بيروت - لبنان

اخر الأخبار

سلطنة عمان

1 أيار 2019 10:56ص السفيرة الصينية: السلطنة محطة مهمة على مسار «الحزام والطريق»

حجم الخط

قالت سعادة لي لينج بينج السفيرة فوق العادة والمفوضة لجمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة إن هناك تطورا دائما في العلاقات بين البلدين على كافة المستويات وتجمعهما علاقة تعاون استراتيجي طويل الأمد، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى ما يقترب من 22 مليار دولار خلال العام الماضي بزيادة 40 بالمائة مقارنة مع عام 2017، وهناك زيادة مستمرة في التسهيلات والتأشيرات السياحية حيث زار عمان 20 ألف سائح من الصين خلال الربع الأول من العام الجاري مقابل 50 ألفا في العام الماضي بأكمله، وهناك محادثات جارية لفتح مزيد من الرحلات الجوية المباشرة بين السلطنة والصين لتعزيز التعاون السياحي، وأشارت إلى أن معدلات اهتمام المستثمرين الصينيين بالاستثمار في السلطنة تتزايد بشكل كبير حيث تتمتع السلطنة بالعديد من المزايا التنافسية منها الاستقرار والأمان والموقع الاستراتيجي والبنية الأساسية المتطورة من شبكات طرق ومطارات وموانئ، وأضافت أن مشروع المدينة الصناعية في الدقم هو ضمن 82 حديقة صناعية في مختلف الدول ضمن مبادرة الحزام والطريق، وتعتبر الصين هذا المشروع استثمارا استراتيجيا طويل المدى سواء بالنسبة لمبادرة طريق الحرير أو بالنسبة لما يعكسه المشروع من عمق العلاقات بين الصين والسلطنة، وأوضحت سعادتها إنها زارت المشروع الشهر الماضي وشعرت بالارتياح لسير العمل في توفير البنية التحتية في هذا المشروع الضخم الذي سيشهد نقلة نوعية كبيرة خلال العام المقبل، وبدءا من النصف الثاني من العام الجاري من المتوقع دخول مستثمرين صينيين جدد إلى عديد من القطاعات للاستثمار في السلطنة.
وأكدت سعادتها خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بمقر السفارة الصينية في مسقط أن الدورة الثانية لمنتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي التي انعقدت في بكين من يوم 25 إلى يوم 27 شهر أبريل الماضي حققت نجاحا كبيرا بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ وتحت شعار «التعاون في بناء الحزام والطريق وإيجاد مستقبل مشرق»، وحضر المنتدى رؤساء من 37 دولة إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس صندوق النقد الدولي، وحوالي 5000 ضيف من أكثر من 150 دولة وأكثر من 90 منظمة دولية، وترأس رئيس معالي يحيى الجابري رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات وفد السلطنة لزيارة الصين وحضور المنتدى.
واستعرضت سعادتها أهم تطورات التعاون بين الصين وسلطنة عمان ونتائج مشاركة السلطنة في الدورة الثانية من منتدى الحزام والطريق، حيث تعد سلطنة عمان من أهم الدول على مسار «الحزام والطريق» منذ العصور القديمة، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا مهما العام الماضي عندما أعلن البلدان إقامة علاقات شراكة استراتيجية ووقعا على وثيقة تعاون «الحزام والطريق». ويعتبر تشارك الصين وسلطنة عمان في بناء «الحزام والطريق» ميراثا تاريخيا، كما يلبي تطلعات شعبي البلدين، وتتمتع عُمان بموقع جغرافي مهم وموانئ ممتازة مثل الدقم وصلالة وصحار، ولديها العديد من المزايا التنافسية التي تجعلها مشاركا أساسيا في بناء «الحزام والطريق».
