بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

19 نيسان 2018 06:43ص توماس فريدمان: اربطوا الأحزمة.. ايران وإسرائيل تتجه لحرب مباشرة

حجم الخط

في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية تحت عنوان "هل تتجه إيران و إسرائيل لحرب مباشرة؟"، يقول الكاتب توماس فريدمان إنه منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كانت المواجهة بين الطرفين تتم في الظل وعبر وكلاء وحرب اغتيالات وهجمات إلكترونية، ولم يسبق لهما أن التقيا في حرب مباشرة.

ويبدأ فريدمان بقوله إن سوريا على حافة الانفجار، لأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هاجمتها لمعاقبة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي، وبينما تعهدت روسيا بالرد فإن ذلك يضيف مزيدا من الخطورة على الأوضاع في البلاد.

ويتابع الكاتب أن الأخطر من ذلك هو أن إيران وإسرائيل تتجهان في الوقت ذاته نحو مواجهة في سوريا، على خلفية محاولات إيران تحويلها إلى قاعدة متقدمة في المواجهة مع إسرائيل التي تبدو مصممة على منع ذلك.

ويحذر الكاتب من أن المرحلة الهادئة في طريقها للنهاية، خاصة أن إسرائيل وإيران ضاغطتان على الزناد للتقدم نحو المرحلة المقبلة، "ولو حدث هذا فستجد كل من الولايات المتحدة وروسيا صعوبة في البقاء بعيدا عن المواجهة".

ويوضح أن بوادر هذه المواجهة بدأت خلال الأسابيع الماضية من خلال مواجهتين مباشرتين في سوريا: الأولى في العاشر من فبراير/شباط الماضي، عندما أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية مسيرة انطلقت من قاعدة التيفور بسوريا، وقال الجيش الإسرائيلي إن مسار الرحلة وتحليل الطائرة يشيران إلى أنها "كانت تحمل متفجرات" وأن مهمتها هي "عمل تخريبي في إسرائيل".

أما المواجهة الأخرى، فكانت نتيجة للأولى، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية في 9 أبريل/نيسان الجاري ضربة صاروخية على قاعدة التيفور لأول مرة، مما أسفر عن مقتل سبعة من أفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، من بينهم العقيد مهدي دهقان الذي يقود وحدة الطائرات المسيرة.

وغطى على أهمية هذه العملية الرد الدولي وتغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي.

فريدمان يقول: إن سليماني يسعى للتصعيد مع إسرائيل عبر سوريا(مواقع التواصل)

ويورد الكاتب نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي، قوله إنها المرة الأولى التي "نقوم فيها بضرب أهداف عسكرية إيرانية حقيقية، منشآت وعناصر".

ويعلق فريدمان قائلا إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جادل في صحة ما قاله المصدر، وأكد موقف المؤسسة الإسرائيلية وهو عدم التعليق على تقارير صحفية بشأن الغارات على قاعدة التيفور.

تعهد بالانتقام
ويشير إلى أنه على الرغم أن المسؤولين الأميركيين والروس نسبوا الهجوم إلى إسرائيل، فإن الإيرانيين لم يعلنوا صراحة عن خسائرهم، لكنهم تعهدوا بالانتقام، وقال علي أكبر ولايتي -وهو من كبار مستشاري المرشد الإيراني الأعلى- "لن نسكت على الجريمة".

ويلفت إلى أن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين أعلنوا بوضوح منذ الهجوم الأخير أنهم جاهزون للرد على أي هجوم إيراني آخر، وضرب المنشآت والبنى العسكرية الإيرانية في سوريا كلها، حيث تحاول إيران بناء قاعدة متقدمة لها ومصنع لصواريخ "جي بي أس" الموجهة، والقادرة على ضرب أهدافها داخل إسرائيل بدقة كبيرة.

وينقل الكاتب عن مسؤولي الدفاع قولهم إن الفرصة ضئيلة جدا لأن ترتكب إسرائيل الخطأ ذاته الذي ارتكبته في لبنان، حيث سمحت لحزب الله ببناء تهديد صاروخي هناك، والسماح الآن بتهديد إيراني مباشر من داخل الأراضي السورية.

وتقول إيران إنها تقوم ببناء قواعد عسكرية في سوريا لحمايتها من إسرائيل، لكن الأخيرة تفضل الشيطان الذي تعرفه (نظام الأسد) على الفوضى، ولن تتدخل في الحرب هناك باستثناء منع توسع البنى العسكرية الإيرانية أو الرد على قصفها من قبل مسلحين.

ويذهب الكاتب إلى أن "إيران أصبحت أكبر قوة محتلة في العالم العربي، لكن قائد فيلق القدس قاسم سليماني ربما يبالغ في اللعبة، خاصة عندما يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في سوريا، وبعيدا عن إيران، ودون غطاء جوي".

جبهة جديدة
ويقول فريدمان "بعد هذا كله، يتساءل الإيرانيون عن مليارات الدولارات التي تنفق في اليمن ولبنان وسوريا، وهي أموال من المفترض استخدامها لتخفيف الحصار عنهم، وهذا هو السبب الذي دفع إيران لعدم الرد، فعلى سليماني التفكير مرتين بشأن فتح جبهة حرب واسعة مع إسرائيل؛ وذلك بسبب القصة التي لم يلاحظها الكثيرون، وهي انهيار العملة الإيرانية".

ويبين الكاتب أنه علاوة على هذا، فإن العسكريين الإسرائيليين يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرال سليماني لم يعودا حليفين طبيعيين، فبوتين يريد سوريا مستقرة يحافظ فيها النظام السوري على السيطرة، ويحتفظ فيها الروس بقواعدهم العسكرية الجوية والبحرية، والظهور بمظهر الدولة العظمى وبثمن زهيد.

ويشير إلى أن الرئيس حسن روحاني يفضل سوريا مستقرة، حيث عزز نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته ولم يعد بحاجة للدعم المالي الإيراني، مستدركا بأن سليماني -على ما يبدو- يرغب هو وفيلقه بهيمنة كبرى على العالم العربي، وممارسة الضغط على إسرائيل.

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "حتى يتراجع سليماني، فإنك سترى قوة لا يمكن وقفها وهي فيلق القدس، تتجه نحو هدف لا يتغير وهو إسرائيل؛ لذا اربطوا الأحزمة".