بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2024 12:05ص إسرائيل تخرج «حماس» من معبر رفح.. وضغط أميركي متزايد لإنقاذ الصفقة

واشنطن تقترب من إنجاز الرصيف البحري.. وجلسة عاجلة لمجلس الأمن غدا

دبابات إسرائيلية عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح بعد احتلاله دبابات إسرائيلية عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح بعد احتلاله
حجم الخط
احتل الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح مهددا باجتياح كامل للمدينة، فيما توقفت حركة دخول المساعدات بشكل كامل إلى القطاع.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير قبل ساعات من انطلاق محادثات جديدة في القاهرة لمحاولة إبرام اتفاق الهدنة بعد أن وافقت حركة "حماس" على مقترحات قدمها الوسطاء.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمس إن أحدث اقتراح للهدنة قدمته "حماس" لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفا أن الضغط العسكري لا يزال ضروريا لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
وشدد على أنه "لا يمكن لإسرائيل الموافقة على مقترح يعرض أمن مواطنينا ومستقبل دولتنا للخطر".
وأضاف نتنياهو أنه طلب من الوفد المفاوض المتجه للقاهرة الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين لدى "حماس".
وفي وقت سابق وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السيطرة على معبر رفح بأنه "خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية" مضيفا أن العملية المحدودة حتى الآن "تخدم هدفين رئيسيين للحرب" هما إعادة المحتجزين والقضاء على "حماس". 
ورأى نتنياهو أن صفقة التبادل السابقة مع "حماس "أثبتت أن "الضغط العسكري على حماس هو شرط ضروري لإعادة مختطفينا" متهما الحركة بمحاولة "إحباط" دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح من خلال إعلانها الموافقة على مقترح مصري-قطري لوقف إطلاق النار.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية قولها، أمس إن إسرائيل ستنتقل إلى المرحلة الثانية من "عملية رفح" إن لم تنجح مفاوضات القاهرة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن قواته "بدأت هذه الليلة (أمس) بقيادة الفرقة 162 بتوجيه استخباراتي من الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) والاستخبارات العسكرية في تركيز النشاط في مناطق محدودة في شرق رفح ضد البنية التحتية" التابعة لحركة حماس".
وزعم الجيش أن قوات اللواء 401 تمكنت من السيطرة العملياتية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بشرق مدينة رفح الفلسطينية، في أعقاب معلومات استخباراتية تفيد بأن "مخربين يستخدمون منطقة المعبر لأغراض إرهابية"، بحسب نص البيان.
وأشار البيان الإسرائيلي إلى إطلاق قذائف صاروخية من منطقة قرب معبر رفح، الأحد، باتجاه الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم، "ما أسفر عن سقوط 4 عسكريين إسرائيليين وإصابة آخرين".
وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن العملية في رفح شهدت قيام طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وقوات الفرقة القتالية 215 بمهاجمة وتدمير أهداف تابعة لحركة حماس، "بما في ذلك مبان عسكرية وبنى تحتية تحت الأرض وبنى تحتية أخرى تعمل منها حماس في منطقة رفح". 
وقال إن القوات قتلت خلال العمليات في رفح حتى الآن ما يقرب من 20 شخصاً، وعثرت على ثلاثة من فتحات الأنفاق، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وجاء في البيان الإسرائيلي أنه "قبل بدء العمليات، تم التنسيق الأولي مع المنظمات الدولية العاملة في المنطقة من أجل التحرك نحو المنطقة الإنسانية، في إطار جهود لإجلاء السكان جرت في الساعات الأخيرة".
في المقابل استنكرت حركة "حماس" الاقتحام الإسرائيلي لمعبر رفح ووصفته بأنه تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في قطاع غزة، ويؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
وأضافت "حماس" في بيان، أن إسرائيل تريد من إغلاق معبر رفح البري "منع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل إسرائيل".
وأوضحت أن الخطوات التي أقدمت عليها إسرائيل بعد إعلان الحركة، الاثنين، موافقتها على مقترح الوسطاء تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى تحقيقاً لمصالح شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.
ودعت "حماس" الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذا التصعيد الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة، وفق ما جاء في البيان.
من جهته قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن عمليتها في رفح ستكون محدودة وتهدف إلى منع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة.
وأضاف كيربي أن المحادثات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار استؤنفت في القاهرة أمس بحضور مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، متوقعا أن يتمكن الجانبان من سد الفجوات المتبقية.
وقال كيربي: "أنا متفائل بإمكانية تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل خلال جولة المحادثات الحالية في مصر".
وفي وقت لاحق قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن إسرائيل أبلغتنا أن عمليتها للسيطرة على معبر رفح محدودة، ولا نزال نعارض عملية واسعة هناك.
