شهد قطاع غزة مساء امس تصعيدا عدوانيا جديدا مع استمرار الغارات الاسرائيلية ضد مواقع المقاومة الفلسطينية التي ردت بإطلاق عشرات الصواريخ في اتجاه المستوطنات خلفت عددا من الجرحى واسفرت الغارات على المواقع الفلسطينية في القطاع عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين.
ودمرت غارة إسرائيلية مساء امس مبنى «قناة الاقصى» التابعة لحركة حماس . ولم يتم الإبلاغ عن إصابات.
وسبق الضربة الاسرائيلية إرسال عبوات غير متفجرة أو محدودة القوة يستخدمها الجيش الإسرائيلي لإنذار شاغلي مبنى مدني بضرورة إخلائه قبل الهجوم.
ورغم أن قوات الامن التابعة لحماس ضربت طوقا حول المكان، تمكن مراسل فرانس برس من مشاهدة المبنى مدمرا في وسط مدينة غزة.
وتسبب الهجوم بوقف بث القناة قبل ان تعلن عبر موقع تويتر استئناف بثها من مكان غير محدد.
وبرر الجيش الاسرائيلي تدمير مبنى القناة بالهجمات الصاروخية التي استهدفت إسرائيل منذ مساء أمس الاول والتي يحمل حماس مسؤوليتها كونها التي تسيطر على القطاع المحاصر.
وقال الجيش في بيان إن قناة الاقصى «هي ملك حماس وأداتها.
ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين ومقتل ضابط اسرائيلي.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن ثلاثة مقاومين فلسطينيين استشهدوا في الضربات الجوية.
وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود قالت السلطات إن صاروخا موجها دمر حافلة مما أدى لإصابة جندي بجروح خطيرة كما أصاب القصف منزلين على الأقل.
وأطلقت عشرات الصواريخ عصرا على إسرائيل حيث دوت صفارات الانذار ما أجبر الاسرائيليين على التوجه الى الملاجىء في العديد من البلدات المحاذية للقطاع المحاصر.
وأحصى الجيش الاسرائيلي اطلاق نحو مئتي صاروخ مصدرها غزة، تم اعتراض ستين منها.
وأصيب ستة اسرائيليين بجروح طفيفة بشظايا صواريخ في محيط مدينة سديروت الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، وفق ما أفادت اجهزة الاسعاف.
وقال الجيش الاسرائيلي إن غالبية الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، لكن إصابات مباشرة طاولت منزلين في عسقلان ونيتيفوت.
وأضاف أن جنديا اسرائيليا أصيب بجروح بالغة باطلاق صاروخ مضاد للدبابات على سيارة صغيرة كانت مركونة قرب كيبوتز كفر عزة الى شمال قطاع غزة.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين في الضربات الاسرائيلية، اثنان في شمال القطاع وثالث في جنوبه بحسب ما نقلت وزارة الصحة في القطاع لافتة ايضا الى سقوط تسعة جرحى.
وتبنت كتائب القسام في بيان مساء امس اطلاق الصواريخ وقالت أن «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعلن عن بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (...) ردا على جريمة الامس»، في إشارة الى العملية العسكرية الاسرائيلية ليل امس الاول.
وأجبرت عملية الاحد وما اعقبها من تطورات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على العودة من باريس.
وترأس الأخير اجتماعا أمس ضم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان والمسؤولين الامنيين.
وأكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي عاموس يادلين، أن الجهود الرامية للاتفاق مع حماس ستستمر رغم اغتيال قادة من كتائب «القسام» الفلسطينية.
وقال يادلين لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين: «هناك احتمال كبير أن يستمر التقدم نحو تسوية مع حماس لأن كلا الجانبين يملك القدرة على احتواء الحدث».
وذكرت «هيئة البث الإسرائيلي» أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، صادق على المرحلة القادمة في التهدئة بين إسرائيل وحماس التي ستشمل التفاوض حول الإسرائيليين المحتجزين في غزة ورفات الجنديين المفقودين أورون شاؤول، وهدار غولدين.
وأشارت «هيئة البث» إلى أن جهات إسرائيلية تشكك في إمكانية تطبيق هذه المرحلة (القادمة من التهدئة)، باعتبار أنه يجب أولا التأكد من ترسيخ الهدوء لمدة أسابيع وحتى أشهر قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
من جهتها نقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن مصادر محلية أن الجانب المصري يجري في هذه الأثناء اتصالات مع كافة الأطراف لإعادة الهدوء على حدود القطاع.
وفي تغريدة على تويتر وصف الموفد الدولي نيكولاي ملادينوف، الذي يبذل مع مصر جهوداً لإرساء هدنة بين إسرائيل وحماس، التصعيد بأنه «خطير للغاية» داعياً «جميع الأطراف إلى ضبط النفس».
واعلنت إسرائيل أن هدف المهمة أمس الاول كان «جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو اختطاف»، وقال المتحدث العسكري رونين مانليس في بيان إن «المهمة لم تجر كما كان مخططا لها وأسفرت عن الاشتباكات».
من جانبها أكدت كتائب عز الدين القسام أن الأمر يتعلق بعملية للقوات الخاصة الاسرائيلية قبل أن يتم رصدها وتندلع اشتباكات بين عناصرها ومقاتلي القسام.
وافاد بيان للقسام امس:«تسللت مساء الأحد قوةٌ صهيونيةٌ خاصة مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خان يونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة للقسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها».
وتابع البيان «حضر إلى المكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ مجاهدونا بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة، وحاولت المركبة الفرار بعد ان تم إفشال عمليتها».
واشار الى ان «الطيران الصهيوني بكافة أنواعه تدخل في محاولة لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة، حيث كثف غاراته الجوية لتوفير غطاء لانقاذ القوة الاسرائيلية بمروحيات عسكرية».
وفي محاولة فيما يبدو لتهدئة التوترات قال كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل إنه لم يتم إرسال القوات الخاصة لاغتيال قيادات من حماس وهو الأسلوب الذي أدى إلى اتساع نطاق الصراع في السابق والذي تخلت إسرائيل عنه بدرجة كبيرة.
وقال المتحدث البريجادير جنرال رونين مانيليس لراديو الجيش الإسرائيلي إن المهام السرية تنفذ باستمرار في تصريحات تشير إلى أن القوات الإسرائيلية ربما كانت تجمع معلومات مخابراتية.
وكان الجيش الاسرائيلي تحدث أولا في بيان مقتضب عن تبادل لإطلاق النار. وقال «خلال عملية (عسكرية اسرائيلية) في قطاع غزة جرى تبادل إطلاق نار».
وأضاف أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ تمكن من اعتراض ثلاثة منها، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الصواريخ الأخرى.
ونددت الولايات المتحدة بحركة حماس. وقال المبعوث الأميركي غيسون غرينبلات على تويتر:«نقف مع إسرائيل في دفاعها عن نفسها ضد تلك الهجمات.. هذا العنف يمنع أي مساعدة حقيقية لسكان غزة».
(ا.ف.ب-رويترز)