحراج الفدائي الفلسطيني لنسور قاسيون السوريين بالتعادل، فتلك النتيجتان كانتا عنواناً لمفاجآت، تبقى نكهة لبطولات من هذا المستوى، التي نأمل ان يكون منتخبنا اللبناني احد فرسانها.واللافت ان مشاركة منتخبنا الوطني، الذي يستعد لركلة البداية امام القطريين الأربعاء، بات يستقطب اهتمامات اللبنانيين، وعلى مختلف مشاربهم، فَنَسِي السياسيون مشاكلهم في تشكيل الحكومة العتيدة ووضع الشعب استراحة لهمومه المعيشية، ليترقبوا ما سيحققه رجال الارز في هذا الاستحقاق التاريخي، والذي يعتبر بلوغه انجازاً بحد ذاته.
وصحيح اننا لا نطلب من منتخبنا تحقيق ما يشبه المعجزات، الا اننا ومعنا كل لبناني سواء كان مقيماً او مغترباً، نتمنى على رجال الارز ان يبذلوا أقصى ما يستطيعون من جهد وان لا يبخلوا بذرة عرق في هذا الحدث الكروي الهام، لعكس الصورة الراقية عن وطنهم، ولعلهم يكونون "الحصان الأسود" للبطولة، والتي بلغوا منافساتها بجدارة، فـ"عين" كل لبناني على مدينة "العين" بانتظار ركلة البداية.