بيروت - لبنان

9 نيسان 2019 11:36ص بالحبّ تنهض يا طفل التوحُّد!

حجم الخط
"ترايسي" أجمل هدية لي من الله، وأنا فخورة بها، من خلالها أبصر وأتكلم وأشعر. علّمتني الصّبرَ والايمان وأعطتني القوة، فهي التي صنعت أمًّا صلبةً قادرة أن تتحدّى الصعوبات، تقول "تانيا موسى". لكن البداية لم تكن كذلك! البكاء، عدم التقبُّل ، الضَّعف والضياع عناوين مراحلنا الاولى... 
"ترايسي" تعاني من اضطراب طيف التوحُّد، قالها الطبيب. تلك الكلمة الفصل التي غيّرت مجرى حياتنا.... 
وها نحن امام تحدٍّ كبير؛ ابنةُ السنة والثمانية اشهر بحاجة لقوتنا لحبنا ولدعمنا، تتابع الام. سلّمنا أمرنا لله، سلاحنا الوحيد الصلاة وتكاتف العائلة والاطّلاع على الحالة، لتبدأ مسيرةَ الالف ميل مع ابنتنا... 
 التقبُّل الحب والصبر هم المفاتيح الاساسية لمساعدة المصابين بطيف التوحُّد، وتقول إنّ المتابعة عبر العلاج الخاص يُحسّن المصاب بطيف التوحُّد ويريحه، لكنّ علاجه مكلف وغير معترف به من قبل وزارة الصحة اللبنانية. 
 وها هي ترايسي اليوم ابنة الثماني سنوات تتحسّن يومًا بعد يوم بفضل الله ومتابعتنا لها. هاجسُ تلك الأم الدائم مصيرُ ابنتها بعد رحيلها، وامنيتها إحاطةُ المجتمع للمصاب بطيف التوحُّد. 
 الكلامُ نفسُه تقوله مؤسِّسة ورئيسة جمعية الاهل لدعم التوحُّد Autism Awareness Association "غادة مخول" التي اضافت انّ المجتمع اصبح اكثر دعمًا للمصاب بطيف التوحُّد وذلك بفضل التوعية الاعلامية، ونشاطات الجمعية التي قامت بمبادرات عدة، كنشاطات ترفيهية للمصابين وامهاتهم، وإضاءة اهمّ المراكز والمؤسسات اللبنانية باللون الازرق رمز التوحُّد. هذا وتسعى الجمعية لدمج المصاب بالتوحُّد في بعض المدارس والمسابح واماكن اللهو، وتطالب بمراكز خاصة، تدعمها الدولة اللبنانية، تجمع هذه الحالات. 
 طيف التوحُّد Autism Spectrum Disorder مصطلح واسع، يختلف من شخص الى آخر يتمثل بخلل عصبي ونمائي ويظهر خلال أول ثلاث سنوات من حياة الطفل المصاب ويرافقه طوال حياته. من اهم عوارضه عدم التفاعل مع الآخر، التقوقع والانعزال، الضعف المعرفي والادراكي، تكرار حركات الجسم مثل الاهتزاز والتلويح باليدين. 
 لا تحكم على المصاب بطيف التوحّد، ولا ترمقه بنظراتك الظالمة، أظهر له حبًّا واهتمامًا، وهكذا تؤهل جيلًا يساعده على الخروج من صمته المكسور والنظر الى بذوغ فجرٍ جديد.