بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

8 نيسان 2021 07:28ص استعدادات للحرب: مراجعة ربيعية

حجم الخط

كتب أنطون لافروف، في "إزفيستيا"، مستعرضا حجم القوات الأوكرانية المستعدة لمهاجمة دونباس مقارنة بالميليشيات الشعبية المستنفرة للدفاع عنها.

وجاء في المقال: عادت كثافة نيران المدفعية في دونباس تقريبا إلى سوية ما قبل الهدنة الأخيرة. تستقدم كييف قوات إضافية إلى منطقة الصراع، ولا يستبعد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن تشن القوات المسلحة الأوكرانية هجوما واسع النطاق.

على الورق، لم يتغير كثيرا ميزان القوى بين الجيش الأوكراني و"الميليشيات الشعبية" في الجمهوريتين غير المعترف بهما، بل يبدو متوازنا. فالجانبان متكافئان تقريبا في عدد المركبات المدرعة الثقيلة والبنادق وقاذفات الصواريخ المتعددة.

بينما يمكن أن يصبح سلاح الجو الأوكراني الورقة الرابحة الأكثر خطورة لدى كييف. فليس لدى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين أي طيران على الإطلاق. لكن أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى الموجودة تحت تصرفهم كافية تماما لصد القوات الجوية الأوكرانية الحالية.

حققت أوكرانيا تقدما كبيرا فقط في الطائرات المسيرة. فبالإضافة إلى طائرات الاستطلاع، حصلت القوات المسلحة الأوكرانية في العام 2019 على ست طائرات تركية من طراز Bayraktar TB2. هذا سلاح فعال حقا، لكن العدد الموجود لا يكفي لتغيير ميزان القوى بشكل جدي. لا يزال اقتناء عشرات أخرى من هذه الطائرات في الخطط فقط.

الفجوة الرئيسية في ميزان القوى لا تكمن في الدبابات والمدافع، إنما في عدد المقاتلين. تتخلف الجمهوريتان غير المعترف بهما جذريا عن خصمها في عدد المقاتلين، فلديهما فقط حوالي 35 ألف شخص، في مواجهة جيش نظامي أوكراني قوامه 200 ألف جندي، يتألف بشكل أساسي من جنود متعاقدين. يرفدهم الحرس الوطني بـ 50 ألف آخرين.

إلى جانب المدافعين سيقاتل العمران الكثيف في الجمهوريتين وعاصمتيهما. تُظهر الممارسة أنه يتيح للمدافعين العنيدين وذوي الدوافع الجيدة ردع حتى عدو متفوق مرات كثيرة في العدد والقوة النارية.

على الرغم من كل التحولات، لا تزال القوات المسلحة الأوكرانية غير محدّثة كفاية. فلا يمكنها بمفردها احتلال دونيتسك أو لوغانسك بسرعة. وأي هجوم هناك، حتى ضد عدو أقل عددا، سيتحول إلى معارك مدن مديدة، من الممكن الفوز فيها فقط بتضحيات كبيرة ودمار هائل. ولن يبقى المجتمع الدولي ولا روسيا غير مبالين بمثل هذه الكارثة الإنسانية. بالوسائل السياسية وغيرها، سيرغمون كييف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.