بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2020 11:37ص العالم على حافّة "الطوارىء الصحيّة".. فما آخر مستجدات "كورونا" القاتل؟

حجم الخط

بعد تحذيرات الصين من انتشار "كورونا" بشكل أسرع، تعقد منظمة الصحة العالميّة، اليوم الأربعاء، اجتماعًا طارئًا لتحديد ما إذا كان يجب إعلان "حالة الطوارئ الصحيّة العالميّة"، في مواجهة الفيروس الذي اجتاح عددًا من الدول مؤخرًا.

هذا ولم تستخدم منظمة الصحة العالميّة هذا التوصيف إلّا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركًا قويًا عالميًا كإنفلونزا الخنازير (H1N1) في العام 2009، وفيروس زيكا في 2016، وحمّى إيبولا التي ضربت غرب أفريقيا بين عامي 2014 و 2016، وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 2018.

متى ظهر الفيروس الغامض

أواخر العام الماضي، أعلنت الصين إصابة عدد من الأشخاص بفيروس غامض، أثار حالة من الخوف والقلق بين المسؤولين في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة بعد الفشل في تحديد نوع الفيروس الجديد ومدى خطورته وطريقة انتشاره.

وبؤرة المرض تمركزت في مدينة ووهان، وسط الصين، التي يعيش فيها حوالي 11 مليون نسمة، وقد ظهر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر بالجملة. ما دفع بالسلطات إلى اتّخاذ قرار بإغلاق السوق الذي يوصف "بالفوضى والقذارة"، في الأول من كانون الثاني/ يناير.

أمّا منظمة الصحة العالميّة فقالت الإثنين الماضي إنّه "يبدو أن حيوانًا هو المصدر الأولي الأكثر ترجيحًا للفيروس، مع انتقاله بشكل محدود بين البشر من خلال اتصال وثيق".

في وقت ترجح بعض التقارير بأنّ الفيروس قد يكون انتقل من بعض الثدييات البحريّة التي تحمل فيروس "كورونا" مثل حيتان بيلوغا، التي كانت تباع في السوق، الذي ضمّ حيوانات ميتة أخرى، مثل الخفافيش والدجاج والثعابين.

ضحايا الفيروس الغامض

واليوم الأربعاء، أعلنت اللجنة الصينيّة المعنية بالصحة أنّ الفيروس الجديد تسبب في وفاة 9 أشخاص وإصابة 440 آخرين حتى الآن. وأمس قال متحدث باسم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه تم في مدينة سياتل تشخيص إصابة شخص قادم من الصين، بفيروس كورونا المتفشي في مدينة ووهان الصينية.

كما نشر أطباء في جامعة هونغ كونغ، أمس الثلاثاء، دراسة حول تفشي الفيروس مقدرين العدد المرجح للإصابات في ووهان بـ1343. وهذا الرقم مماثل للحالات التي قدرتها جامعة إمبيريال كوليدج في لندن، الأسبوع الماضي، كما ظهرت حالات في اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان، وهناك مخاوف من تفشي الفيروس بخاصة مع احتفالات الصين برأس السنة الصينيّة أو ما يعرف بأعياد الربيع في 25 يناير الجاري، والتي يشارك فيها أكثر من 400 مليون شخص، من مختلف أنحاء العالم.

وفيما أغلقت كوريا الشماليّة حدودها اليوم، فرضت دول آسيوية عدة قيودا على المسافرين القادمين من الصين. وفي الولايات المتحدة، بدأت مطارات لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك، بفحص المسافرين القادمين من الصين.

ما نعرفه عن الفيروس الغامض

يرجح مسؤولون في الصين ومنظمة الصحة العالميّة أنه أحد فيروسات مجموعة "كورونا"، التي تسبب مرض الالتهاب التنفسي الحاد، وعائلة "كورونا" تضم عددًا كبيرًا من الفيروسات، وتسبب هذه الفيروسات أمراضًا غير مؤذية لدى الإنسان مثل الزكام، لكنّها أيضًا مصدر لأمراض أكثر خطورة مثل سارس.

وهذا الفيروس قريب من الوباء الذي تسبب بالسارس عامي 2002 و2003 وأسفر عن 744 حالة وفاة في العالم (بينهم 349 في الصين القارية و299 في هونغ كونغ) من أصل 8096 إصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

من الناحية الوراثية، هناك "80% من أوجه الشبه بين الفيروسين" كما قال البروفيسور أرنو فونتانيه المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس لوكالة الأنباء الفرنسيّة. وكلا الفيروسين يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.

أعراض الفيروس الغامض

من الأعراض الأكثر انتشارًا للفيروس الجديد، هي نفس أعراض عائلة "كورونا"، ومنها "الأعراض التنفسيّة، والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس"، وفي الحالات الأشدّ وطأة، قد تسبب العدوى التهابا رئويًا ومتلازمة تنفسيّة حادة وفشلا كلويًا وحتى الوفاة.

نصائح الصحة العالميّة للحماية من الفيروس

تنصح منظمة الصحة العالميّة بمجموعة من الممارسات، للحماية من الفيروس، مثل الحفاظ على نظافة اليدين والنظافة التنفسيّة والممارسات الغذائيّة الصحيّة من مصادر آمنة وتفادي الاقتراب، قدر الإمكان، من أيّ شخص تظهر عليه أعراض الأمراض التنفسيّة، كالسعال والعطس.

المصدر: سبوتنيك + اللواء