بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2020 12:04ص «خليك بالبيت» فمغامراتك أيها البطل الواهم ليست بطولة!

حجم الخط
ليس هناك ادنى شك، بأن لبنان، كما مختلف انحاء المعمورة، يرزح حالياً تحت واحدة من اسوأ الكوارث التي تحل على البشرية، والتي تتطلب وعياً كاملاً تجنباً لتفاقم الاوضاع، خاصة وان الاسابيع القليلة الماضية، اثبتت ان فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لا يجوز التعامل معه، بخفة واستهتار ولا مبالاة، والمثال الحي، الدول المصنفة بالأكثر تحضراً في العالم!.. 

ولا نغالي بالقول ان المشهد الذي تابعناه عبر ما وصلنا، بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي (باعتبار اننا وكما الكثير من العقلاء، التزمنا بالحجر الصحي الذاتي في منازلنا احتياطياً)، وذلك بامتلاء كورنيش المنارة، كما الشواطئ المكشوفة في بيروت بالرواد، هو امر لا يجوز ولا يمكن السكوت عليه اطلاقاً، فان كان مطلق مرء، يرى ان حياته غير مهمة بالنسبة له (رغم التشريعات الالهية المحرمة ذلك)، فان هذا لا يعني التشريع لنفسه تعريض حياة سواه للاذى والسوء.

اما من يرى ان جلوسه بمنزله هو عقاب له، او امر لا يمكنه التعايش معه، لانه بكل بساطة شخص محب للحياة، فان عليه التضحية، ببضعة ايام من تلك المحبة لهذه الحياة، فالاصابة بفيروس كورونا المستجد (لا قدر الله)، يعني وبكل بساطة، نهاية هذه الحياة!..

والسؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح، ما الفارق بين ممارسة الرياضة بالمنزل وبين ممارستها بالمنزل او بحديقته (ان وجدت) والمثال ما ننشره من صور عبر صفحتنا هذه، حيث نطلع على عينة من النجوم العالميين، وهم يمارسون وطوعياً، التمارين الرياضية في منازلهم، لعلهم يكونون قدوة للمارسات السليمة والحياة المستقيمة، بعيداً عن الغوغائية.

وقد يعتبر البعض ان استعمالنا لكلمة غوغائية وصف مبالغ فيه، لكن ما شاهدناه امس، امر غير بسيط، وبهذه العجالة نشكر محافظ بيروت وبلديتها كما الجيش اللبناني على التصدي لهم، وليعلم الغافلون بان تحدي هذا الوباء، ليس بطولة على الاطلاق، فالبطولة بكل بساطة هي بالحفاظ على النفس كما انفس الاخرين، وليس بالمغامرات غير المحسوبة واصطناع بطولات وهمية ليس الا، واعذرونا فالله من وراء القصد.