بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تموز 2018 12:11ص عودة الكرة لمهدها لها شروطها وحكماً تحتاج لمفاجأة إضافية

حجم الخط
عبارة واحدة باتت تعنون شعارات وهتافات مشجعي المنتخب الإنكليزي، لا بل كل شعب انكلترا وهي جملة «انها عائدة للمنزل»، ويقصد الانكليز طبعاً أمرين، أولهما أن كأس العالم ستفوز بها إنكلترا وتعود إلى الديار بعدما تاهت عن عرين «الأسود الثلاثة» طوال 52 عاماً منذ احرازهم اللقب لأول وآخر مرة بتاريخهم في العام 1966، اما الامر الثاني وهو الذي يحمل مغزى اكبر، فيقصدون به ان الإنكليز هم من اخترعوا كرة القدم لذلك ستعود اللعبة الى مهدها حتما وتنعم باحضان موطنها الأصلي.
وبات الانكليز يحلمون بالتتويج بلقب المونديال للمرة الثانية بتاريخهم، بعد أن وصل منتخبهم إلى نصف النهائي في النسخة الـ21 للبطولة في روسيا، وباتوا بالمربع قبل الأخير على بعد 180 دقيقة من حمل الكأس الذهبية، كما ان إمكانية ترجمة تطلعاتهم بخروج ابرز المنتخبات المرشحة بالأدوار السابقة أمثال الالماني حامل اللقب والبرازيلي والارجنتيني والإسباني والبرتغالي بطل أوروبا.
وليحقق المنتخب الإنكليزي احلامه عليه بداية ان يتخطى منتخباً لا يقل شأناً عن الذين أسلفنا ذكرهم وهو كرواتيا الذي يضم نجوماً مخضرمين ذوات خبرة عالية، لا يملكها حتماً منتخب الأسود الثلاثة الذي بعيداً عن تاريخه و«أصله وفصله»، يعتبر تواجده بالمربع الذهبي احد ابرز مفاجآت مونديال العجائب، مقارنة بنوعية النجوم التي تمتلكها المنتخبات الثلاثة المتأهلة لهذا الدور وبين لاعبيه الشبان الذين تفوقوا باندفاعهم وحيويتهم بقيادة مدرب شاب بدوره، لكنه يمتلك من الحنكة ما جعله يبلغ هذه المرحلة وهو غاريث ساوثغيت.
ولا شك ان المتابع للإعلام الانكليزي كما لمواقع التواصل الخاصة بالجماهير الإنكليزية يلاحظ ان حملة It`s Coming Home هي الطاغية، حيث تحفيز لاعبي المنتخب على الفوز بلقب كأس العالم بلغ ذروته، كما أن مدرب المنتخب ساوثغيت دخل أتون هذه الظاهرة حيث ظهر وهو يرتدي بدلة زرقاء غامقة كتبت عليها تلك العبارة، وذلك خلال المباراة التي فاز بها الأسود الثلاثة على كولومبيا بركلات الترجيح في الدور ثمن النهائي للمونديال الروسي.
وللدلالة على ان تلك العبارة ليست بنت ساعتها بل بحلم يدغدغ مشاعر الانكليز ويتوارثونه جيلاً اثر جيل، نستعيد بالذاكرة ما اقدم عليه المغنيان دافيد باديل وفرانك سكينر اللذان أصدرا أغنية بعنوان: «الأسود الثلاثة» وفي كل مقطوعة تتردد تلك العبارة خلال بطولة كأس أوروبا عام 1996 التي وصل فيها المنتخب الإنكليزي إلى الدور ربع النهائي، وباتت هذه الاغنية اليوم كالنشيد الوطني يرددها الانكليز، أينما ذهبوا وحلوا.
اما لماذا يريد الانكليز لكرة القدم ان تعود لمهدها فذلك لكون انه يعود لهم فضل كبير في اختراع اللعبة، وذلك في القرن الثامن عشر، إذ كان لجامعة كامبريدج أثر بارز في تطوير رموز كرة القدم العام 1848، ورغم ان انكلترا هي بيت اللعبة او مهدها، فان المنتخب الإنكليزي لم يحقق إنجازات كثيرة في كأس العالم، إذ أن منتخب الأسود الثلاثة أحرز اللقب مرة وحيدة العام 1966، عندما استضاف البطولة، كما أنه وصل إلى نصف نهائي بطولة 2018 لأول مرة منذ نسخة 1990.
ورغم أن الدوري الإنكليزي يعد واحدا من أشهر الدوريات المحلية على مستوى العالم، إلا أن المنتخب الإنكليزي لم ينجح ولا مرة في التتويج ببطولة أمم أوروبا، رغم أنه شارك 9 مرات، فهل تنكسر المعادلة، ونرى هاري كين ورفاقه متوّجين بكأس طالما حلم هو وأسلافه برفعها، الإجابة تحتاج حتماً الى أمرين ثابتين، وهو تخطي عقبة كرواتيا اليوم في سان بطرسبرغ، كونها الحاجز الأخير قبل العبور الى موسكو حيث العرس الذي سيشهد كل العالم عريسه المتربع على عرش البطولة.