بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2019 12:32ص أنقرة تحذِّر النظام من اللعب بالنار والمعارضة تعيد إنتشارها حول خان شيخون

عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) ينتشلون جثة من تحت أنقاض مبنى.. جنوب إدلب (أ.ف.ب) عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) ينتشلون جثة من تحت أنقاض مبنى.. جنوب إدلب (أ.ف.ب)
حجم الخط
حذرت أنقرة امس النظام السوري من «اللعب بالنار» غداة إعلانها تعرض رتل عسكري تابع لها لضربة جوية أثناء توجهه إلى نقطة المراقبة التركية جنوب خان شيخون، حيث اعلنت  فصائل المعارضة «إعادة تمركز» قواتها جنوب المدينة.  بينما اتهمت موسكو الفصائل بممارسة «الاستفزازات».

انسحبت فصائل جهادية ومعارضة ليل امس من مدينة خان شيخون الاستراتيجية في جنوب إدلب ومن ريف حماة الشمالي المجاور، لتصبح أكبر نقطة مراقبة تركية موجودة في المنطقة بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو تحت مرمى نيران قوات النظام.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن انسحاب «هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة من مدينة خان شيخون ومن ريف حماة الشمالي، فيما تعمل قوات النظام على تمشيط المدينة». 

ونفت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الانسحاب من ريف حماة الشمالي. 

وأشار متحدث باسمها على حساب الهيئة على تطبيق تلغرام إلى «إعادة تمركز» قواته جنوب خان شيخون. 

وأشارت الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف آخر لمقاتلي المعارضة وتدعمها تركيا، إلى أن قواتها غادرت مواقع بات من العسير تأمين خطوط إمدادها وأعادت الانتشار في مواضع أخرى نتيجة للقصف في منطقة شمال حماة.

وأضافت في بيان «لم يغادر الثوار المقاتلون شبرا من الأرض إلا بعدما أذاقوا العدو فيه بأسا شديدا».

وقال المرصد والمصدر العسكري الموالي لدمشق إن مقاتلي المعارضة انسحبوا إلى موقع عسكري تركي في بلدة مورك إلى الجنوب من خان شيخون في محافظة حماة.

 وقال النشطاء المحليون والمرصد إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من هاتين البلدتين.

 وتسيطر الهيئة على غالبية محافظة إدلب والمناطق المحاذية لها، حيث تنتشر أيضاً فصائل معارضة أقل نفوذاً تخوض معارك ضد قوات النظام.

وجاء انسحاب الفصائل بعد سيطرة قوات النظام بإسناد جوي روسي على أكثر من نصف المدينة، وتمكنها من قطع طريق حلب - دمشق الدولي أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة كانت في طريقها إلى ريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك. 

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، «باتت نقطة المراقبة التركية في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تقع تحت سيطرة النظام ميدانياً أو نارياً». 

ورداً على التطورات الأخيرة، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو امس النظام  إلى «عدم اللعب بالنار». 

وقال خلال مؤتمر صحافي «كما قلنا سابقاً، سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا».

وأشار إلى أن بلاده لا تنوي نقل نقطة المراقبة في مورك. وكانت أنقرة أعلنت الإثنين تعرض رتلها إثر وصوله إلى ريف إدلب الجنوبي لضربة جوية، تسببت بمقتل ثلاثة مدنيين، لكن المرصد قال إنهم من مقاتلي المعارضة.

 ولم يتمكن الرتل، قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، من إكمال طريقه إلى مورك بعد تعرض مناطق قريبة منه للقصف وفق المرصد، ما دفعه الى التوقف منذ بعد ظهر الإثنين على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون. 

وتتعرض طرقات مؤدية إلى المنطقة امس لقصف جوي، وفق مراسل فرانس برس. 

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس «الجهاديين» بخرق الاتفاق «على مرأى من المراقبين الأتراك»، مشيراً إلى انتشار القوات الروسية في المنطقة المنزوعة السلاح وإلى «تواصل مستمر» مع الجيش التركي.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن  افروف قوله إنه يوجد أفراد من الجيش الروسي متمركزين في محافظة إدلب السورية وإن موسكو تتابع الوضع عن كثب.

ونسبت الوكالة إلى لافروف قوله إنه سيتم التصدي بقوة لأي هجمات تنفذها جماعات إسلامية متشددة في منطقة خفض التصعيد بإدلب.

وغداة تنديد دمشق بالتعزيزات التركية، أكد الرئيس بشار الأسد عزمه استعادة كافة الأراضي الخارجة عن سيطرته. واعتبر خلال استقباله وفداً روسياً أن «المعارك الأخيرة في إدلب كشفت لمن كان لديه شك عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين».

وأوردت صحيفة «الوطن» السورية أن الجيش السوري وجّه الإثنين «إشارات تحذير واضحة لأي محاولة إنعاش تركية جديدة للإرهابيين». 

(ا.ف.ب - رويترز)