7 نيسان 2020 12:11م «كورونا» يطلق العنان لخوفنا.. فكيف يؤثر على جهاز مناعتنا؟

حجم الخط
في حين نسعى يوميا للسيطرة والتحكم بكل ما نواجهه في حياتنا، لتثبيت شعور الامان وابعاد الخوف عن نفوسنا قدر الامكان، وجّه فيروس كورونا صفعة قاصية لنا، وأصبحنا عاجين عن التحكم بمصيرنا، فاتحين الباب على مصرعيه لمشاعر الخوف والقلق بكل اشكالها. فما تأثير هذا الخوف على حالتنا النفسية وهل يؤثر على جهاز مناعتنا؟

يؤدي الخوف بكل أشكاله إلى تدهور الحالة النفسية والعضوية وفقا لخبراء الصحة، فسواء شعرنا بالخوف والقلق لترقب نتائج اختبارات دراسية أو لانتظار عقوبة وراء خطأ ارتكبناه، أو حتى جراء انتشار وباء خطير مثل فيروس كورونا، يؤكد الأطباء أن الخوف يضعف جهاز المناعة وربما يصيب صاحبه بأمراض نفسية متعددة مثل الاكئتاب.

كيف يعمل الخوف؟
يرى العلماء أن قيام الخوف ببعض المهام التخريبية في الجسم، يبدأ مع القيام بتنبيه وظائف مواجهة الخطر، مثل النظر الذي يصبح أكثر دقة والعضلات التي تصير أكثر استفادة بتدفق الدم، على حساب وظائف أخرى تبدو أقل أهمية في أوقات الخطر والخوف، مثل وظائف الجهاز الهضمي على سبيل المثال لا الحصر.
تتغير إفرازات الهرمونات في الجسم في هذا الوقت، حيث يزداد تدفقها في منطقة اللوزة الدماغية، حتى تساعد الذهن على التركيز في عوامل الخطر المحيطة به، وهي كلها أمور لو استمرت لفترات طويلة، فإنها تؤدي إلى ظهور مخاطر الخوف الدائم.

الخوف يضعف جهاز المناعة
تتعدد أضرار الخوف على الصحة النفسية والعضوية، حيث نجد في البداية أن الخوف يضعف جهاز المناعة بمستويات ملحوظة، من شأنها أن تزيد فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبمشكلات مختلفة في المعدة، علاوة على أن الخوف في هذا الوقت يساهم في سرعة ظهور آثار التقدم في العمر بما قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
لا تتوقف أضرار الخوف على الجهاز المناعي فحسب، بل يمكن لمشاعر القلق والترقب الدائمة، أن تؤثر بالسلب على الصحة الذهنية والنفسية، إذ تؤدي إلى ارتباك المشاعر الداخلية بما يجعل مهمة اتخاذ القرارات أكثر صعوبة، كما يؤدي الخوف إلى ضعف الذاكرة جراء إصابة منطقة الحصين بالدماغ بالتلف.

امام  انعكاسات الخوف الكبيرة و المؤثرة على جهاز مناعتنا وصحتنا النفسية، الخطوة الاولى امامنا في الطريق السليم تكمن في ادراك وتقبّل اننا لا يمكننا السيطرة على كل ما يدور حولنا ولا بأس بذلك، تبديد مشاعر الخوف والقلق تتطلب بذل جهود كبيرة في ظل انتشار الوباء.

المصدر: msn +«اللواء»