بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الثاني 2018 12:14ص إشتداد المعارك في الحُديدَة.. وقوّات هادي تواصل تقدّمها

١٣٢ قتيلاً غالبيتهم من الحوثيين.. وتخوُّف إنساني من قطع الإمدادات

حجم الخط
حصدت المعارك الدائرة في مدينة الحديدة في غرب اليمن بين القوات الموالية للحكومة والمتمرّدين الحوثيين الذين يحاولون وقف تقدّمها 132 قتيلاً خلال 24 ساعة، غالبيتهم من الحوثيين، في مؤشّر على اشتداد ضراوة القتال الذي بات ينذر بحرب شوارع قد تحرم ملايين اليمنيين في مناطق أخرى من إمدادات الغذاء في بلد تتهدّد المجاعة نصف سكان تقريباً. 
ومنذ 2014 تخضع مدينة الحديدة المطلّة على البحر الاحمر لسيطرة المتمرّدين المدعومين من إيران، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية استعادتها منذ حزيران الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي. 
وقتل منذ اشتداد المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني نحو 382 مقاتلاً غالبيتهم من المتمرّدين، بينهم 132 في الساعات ال24 الاخيرة، حسبما أفادت مصادر طبية في محافظة الحديدة. 
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة، وصلت القوات الموالية للحكومة أمس الاول، لأول مرة، إلى أول الاحياء السكنية من جهة الشرق على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء، الخاضعة كذلك لسيطرة المتمردين. 
كما أنّها تقدّمت لنحو ثلاثة كيلومترات على الطريق البحري في جنوب غرب المدينة، وكذلك عند الاطراف الشمالية الشرقية للحديدة في محاولة للتقّدم شمالًا بهدف محاصرة المدينة بشكل كامل وقطع كافة طرق الإمداد عن المتمردين. 
وفي مسعى لوقف هذا التقدّم، شنّ المتمرّدون أمس هجمات «مكثّفة وعنيفة» بقذائف الهاون على القوات الموالية للحكومة، حسبما أفاد مسؤولون عسكريون في هذه القوات. 
وذكر المسؤولون أنّ الحوثيين أطلقوا كذلك صاروخاً باتّجاه جنوب المدينة حيث تتمركز القوات الحكومية ما أدّى الى إصابة عدد من المقاتلين الحكوميين بجروح. 
وتحدّثت المصادر نفسها عن اشتباكات متقطّعة تدور بين الطرفين. 
ورغم القصف المكثّف، حقّقت القوات الموالية للحكومة تقدّماً محدوداً أمس في المدينة حيث تمكّنت من التقدّم لنحو نصف كيلومتر إضافي في شرق المدينة على طريق رئيسي محاذٍ لحي سكني، بعدما كانت تقدّمت لكيلومترين الخميس، بحسب المصادر ذاتها. 
وكان المتمرّدون أعلنوا في وقت سابق أنهم قطعوا طرق الإمداد التي تستخدمها القوات الموالية للحكومة من أربع مناطق، بعد يوم من تأكيد زعيم المتمرّدين عبد الملك الحوثي أنّ مقاتليه لن يستسلموا أبداً. 
وقال مسؤولون في القوات الموالية للحكومة إنّ المتمرّدين حفروا خنادق وزرعوا ألغاما على الطرق. 
وذكروا أنّ المتمردين نشروا كذلك قنّاصة على أسطح المباني وخلف لوحات إعلانية ضخمة. 
مع عودة معارك الساحل الغربي إلى واجهة الصراع الدائر في اليمن مؤخرا، كشف قائد قوات المقاومة الوطنية العميد طارق صالح أن استعادة الشرعية لمدينة الحديدة «باتت وشيكة».
الى ذلك اعتبر القائد العسكري، وهو نجل شقيق الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، أن «المقاومة الوطنية المشتركة تقاتل في خندق واحد ضد ميليشيات الحوثيين».
وأضاف صالح: «تقف المقاومة المشتركة يدا واحدة من مختلف مذاهب اليمن، لقتال هذه الفئة التي دمرت البلاد وقتلت العباد. أتينا إلى هنا تلبية لطلب أبناء الحديدة لتحريرهم من الظلم».
ودعا صالح أبناء الحديدة للانتفاض على ميليشيات الحوثي، والانضمام لصفوف المقاومة الوطنية المشتركة التي تقاتل المتمردين.
وأوضح: «نحن اليوم نمد يدنا إلى كل الشرفاء للانتفاضة داخل الحديدة، ونحن سندهم حتى نطهرها من هذه القوة المتمردة والباغية».
وذكر صالح أن العمليات العسكرية لاستعادة الحديدة تجري وفقا لخطة محكمة، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي «تسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية بعدما حولت المرافق الطبية والمستشفيات والأحياء السكنية لمواقع عسكرية».
وأكد القائد العسكري أن قوات المقاومة المشتركة نفذت عمليات التفاف واسعة لمحاصرة ميليشيات الحوثي، متابعا: «لم يكن يتوقع الحوثيون أن نأتي لهم من هذه الاتجاهات المتعددة».
وختم حديثه قائلا: «أريد أن أطمئنكم أن استعادة مدينة الحديدة بات وشيكا، وباقي المدن اليمنية إن شاء الله».
من جهتها، أفادت منظمة «المجلس النرويجي للاجئين» الإنسانية في بيان أمس نقلاً عن سكان في الحديدة أنّ «الغارات لا تتوقّف» على المدينة وأنّ الطائرات والمروحيّات العسكرية تحلّق على علو منخفض. 
وقالت منظمة «المجلس النرويجي للاجئين» في بيانها «لم يتبقّ إلا طريق برّي واحد من الحديدة إلى صنعاء، وهناك خطر كبير بأن تؤدي الهجمات البرية أو الجوية على الطرقات والجسور إلى إغلاق الطرق بين المدن بشكل كامل». 
وحذّرت من أن هذا الامر قد يؤدي «إلى قطع آخر طرق إمدادات الغذاء والوقود والادوية لنحو 20 مليون يمني تعتمد حياتهم على واردات (ميناء) الحديدة».
 كما توقّعت مؤسسة «آي أتش أس ماركيت» الاستشارية في تقرير أعده خبيرها في شؤون الشرق الاوسط لودوفيكو كارلينو أن القتال في الحديدة سيشتد في الأيام المقبلة، محذّرة من أنه في حال «اجبروا على الانسحاب، فإن الحوثيين قد يفخّخون منشآت الميناء». 
(أ ف ب - رويترز - سكاي نيوز)