وأشارت إلى أن هذه الدورة من المنتدى ركزت على دفع بناء «الحزام والطريق» لتعزيز التنمية والرخاء المشترك في العالم. وركز الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه في المنتدى على «إيجاد مستقبل أفضل للحزام والطريق»، وأكد أن التشارك في بناء «الحزام والطريق» يوفّر فرصا جديدة لتنمية دول العالم وفتح أيضا آفاقا جديدة للانفتاح والتنمية في الصين. كما أعلن أنّ الصين ستوسّع المجالات المسموح فيها للتمويل الأجنبي بالنفاذ إلى السوق، وتضاعف الجهود لتعزيز التعاون الدولي في حماية حقوق الملكية الفكرية، وتزيد حجم الواردات من السلع والخدمات ويجري التنسيق الدولي في السياسات الاقتصادية الكلية على نحو أكثر فعالية، وتولي اهتماما أكثر لتطبيق وتنفيذ سياسة الانفتاح على الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، انعقدت 12 ندوة فرعية ومؤتمر خاص برجال الأعمال خلال هذه الدورة للمنتدى، وشارك معالي يحيي الجابري في الندوة الفرعية الخاصة بالحدائق والمدن التعاونية التجارية والاقتصادية. وفي المستقبل، سيتقدم التعاون بين الجانبين العماني والصيني نحو إنشاء آلية تعاون طويلة الأجل بهدف تحقيق التنمية المشتركة بجودة عالية لـ «الحزام والطريق».
وأوضحت أنه خلال المنتدى وقعت الأطراف المشاركة في منتدى «الحزام والطريق» على اتفاقيات تعاون لمشاريع قيمتها الإجمالية 64 مليار دولار أمريكي، وتم إدراج مشروع القروض لشركة الاتصالات العمانية في قائمة المشاريع الاستثمارية لـ«وثيقة النتائج للدورة الثانية لمنتدى التعاون الدولي لـ«الحزام والطريق»، وسيحصل المشروع على الدعم المشترك من صندوق طريق الحرير الصيني والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في المستقبل.
وقبل إقامة هذه الدورة للمنتدى، وقّعت 126 دولة و29 منظمة دولية مع الصين أكثر من 170 وثائق التعاون لـ«الحزام والطريق». قبل المنتدى وخلال المنتدى، ووقعت الحكومة الصينية مذكرة التفاهم للتشارك في بناء «الحزام والطريق» مع حكومات غينيا الاستوائية وليبيريا ولوكسمبورج وجامايكا وبيرو وإيطاليا وبربادوس وقبرص واليمن. كما وقعت الصين خطة التعاون للتشارك في بناء «الحزام والطريق» أو خطة العمل مع صربيا وجيبوتي ومنغوليا وموزمبيق وإثيوبيا وبابوا وغينيا الجديدة وغيرها من الدول إضافة إلى الاتحاد الأفريقي الأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية المشتركة بين إفريقيا والأمم المتحدة.
ويذكر أنه في خريف عام 2013 ، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرات التعاون من أجل بناء «الحزام الاقتصادي الجديد لطريق الحرير» و «طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين» ، وهو ما يعرف بمبادرة التعاون «الحزام والطريق». وفي مجال بناء البنية التحتية، عززت الصين باستمرار التعاون مع البلدان على طول «الحزام والطريق» في الموانئ والسكك الحديدية والطرق السريعة والطاقة الكهربائية والطيران والاتصالات، وفي الوقت الحالي، أقامت الصين خطوطا بحرية مع أكثر من 600 ميناء رئيسي في أكثر من 200 دولة في العالم. ومن حيث التجارة والاستثمار، حافظت التجارة والاستثمارات الصينية في بلدان «الحزام والطريق» على النمو ومن عام 2013 إلى عام 2018 ، بلغ إجمالي حجم الاستيراد والتصدير بين الصين والدول على طول الحزام والطريق 6469.19 مليار دولار أمريكي ، مما وفر 244 ألف فرصة عمل لتلك الدول وتم إنشاء 82 حديقة جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري في تلك الدول، وتجاوز الاستثمارات الصينية المباشرة 80 مليار دولار أمريكي. وفيما يتعلق بالتعاون المالي، مع نهاية عام 2018 بلغ عدد الدول الأعضاء للبنك الآسيوي لتنمية البنية التحتية 93 دولة، أكثر من 60٪ منها على طول الحزام والطريق. واستثمرت الصين 40 مليار دولار أمريكي لإنشاء صندوق طريق الحرير، وفي عام 2017، زادت رأس مالها بمقدار 100 مليار دولار أمريكي، وتم الاستثمار في 19 مشروعًا.