«الحب شيء .. والارتباط شيء آخر». وفق هذا المنطق الواقعي، تعامل تشافي هيرنانديز مع العرض الرسمي الذي تقدمت به إدارة نادي برشلونة لقيادة فريقها خلفاً لإرنستو فالفيردي.
صحيحٌ أن «زرقاء اليمامة» أعلن أنه ينظر الى تدريب برشلونة كـ«حلم»، لكن الواضح أن قراره بالاستمرار مدربًا لـ«زعيم» الأندية القطرية جاء بعد تحكيم «العقل» خصوصًا أن تشافي جاء الى قطر في إطار مشروع طموح لا يقتصر فقط على خوض تجربة الاحتراف كلاعب ثم كمدرب، بل يتجاوز الأمر ذلك بكثير، إذ يضطلع النجم الاسباني السابق بأدوار فنية متقدمة في أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، كما يتابع عن كثب مراحل التطور في منتخبات الفئات السنية القطرية ويحرص على التواجد، وتقديم المؤازرة، لمواطنه المدير الفني للعنابي فيليكس سانشيز.
تشافي، لم يكمل عامًا كاملاً بعد كمدرب محترف على رأس فريقه، فضلاً عن يقينه بأن ما سيُجنيه مع السد من ثقل في المجال التدريبي، ومن ألقاب ستعزز من سيرته، سيكون كفيلًا بعودته الى النادي الكتالوني من أوسع الأبواب.
أيامٌ فقط مرّت على طي صفحة انتقال تشافي لتدريب برشلونة وتعيين الإسباني كيكي سيتيان بديلا لفالفيردي، حتى تمكن مدرب السد من اقتناص لقبه الثاني في مسيرته التدريبية، حين اكتسح «السد» منافسه التقليدي في العقد الأخير الدحيل برباعية نظيفة توجته بطلاً لكأس قطر (كأس ولي العهد سابقاً) في مباراة قدم خلالها «الزعيم» عرضه الأفضل منذ استلام تشافي لمهامه مع ختام الموسم الماضي.
وبهذا اللقب، ضرب مدرب السد سلسلة من العصافير بحجر واحد، إذ أثبت أولاً صحة خياره الشخصي بالاستمرار مع فريق مُتمكن، محلياً وقارياً، اكتسح متصدر الترتيب العام في الدوري هذا الموسم، كما نجح بترميم «ثقة» كانت قد اهتزت في الفترة الأخيرة لدى اللاعبين بعد الخروج من دوري ابطال آسيا، وتعرضهم لخسارة قاسية في مونديال الأندية أمام الترجي التونسي، واخيرًا رد الصاع صاعين لمدرب الدحيل البرتغالي روي فاريا الذي سبق وتفوق عليه في الدوري بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.. وجاءت مسابقة كأس قطر في هذا التوقيت لتُعيد الى «عيال الذيب» الرهبة والهيبة، وتمنح لاعبوه الشحنة المعنوية الكافية لاستعادة الدور الطليعي في المنافسة على لقب دوري نجوم قطر، بعدما عاندته الظروف ووضعته في المركز الثالث خلف الدحيل (المتصدر) والريان (الوصيف) .
حسن الختام:
صدق النجم البلغاري السابق ديميتار برباتوف حين أكد أن خيار تشافي هيرنانديز بالاعتذار من برشلونة كان صائباً مئة بالمئة.