«لا عودة للجماهير في ملاعب كرة القدم قبل وجود لقاح» ! شعارٌ رُفِع في معظم المنتديات والمنصات، سواء على لسان مسؤولين سياسيين أو نظرائهم في المناصب الرياضية الرفيعة .
بقراءة سريعة لمعظم التحليلات والاجتهادات الطبية المنتشرة حول العالم في سياق «سباق اللقاح»، فإن التوقعات لا تُغفل حقيقة أن أي لقاح لن يبصر النور قبل صيف العام المقبل.
هل تتحمل الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا هذه المدة الزمنية الطويلة ؟
سؤالٌ يُطرح بقوة في الغرف المغلقة المنوطة بإدارة شؤون الدوريات العالمية الكروية الكبرى التي تم الاعلان عن إنطلاق معظمها الشهر المقبل. ومن ضمن تلك الخطط التي تطرحها روابط الدوريات، إمكانية سماح الجهات الصحية بعودة الجماهير تدريجيًا الى الملاعب بنسبة 30 % اعتبارًا من أيلول المقبل تمهيدًا للعودة الكاملة في الشهر الأول من العام المقبل.
لم يكن الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الانكليزي الممتاز ريتشارد ماسترز بعيدًا عن تلك الأجواء، خصوصًا أن مسابقته هي الأكثر تضررًا من غياب الجماهير عن الملاعب نظرًا لمعدلات الحضور المرتفعة .. إذ أشار ماسترز الى أن هناك تفاؤلا بعودة الجماهير «على مراحل» ابتداء من الصيف.
الصورة لن تكون مختلفة في إسبانيا، فكل التقديرات تشير الى أنه، وبعد شهرين من انطلاق الموسم المقبل، سترتفع سعة الجماهير إلى 50 ٪، كاختبار أخير قبل أن تكون المدرجات قادرة على استيعاب 100 ٪ في وقت مبكر من كانون الثاني 2021 .
صحيح أن روكاسانا ماراسينيو وزيرة الرياضة الفرنسية قد جددت التأكيد على أن الرياضة لا يمكن أن تَستأنف دورتها الطبيعية حتى يتم العثور على لقاح، لكن هذا التأكيد لن يكون عائقًا، بحسب الوزيرة، أمام عودة الجماهير الى الملاعب اعتبارًا من هذا الصيف ..
موقفٌ كان متشددًا وصارمًا اتخذته الحكومة الفرنسية في موضوع عودة النشاط في بداية أزمة كورونا، لكن ثمة ليونة في المواقف بدأت تُرصَد على لسان المسؤولين لأسباب عدة يأتي في مقدمتها مقاربة الموضوع من جانب اقتصادي، وهو ما دفع الى تبدل في اللهجة التي تحدثت سابقًا عن اعتبار الرياضيين في فرنسا «مواطنين عاديين شأنهم شأن الجميع، وبالتالي يجب أن لا يكونوا في مرمى الخطر».
حسن الختام :
العالم قرر التصدي لاعتبارات إقتصادية، فهل ستكون الوقاية الذاتية بالـ«كمامات» كافية لتجنب الوباء الخبيث ؟!