وأضافت: لا نزال نواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، ونعتقد أن ذلك ممكن..   ننسق بشكل مستمر ومفصل ويومي مع الجانب الإسرائيلي بشأن مفاوضات القاهرة".
ولا حقا قالت الولايات المتحدة، إن إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم الأساسيين لدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة هو أمر "غير مقبول".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار للصحافيين "يجب على المعبرين اللذين تمّ إغلاقهما أن يفتحا، من غير المقبول أن يتم إغلاقهما"، مشيرة الى أنه من المتوقع أن يعاد فتح كرم أبو سالم الأربعاء (اليوم).
في الأثناء ذكرت صحيفة بوليتيكو الرقمية نقلا عن مسؤول أميركي أمس قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن تعلق شحنات قنابل دقيقة التوجيه من صنع شركة بوينج إلى إسرائيل لتبعث برسالة سياسية لإسرائيل تتعلق برفضها اجتياح مدينة رفح.
من جهته قال المتحدث باسم هيئة المعابر في قطاع غزة هشام عدوان إن "الاحتلال الإسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاقه معبر رفح.
وأضاف عدوان لـ"رويترز" أن معبر رفح الحدودي مغلق من الجانب الفلسطيني بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية. 
ومنعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح، وفق ما أفاد ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس.
وأكد ينس لايركه في مؤتمر صحافي دوري في جنيف، أن مخزون الأمم المتحدة من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية لا يكفي إلا ليوم واحد، في قطاع غزة المحاصر.
من جهته ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إسرائيل وحماس بألا تدخرا جهدا في إبرام اتفاق هدنة وحذر إسرائيل من أن أي هجوم على رفح سيكون "خطأ استراتيجيا وكارثة سياسية وكابوسا إنسانيا".
وقال غوتيريش لصحفيين "أنا منزعج ومستاء من تجدد النشاط العسكري في رفح". وأضاف "إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم ضار على وجه الخصوص بوضع إنساني أليم بالفعل. لا بد أن يعيدوا فتحهما على الفور".
إلى ذلك حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس من أن جهود الإغاثة الإنسانية في غزة قد تتوقف بسبب سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وكتبت الوكالة عبر منصة إكس: "استمرار توقف دخول المساعدات وإمدادات الوقود في معبر رفح سيوقف الاستجابة الإنسانية الحرجة في جميع أنحاء قطاع غزة".
وحذرت الأونروا من أن "الجوع الكارثي الذي يواجهه الناس، خاصة في شمال غزة، سيزداد سوءاً إذا انقطعت طرق الإمداد هذه".
من جهته أعلن "البنتاغون" اكتمال بناء الميناء المؤقت والجسر البحري لإيصال المساعدات إلى غزة.
وقال إن القوات الأميركية ستنقل الميناء المؤقت والجسر البحري إلى غزة متى تحسنت الأحوال الجوية مشيرا إلى أنه لا يدعم إغلاق المعابر البرية إلى غزة ونريد أن يتواصل تدفق المساعدات. 
من جهة أخرى أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب "القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أمس وفاة محتجزة إسرائيلية متأثرة بجراح أصيبت بها مع محتجز آخر بعد قصف مكان احتجازهما قبل شهر.
وقال أبو عبيدة، في بيان، إن المحتجزة جودي فانشتاين (70 عاماً)، وتوفيت "متأثرة بجراحها الخطيرة" التي أصيبت بها مع محتجز آخر بعد قصف المكان الذي كانا يحتجزان فيه قبل شهر وعدم تلقيها الرعاية الطبية بسبب تدمير المستشفيات في غزة.
وأضاف أن فانشتاين أصيبت بجراح بالغة في السابع من تشرين الأول، وتلقت العلاج في مستشفيات القطاع، وبعد تعافيها أعيدت لمكان الاحتجاز.
ميدانيا أعلنت كتائب القسام، أنها قصفت بدفعة من الصواريخ قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة فيما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نحو 30 صاروخا أطلقت أمس من غزة باتجاه غلاف القطاع. 
وأضافت القسام أنها قصفت بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى حشودا لقوات الاحتلال في موقع كرم أبو سالم العسكري.
كما قصفت حشودا للاحتلال شرق مدينة رفح بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى عيار 114 ملليمترا.
بدورها قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت برشقات صاروخية مستوطنات غلاف غزة ونير إسحاق بصحراء النقب.
وأضافت أنها قصفت بصواريخ من نوع 107 وقذائف الهاون جنود وآليات العدو في محيط المطار وحي الشوكة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
في المواقف أعلن النائبُ الأول للممثّل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي"، أمس أنّ موسكو دعت مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة، غدا الخميس  لبحث تطور الأوضاع في قطاع غزة، ومناقشة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح "بوليانسكي" أن هذه النقاشات ستكون خلف أبواب مغلقة؛ وفقًا لـ"رويترز".
(الوكالات)