لم تعد جماهير كرة القدم الأرجنتينية تستوعب وتتقبل حالة الإنفصام الفني التي يعيشها النجم ليونيل ميسي بين المردود الخرافي الفردي والجماعي الذي يقدمه مع فريقه برشلونة.. وبين الأداء العادي الذي يظهر به عند إرتدائه قميص منتخب التانغو(...)! لم تكن الخسارة أمام فنزويلا أول الخيبات، ولن تكون آخرها.
ما حدث في ستاد الواندا ميتروبوليتانو في مدريد يؤكد ان الخلل الذي تظّهر في مونديال روسيا الصيف الماضي، قد يبدو أكثر وضوحا في بطولة كوبا اميركا المقبلة في البرازيل بعد أشهر! أين الخلل؟! في ميسي نفسه، في اللاعبين، في المدرب، أم في المنظومة؟
كلها أسئلة باتت مشروعة في قاموس كرة القدم.. لعل التعبير الذي ذهبت إليه صحيفة الموندو الإسبانية تعليقا على الهزيمة التي تلقاها منتخب الأرجنتين امام نظيره الفنزويلي، قد يكشف جانبا من الحقيقة المؤلمة للجماهير، بقولها: «ميسي ما زال وحيداً. يلعب برفقة مجموعة من الخشبات»(...)!.
فنياً، لم يقدم المنتخب الأرجنتيني ما يشفع له تحقيق الفوز أو التعادل على أقل تقدير، وكان ليونيل ميسي «أفضل السيئين» في المجموعة باعتراف المدرب ليونيل سكالوني. لماذا يظهر المنتخب الأرجنتيني بهذه الصورة؟ مع الارجنتين، يُظهر ليونيل جهوزية دائمة في تقديم الجديد والابداع هجومياً سواء عبر التسجيل أو على مستوى صناعة الأهداف، لكن هذا المنتخب يفتقد للأنياب الدفاعية القادرة على خلق التوازن والثقة بين الخطوط. مخطئ ومجحف من يحاول دائما إسقاط تألق ميسي مع برشلونة ومقارنته مع المنتخب الارجنتيني. لا الظروف متشابهة، ولا قماشة اللاعبين بين الطرفين متقاربة!
بين الحين والآخر، تظهر نغمة التخاذل «الظالمة» التي تضرب ميسي مع كل إخفاق للمنتخب. لا الأرقام، ولا الوقائع تُبرر هذا الادعاء! ميسي خسر نهائي كأس العالم 2014 بهدف يتيم في الشوط الإضافي الثاني امام ألمانيا. ميسي هُزم في نهائي كوبا أميركا مرتين بركلات الحظ الترجيحية امام تشيلي عامي 2015 و2016 على التوالي. صحيحٌ التاريخ لم يدوّن لقبا للبرغوت بقميص «التانغو»، لكن العدالة والإنصاف تقتضي التأكيد أيضا ان الأخير كان على بعد أمتار فقط من ثلاثة ألقاب مجيدة في ظرف 3 سنوات متوالية!
حسن الختام:
تبدو النسخة المقبلة من كوبا أميركا في البرازيل فرصة أخيرة لميسي مع منتخب بلاده لفك النحس، وخير تمهيد للتأهل.. والمشاركة في مونديال قطر 2022 بعمر الـ34 عاما!