يترقّب المسلمون حول العالم
بزوغ هلال شهر رمضان المبارك، في ظلّ ظروف استثنائيّة ترزح تحتها شعوب الأرض،
فباتت معظم الدول أسيرة سجن كبير فرضه فيروس "كورونا". إلّا أنّ
المؤمنين اليوم، يرون في نسائم الشهر الفضيل، بوادر رحمة وأمل تشفع لهم في وجه
الوباء القاتل.
فمنذ أن لاحت بشائر رمضان،
بات الحديث عن فوائد الصوم على جسم الإنسان، وعدم صحّة بعض الإشاعات التي تداولها
البعض عن مخاطر الصيام في ظلّ أزمة "كورونا" الصحيّة، الشغل الشاغل
للمسلمين، وهو ما يؤكده بين الحين والآخر خبراء ومتخصّصون.
عند الوقوف عند هذه الإشكاليّة، تؤكّد مديرة العيادة
الغذائيّة في مركز الاغتذاء والحمية، رفيقة غراوي، في حديث إلى
"اللواء"، أنّ المصاب بـ "كورونا"، الذي يعاني من وزن زائد أو
نسبة سكّري مرتفعة، يكون أكثر تأثرًا بعوارض المرض القاسية، وهنا يكمن الرابط، إذ
أنّ الصيام، يُسهم في التخفيف من الوزن ويُحسّن من معدّل السكّر في الدم.
(أخصائيّة التغذية رفيقة غراوي)
غراوي تابعت في هذا السياق
موضحة أنّ إحدى طرق الوقاية ضدّ الفيروس هو عبر
تناول طعام عالي بمضادات الأكسدة وهي:
_ الفواكه على أنواعها.
_ الخضار على أنواعها
_ الحشائش الخضراء
_ البرتقال كما وأنّه مصدر مهم للفيتامين C
_ الكيوي
أمّا بالنسبة إلى الرياضة
التي يُجمع معظم الخبراء على دورها المساعد للجسم في مواجهة الفيروسات، فتُبيّن
أخصائيّة التغذية في حديثها إلى "اللواء"، أنّ الوقت الأفضل لممارسة
الرياضة في شهر الصيام، إذا كان الهدف تنزيل الوزن هو قبل الإفطار بساعة، لأنّ
الجسم حرق كلّ النشويات فبذلك نحرق فقط الدهون. بينما إن كان من باب التسلية أو
تقوية العضل، فبعد ساعتين من الفطور.
أمّا عند سؤالها عن أبرز ما يمكن أن تعطيه،
كأخصائيّة تغذية، من إرشادات إلى الصائمين، لا سيّما في ظلّ تفشّي
"كورونا"، فتوصي غراوي بـ:
_ تناول الطعام ببطء وعدم الإسراع، خصوصًا عند
الإفطار.
_ شرب كميّات كافية من المياه عند الإفطار وخلال
السحور لإمداد الجسم بالسوائل خلال النهار. أي كوبان ماء كلّ ساعة على مدى ٤ ساعات.
_ تجنّب المشروبات الغازيّة لأنّ نسبة السكّر فيها
عالية، وتؤثر سلبًا على معدة الصائم، كما أنّها خالية من القيم الغذائيّة التي
يحتاجها الجسم.
_ تجنّب المأكلوت المقلية واللجوء إلى الشواء والطبخ.
_ نزع الجلد والدهون عن الدجاج واللحوم قبل طهيها.
_ استعمال
منتجات الألبان قليلة الدسم لتحضير الوجبات والحلويات.
_ يُستحسن إستعمال بهارات كبديل للملح عند الطهو
وتناول الطعام.
_ عند طلب الطعام جاهزًا، يجب التأكد من تعقيم
الأكياس وتسخين الطعام حتى نرى البخار.
بناء على هذه الإرشادات والتوصيات، أوضحت أخصائيّة
التغذية كيفيّة تقسيم الصائم لوجبات طعامه بشكل صحيّ، حيث قالت إنّه يُفضّل أن
تكون ٣ وجبات:
*الوجبة الأولى _ الإفطار:نتناول فيه تمر مع كوبان ماء، شوربة/ سلطة، إذا أردنا معجنات ١-٢، ويُفضّل أن تكون
مشوية، الطبق الرئيسيّ.
*الوجبة الثانية بعد ٢-٣ ساعات: تناول طبق من
الفاكهة.
*الوجبة الثالثة السحور:تناول الأجبان أو الألبان مع شوفان أو خبز أسمر.
وعند تفصيل هذه الوجبات، والأغذية التي تفيد الصائم،
تشير مديرة العيادة الغذائيّة في مركز الاغتذاء والحمية، رفيقة غراوي، إلى أنّه
على وجبة "الإفطار"، يجب التركيز على البروتين، أيّ اللحمة أو الدجاج أو
السمك، والمأكولات التي فيها نسبة عالية من الماء كالشوربة والسلطة واللبن، لكي
نعوّض عن الماء الذي خسرناه.
أمّا عند وجبة "السحور"، فيُفضّل تناول
المأكلوت التي تحتوي على الألياف والخبز الأسمر والشوفان، والفاكهة على أنواعها
والخضار، وهي تحتوي على مصدر عال من الماء، إضافة إلى البروتين الموجود في الألبان
والأجبان.
مع هذه المعلومات التي
غالبًا ما يوصى بها الصائمون، يترقّب المسلمون اليوم شهرًا اعتادوا به زيادة في
البركة، ويستبشرون فيه خيرًا لاستجابة أدعية اختزنوها طيلة عام كامل، أملًا في أن تشفع
بهم أيام رمضان المباركة.