كشف تقرير جديد أنه ستكون لدى البشر
ذات يوم القدرة على إعادة أجزاء من أجسادهم، بعد العثور على "مفتاح الحمض
النووي" الذي قد يعيد تنشيط الجينات المتحكمة في التجديد.
ولعل متابعة أفعال بعض المخلوقات المحيطة بالبشر، مثل: السلمندر، وأبوبريص، كانت وراء ما لاحظه العلماء، من أن تلك المخلوقات لديها القدرة على إعادة بناء أطرافها المبتورة مرة أخرى خلال شهور، وهو ما فجر السؤال: هل يمكن للإنسان فعل ذلك؟
السلمندر يمكنه إعادة تكوين جسده بالكامل
يمتلك حيوان السلمندر قدرة مذهلة على إعادة النمو بعد الإصابة، فإذا فقد أطرافه يستطيع أن يستعيدها بالكامل، بل ويستطيع أن يعيد نمو أجزاء من قلبه وعينيه وحبله الشوكي.
وفي المقابل يتمتع الإنسان بالقدرة على إعادة نمو بعض أعضائه، لكن بدرجة محدودة للغاية؛ فأجسامنا تستطيع أن تعيد بناء نفسها لكن على المستوى الخلوي فحسب، وهو ما يفسر شفاء الجروح.
وتخطو الديدان المستديرة وقناديل البحر خطوة إلى الأمام من خلال تجديد أجسامها بالكامل، بعد قطعها إلى نصفين، أو في حال إلقاء أجزاء من أجسادها هربًا من الحيوانات المفترسة، وتتمكن من استعادة تلك الأجزاء خلال بضعة أشهر فقط.
الإغماء والشلل مصير من حاولوا علاجها.. حكاية "المرأة السامة” أخطر مريضة في التاريخ
ومن خلال متابعة تلك المخلوقات، حاول العلماء دراسة الآلية التي من خلالها يستطيع السلمندر، أن يعيد نمو أجزائه المفقودة لعد سنوات، وتوصلوا إلى أن استعادة النمو تحدث من خلال إعادة برمجة الخلايا البالغة، ولكن حتى ذلك الوقت، لم يكونوا على علم بالجين المسؤول عن هذا التجديد
جين استجابة النمو ودراسة الحمض النووي
وجد العلماء بعد دراسة الحمض النووي وفحص جينات المخلوقات، التي تستعيد أجزاء جسدها، وتتحكم في تجديدها، أن جين التحكم الرئيس، يسمى جين استجابة النمو المبكر، (EGR)، الذي يوجد أيضًا في البشر والحيوانات الأخرى.
واكتشف باحثون من جامعة هارفارد، أن قسمًا من الحمض النووي غير المشفر، يتحكم في تنشيط الـ(EGR)، الذي يعمل مثل مفتاح الطاقة لعملية التجديد، فيما لا تشارك الأقسام غير المشفرة من الحمض النووي بشكل مباشر في عملية إنشاء البروتينات، التي تؤدي إلى مجموعة كاملة من العمليات البيولوجية.
وقال العلماء إنه لدى البشر بالفعل "مفتاح التبديل”، الذي يعمل على إصلاح الخلايا الجذعية الجوفية (EGR)، والذي يعمل على إصلاح الخلايا، لكن لا يبدو أنه يؤدي إلى تجديد واسع النطاق، حيث إن الجين مرتبط بشكل مختلف في البشر، ويحاولون الآن إيجاد طريقة لتغيير هذا حتى نتمكن من التجديد أيضًا.
وقال الدكتور "أندرو غيركي”، المؤلف الرئيس للدراسة: "ما وجدناه هو أن هذا الجين الرئيس، ينشط الجينات التي تعمل أثناء عملية التجديد”.
لماذا لا تعمل هذه الآلية في البشر؟
بينما تكشف الدراسة عن معلومات جديدة، حول كيفية عمل العملية في الديدان، فإنها قد تساعد أيضًا في توضيح سبب عدم نجاحها في البشر.
وقال الدكتور منسي سريفاستافا، أستاذ مساعد في البيولوجيا العضوية والتطورية، الذي شارك في الدراسة: "السؤال هو إذا كان بإمكان البشر تشغيل EGR، واستخدامه عندما تصاب خلايانا، فلماذا نحن لا نقوم بعملية التجديد؟”.
وأضاف: "قد يكون الجواب هو أنه إذا كان EGR هو مفتاح الطاقة، فإننا نعتقد أن الأسلاك مختلفة، فيمكن أن يكون هذا الجين في الخلايا البشرية مختلف عنه في خلايا المخلوقات الأخرى، وما نفعله هو الحصول على تلك الآلية لعمل الجين”، مشيرا إلى أنهم يحاولون التوصل إلى آلية عمل الجين، ومن ثم تجربتها على الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الفقاريات التي لا يمكنها سوى تجديد أكثر محدودية.
«دمية الجحيم» تنتقم من أبوين بتحويل طفلتهما إلى أشلاء.. القصة الكاملة للغز المرعب!
ولا يعرف العلماء لماذا لا تتمتع الثدييات بالقدرة ذاتها، رغم كونها تعمل على تجديد الجلد والعضلات والدم، وفي الواقع يتم بناء كل كائن حي متعدد الخلايا من خلية واحدة، تنقسم إلى خليتين متطابقتين، ثم أربع خلايا، وهكذا دواليك.
وتحتوي كل من هذه الخلايا على السلاسل الملتوية ذاتها بالضبط من الحمض النووي، وتعتبر متعددة القدرات، وهذا يعني أنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور جميع أنواع الخلايا الممكنة في الجسم، لكن في مكان ما على طول الطريق، تستسلم هذه الخلايا المبتدئة، والمعروفة باسم الخلايا الجذعية الجنينية، لمصير مختلف وتصبح خلايا جلدية، أو خلايا قلب، أو خلايا عضلية، أو نوع خلية آخر.