أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، ثلاثة أوامر ملكية بالموافقة على الترتيبات التنظيمية والهيكلية المتصلة بمكافحة الفساد المالي والإداري، والتي تضمنت: ضمّ «هيئة الرقابة والتحقيق» و»المباحث الإدارية» إلى «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» وتعديل اسمها ليكون «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد».
وتشمل الأوامر الملكية أن يتولى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد - إلى حين استكمال جميع الإجراءات النظامية اللازمة لذلك والعمل بموجبها - القيام بصلاحيات رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ومباشرة اختصاصات رئيس المباحث الإدارية، وله تفويض من يراه بممارسة بعض تلك الصلاحيات والاختصاصات.
في حين أمر الملك سلمان، بإنشاء وحدة تحقيق وادعاء جنائي في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، تختص بالتحقيق الجنائي في القضايا الجنائية المتعلقة بالفساد المالي والإداري، والادعاء فيها.
على صعيد آخر ارتفع سعر سهم أرامكو في نهاية اليوم الثاني من التداول في السوق المالية المحلية أمس، لتقترب بذلك القيمة السوقية للشركة من عتبة تريليوني دولار التي كان يسعى إليها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وازدادت قيمة السهم بنسبة 10 بالمئة بعيد افتتاح السوق، وهي النسبة الأقصى المسموح بها، ليصل سعره إلى 38،72 ريال سعودي (10،3 دولار) من 35،2 ريال سعودي (9،4 دولار) وهو السعر الذي بلغه بنهاية تعاملات اليوم الأول، قبل أن يتراجع قليلا.
ومع نهاية التداول، أغلق السوق على ارتفاع بنسبة 4،3 بالمئة في سعر سهم أرامكو مقارنة باليوم الاول، فوصل إلى 36،7 ريال سعودي (9،79 دولار)، ما رفع قيمة الشركة من 1،88 تريليون دولار إلى 1،96 تريليون دولار.
ودخلت أرامكو الأربعاء سوق البورصة مع بدء تداول أسهمها محليا بسعر قياسي، وأصبحت مجموعة النفط السعودية العملاقة في يوم التداول التاريخي الأول أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم.
وبلغ سعر السهم بعد ثوان من بدء تداوله وحتى إغلاق السوق الأربعاء 35،2 ريالا سعوديا (9،4 دولار) بزيادة 3،2 ريال (0،85 دولار) عن السعر المحدّد مسبقا وهو 32 ريالا.
ويكون سهم أرامكو قد ارتفع بنسبة 14،7 بالمئة في أول يومين من تداوله.
لكن مؤسسة «كابيتال ايكونوميكس» المالية الاستشارية اعتبرت أن الارتفاع «قد لا يستمر وسط تقارير عن ضغوط على المستثمرين المحليين والعائلات الثرية لشراء الأسهم (...) بهدف تفادي عدم تحقيق قفزة في بداية التعاملات».
وبدأ تداول أسهم أرامكو في السوق بعدما استكملت أكبر اكتتاب عام في التاريخ، قامت فيه الشركة ببيع 1،5 بالمئة من أسهمها بقيمة 25،6 مليار دولار.
وطرحت في وقت لاحق بيع نحو 0،25 بالمئة إضافية ما قد يرفع قيمة عملية البيع إلى 29،44 مليار دولار.
وتجاوز الاكتتاب العام لأرامكو مبلغ 25 مليار دولار الذي سجلته مجموعة علي بابا الصينية في 2014 لدى دخولها إلى بورصة وول ستريت.
والاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى «رؤية 2030».
ويسعى المسؤولون السعوديون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد ووقف ارتهان المملكة التاريخي للنفط. وتأجّلت عملية الطرح مرات عديدة بسبب إصرار ولي العهد على تقييم الشركة بتريليوني دولار. ويبلغ رأسمال أرامكو ستين مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) مقسّمة على مئتي مليار سهم. وباعت أرامكو ثلاثة مليارات سهم في البداية وهي نسبة 1،5 بالمئة، ثم طرحت بيع 450 مليونا إضافية أي نحو 0،25 بالمئة.
ويعزّز اكتتاب أرامكو موقع السوق المالية السعودية المحلية «تداول»، التي أصبحت من بين أكبر عشر أسواق عالمية.
(أ ف ب)