بدءاً من ظهر الأمس، تفاجأ اللبنانيون ببلوغهم ما يُسمى بـ«الذروة الكورونية»، خصوصاً مع تخطّي عدد الإصابات اليومية والمثبتة مخبرياً لـ131 إصابة، وفق ما أعلن وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن في تصريح متلفزة، وهم من جنسيات متعدّدة ويعملون في شركة تنظيفات بمنطقة رومية، إلا أنّ الوزير أصرَّ على ضرورة عدم الهلع، مطمئناً إلى أنّ كل تلك الإصابات معلومة المصدر، وبالتالي فإن إمكانية نقل العدوى قائمة، ولكن ليست كبيرة.
ولكن مصادر وزارية تحدّثت عن رزمة إجراءات قد تُتّخذ لتخفيف تداعيات الانتشار ومنها: العودة إلى قرار «المفرد والمزدوج»، أو معاودة التعبئة العامة والحجر المنزلي لأسبوعين، ليبقى الخوف سيد الموقف، لاسيما ما تواتر معلومات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن حوالى 30 إصابة من الطاقم التمريضي في إحدى كبريات مستشفيات العاصمة.
المؤشر اليومي
وعليه، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 166 إصابة جديدة أُثبتت مخبرياً، بفيروس «كورونا» المستجد، 158 من المُقيمين المخالطين لوافدين، و8 من الوافدين مؤخّراً من الخارج، ما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 2344 حالة.
وأفاد التقرير اليومي الصادر عن الوزارة، والخاص بمستجدات تفشي الفيروس في لبنان، بأنّه تم خلال الساعات الـ24 الماضية إجراء 3883 فحص pcr الخاص بالفيروس، في ظل ارتفاع عدد حالات الشفاء إلى 1420، واستقرار عدد الوفيات على 36.
وزير الصحة
إلى ذلك، أكد وزير الصحة خلال استقباله دارته ببعلبك، فريق «نادي النجمة»، أنّ «التحدي الذي نعيشه مع عودة المغتربين، هو تسجيل إصابات منتشرة في كل المناطق اللبنانية»، معوّلاً على «الوعي المجتمعي الذي نلحظه»، مشدّداً على «ضرورة تذكّر كيف بدأ الوباء، وكيف كنّا نتعايش معه بمسؤولية وبإجراءات صارمة».
وإذ أكد أنّ «الخطر لم ينته ومستمر»، أعرب عن «ضرورة تحمّل المسؤولية المشتركة لإبعاد هذا الخطر بأثاره الخفيفة والمتوسطة من دون أن نقع في المحظور».
وردّاً على سؤال حول إمكانية اتخاذ تدابير جديدة، من قِبل وزارة الداخلية، للحد من انتشار الفيروس، لفت إلى «اجتماع قريب للجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا، نُقيّم المعطيات الميدانية، وبناء عليه، يمكن أن تتخذ اللجنة بعض التدابير».
انتفاضة على الوباء
{ وبعدما أعلن الصليب الأحمر في بيان، عن أنّ فرقه عملت على نقل 131 شخصاً، تأكدت إصابتهم بفيروس «كوفيد 19»، من منطقة روميه إلى مبنى مُخصّص للحجر الصحي في منطقة الكرنتينا، والعمال المصابون يعملون في إحدى شركات التنظيف اللبنانية، انتفض أهالي المنطقة رافضين نقلهم إلى منطقتهم، واعتصموا بوسط الطريق ضد الخطوة الطبية، ما استدعى تدخل النائب بولا يعقوبيان توضيحاً للموقف.
تفّلت الإصابات
وفي السياق، فرضت القوى الأمنية طوقاً على بلدة البازورية بعدما أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور التعبئة العامة لمواجهة كورونا في البلدة، وإذ مُنِعَ الدخول والخروج من البلدة إلا في الحالات القصوى، تمنت البلدية على المواطنين ملازمة منازلهم، واتخذت إجراءات مشددة بهدف الحفاظ على التباعد الإجتماعي.
وأعلنت بلدية البازورية في بيان عن أنّه «نظراً للظروف المستجدة في ما يخص الإصابات بفيروس كورونا، تم إغلاق البلدة ابتداء من منتصف ليل الجمعة حتى إشعار آخر، وإغلاق كل المحال التجارية والمؤسسات في البلدة، باستثناء الصيدليات والمؤسسات الغذائية (التعاونيات)».
{ من ناحيتها، أعلنت بلدية زرعون، في بيان، عن أنه «بعد إصابة اثنين من أهالي البلدة غير المقيمين فيها بفيروس كورونا ومخالطة بعض أهالي البلدة لهما، اتخذت الإجراءات الضرورية، وتمت الاستجابة السريعة لطلب البلدية وأرسلت وزارة الصحة العامة فريقا من أطباء بلا حدود لإجراء فحوصات PCR للمخالطين كافة، إضافة الى عينات عشوائية، وبلغ عدد الفحوصات 109».
{ ومن النبطية، أفاد مراسل «اللواء» سامر وهبي بأنّ بلدية النبطية أشار في بيان إلى أنّه «بعد التثبت من حالة إيجابية في مدينة النبطية بفيروس كورونا لشخص مقيم، ويعمل خارج النبطية، على الفور، تم التعامل مع الحالة وفق الاصول .. تم عزل الحالة واتخاذ كافة الإجراءات وفقاً للأصول، وبناء على ما تقدّم سيتم غداً (اليوم) إجراء فحوصات للمخالطين».
{ أما اللجنة الشعبية والأهلية في مخيم الرشيدية، فأعلنت في بيان، عن أنّه «بعد أخذ عينات عشوائية لفيروس كورونا لزهاء 70 شخصا من المخيم وصدور النتائج، تبيّن أن هناك 3 حالات إيجابية مثبتة مخبريا»، داعية الأهالي الى «الحفاظ على النظافة العامة، إغلاق كافة المقاهي والمؤسسات وأماكن الانترنت، إلغاء جميع الأنشطة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وأخذ الاجراءات الوقائية المشددة داخل المساجد».
{ وفي وِجهة إيجابية، أكد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في عكار، في بيان، أنّ «لا إصابات جديدة بفيروس كورونا في محافظة عكار»، ما يعني استقرار عدد الإصابات المسجلة على 84 إصابة.