بدأت مجموعة محدودة امس مناسك الحج في مكة المكرمة وسط إجراءات صحية صارمة، حيث ادى ما بين ألف وعشرة آلاف مسلم في مكة المكرمة امس مناسك الحج التي تتواصل على مدى خمسة أيام مقارنة بنحو 2،5 مليون مسلم حضروا العام الماضي.
بعد عملية اختيار قامت بها السلطات، بدأ الحجاج الطواف حول الكعبة وهم يضعون الكمامات وتركوا مسافة بين الواحد الآخر.
وبدا المشهد مختلفا جدا عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة ويطوفون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحيانا للاقتراب من المقام المغلّف بقماش أسود مطرّز بالذهب ولمسه، وهو أمر ممنوع هذا العام.
وسرعان ما اكتملت مناسك الطواف والسعي في يوم التروية، ونُقل الحجاج على دفعات إلى مساكنهم المعقّمة في منى، قبل أن يباشروا السير إلى جبل عرفات على بعد 10 كيلومترات للوقوف على صعيد عرفات الخميس، وهو ركن الحج الأعظم. وقال المصري محمد ابراهيم (43 عاما) «الحمد لله شعور لا يوصف، كأنه حلم».
وأكملت وزارة الصحة استعداداتها لتوفير الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام في مشعر عرفات يوم غدٍ الخميس التاسع من شهر ذي الحجة .
وجُهِّزت مرافق صحية في عرفات تضم عيادات عامة يعمل بها أطباء أسرة واستشاريو باطنة، إضافةً إلى تمريض متخصص في العناية المركزة، وأيضاً مجهزة للتعامل مع ضربات الشمس والإجهاد الحراري، إضافةً إلى أجهزة إنعاش قلبي رئوي، والعناية مركزة.
كما سيوجد في مشعر عرفة المستشفى المتنقل وكذلك العيادات المتنقلة في مشعر مزدلفة وذلك طوال يوم عرفة لخدمة ضيوف الرحمن وحتى مغادرتهم مشعري عرفات ومزدلفة.
كما أعدت الصحة مخيما متكاملا في مشعر عرفة لعزل حالات الاشتباه بفيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة .
ومساء، أعلن المقدم طلال الشلهوب المتحدث باسم وزارة الداخلية أنّه «تم بتوفيق الله استكمال نقل الحجاج (...) بالمواعيد المحددة»، مشيرا إلى وجود «طوق امني حول المشاعر المقدسة مع السماح للدخول فقط لحاملي التصاريح».
وظهر الحجّاج في بث تلفزيوني مباشر وهم يسيرون في صفوف منظمة داخل المسجد الحرام متّجهين نحو الكعبة قبل بدء الطواف وقد وضعوا كمّامات وتركوا مسافة بين الواحد الآخر، بينما كان دليل يتقدمهم. ثم داروا حول الكعبة تحت أنظار شرطيين ومسؤولين في المكان.
وتم تزويد الحجّاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها لباس إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمّامات وسجّادة ومظلّة، بحسب كتيّب «رحلة الحجاج» الصادر عن السلطات، بينما ذكر حجّاج أنه طلب منهم وضع سوار إلكتروني لتحديد تحرّكاتهم.
وقال مدير الأمن العام الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي لقناة «الإخبارية» التلفزيونية الحكومية «ليس لدينا أي هاجس أمني»، مضيفا «الخطر الوحيد الذي نعمل على منعه هذا العام هو خطر الجائحة».
(ا.ف.ب - واس)