عشية انطلاق مواجهات الدور ربع النهائي من مونديال روسيا 2018، اليوم الجمعة وغداً السبت، هناك سؤال يتردد بين متابعي هذا الحدث ويتخطى المفهوم الكروي الروتيني للتنافس، وهو يتعلق بالواقع الجغرافي بين القطبين المسيطرين على ألقاب كأس العالم منذ انطلاق هذه البطولة في العام 1930، وهما قارتا أوروبا واميركا الجنوبية، خاصة ان مواجهتي الجمعة بين فرنسا وأوروغواي ثم بلجيكا والبرازيل ستكون نتيجة كل منهما حاسمة بتحديد مصير الفريقين اللاتينيين المتبقيين بالمسابقة بمواجهة ست دول من القارة العجوز.
وتتطلع أميركا الجنوبية عبر البرازيل (حاملة الرقم القياسي بعدد ألقابها الخمسة) أو الاوروغواي (لقبان) الى الثأر لخسارتها الكأس على أرضها قبل اربع سنوات عبر المنتخب الالماني الذي غادر البطولة الحالية منذ الدور الاول بأقوى مفاجآت النسخة الـ21، حيث تتفوق أوروبا بـ11 لقباً مقابل 9 لابناء القارة اللاتينية، ما يعني ان احراز احد منتخبي الاخيرة لقب البطولة التي نشهد منافساتها، سيقلص الفارق بين القارتين المحتكرتين للتتويج عبر 8 منتخبات فقط، ثم بامكانها ادراك التعادل على الأرجح في قطر بعد اربع سنوات وبضعة أشهر (ستقام البطولة شتاء بسبب المناخ الحار)، سيما وان منتخبات تلك المنطقة الجغرافية هم الأكثر قدرة على التأقلم مع اجواء الخليج لتشابه الطقس بين الموقعين، كما ان ادراك التعادل سيتيح فرصة للانقلاب اللاتيني بنسخة 2026 التي ستقام قريباً منهم بشمال القارة الأميركية، لكن كل تلك السيناريوهات تبقى رهن صمود الثنائي الأميركي الجنوبي وصولاً لنيل احدهم اللقب في روسيا.
ويبحث منتخب الأوروغواي بطل 1930 و1950، عن اكمال طريقه نحو لقبه الثالث عبر بوابة نظيره الفرنسي الباحث بدوره عن لقبه الثاني بعد العام 1998، اما المنتخب البرازيلي فيطمح لتحصين رقمه القياسي (بعد أعوام 1958. 1962. 1970. 1994 و2002) ويضم في صفوفه أغلى لاعب في العالم نيمار، لكنه سيواجه منتخب بلجيكي عنيد لا تمتلك سجلاته أي لقب لكنه يمثل جيلا ذهبيا من المواهب البارزة بانديتها الأوروبية، من طراز ادين هازار ورفاقه.
وستكون مواجهتا السبت بنكهة أوروبية خالصة، فيتواجه منتخب انكلترا الطامع للقبه الثاني بعد 1966 مع نظيره السويدي الباحث عن اول ألقابه، كما المنتخب الروسي المضيف الذي يواجه كرواتيا وكلاهما لم يتوج سابقا.