استمر المتظاهرون العراقيون لليوم الثاني بقطع طرق وشوارع وجسور حيوية في 9 من أصل 18 محافظة عراقية، للضغط على النخبة السياسية الحاكمة للإسراع بتكليف مرشح مستقل لتشكيل حكومة، فيما قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، إن العراق في حالة إقليمية ودولية معقدة، لافتاً أن الدولة في وضع محرج مع الجميع «المواطنون والدول الأخرى».
ويشمل إغلاق الطرق، في الوقت الحالي، 9 محافظات هي بغداد وبابل وكربلاء والنجف وميسان والمثنى والديوانية وذي قار والبصرة، وعمدوا إلى حرق الإطارات لقطع الطرق والتخفي بدخانها.
وتواصلت الاحتجاجات امس في العاصمة وتخللتها صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن عند شارع محمد القاسم الرئيسي في شرق بغداد، وأطلقت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وأدى ذلك إلى مقتل متظاهر بعد إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع، وإصابة ثمانية متظاهرين آخرين بحالات إختناق، وفقاً لمصدر طبي.
وسقط ثلاثة قتلى في المواجهات الاثنين، اثنان منهم بالرصاص الحي في بغداد.
وتشهد مدن جنوبية عدة بينها الناصرية والديوانية والكوت والبصرة والعمارة أيضا احتجاجات.
وقام محتجون بقطع طرق وجسور رئيسية بالإطارات المشتعلة. وواصلت الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية إغلاق أبوابها في تلك المدن، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس.
وفي الناصرية، احتشد متظاهرون وسط المدينة غالبيتهم طلاب جامعيون، ورفعوا أعلاماً عراقية مرددين هتافات بينها «بالروح بالدم نفديك يا عراق»، مؤكدين التزامهم بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم. وقطع آخرون طرقا رئيسية تربط الناصرية بمدن تقع إلى الشمال والجنوب منها، ما تسبب بوقف حركة مئات الشاحنات بينها مخصصة لنقل النفط، وفقا لمراسل فرانس برس.
وقال المتظاهر تحسين مهند من الناصرية لفرانس برس «خرجنا اليوم لدعم الاحتجاجات التي لن تتوقف أمام تسويف الدولة والأحزاب لمطالبنا العادلة التي قدمنا وسنقدم من أجلها دم شبابنا من أجل إزاحة الطبقة الحاكمة الظالمة».
كما شهدت مدينة البصرة الغنية بالنفط احتجاجات قام خلالها متظاهرون بقطع طريق وسط المدينة بإطارات سيارات مشتعلة.
وتخوض الأحزاب السياسية العراقية مفاوضات ماراثونية بهدف تسمية رئيس وزراء بدلاً من المستقيل عادل عبد المهدي، من دون التوصل إلى اتفاق حتى الساعة.
وامس قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل، في كلمة خلال جلسة مجلس وزراء تصريف الأعمال، امس إن العراق في حالة إقليمية ودولية معقدة، لافتاً أن الدولة في وضع محرج مع الجميع «المواطنون والدول الأخرى».
وقال إن إغلاق الطرق والمدارس لا يعد احتجاجاً سلمياً ويجب أن يتوقف.
وشدد عبدالمهدي أن إطلاق صواريخ كاتيوشا على السفارة الأميركية أمر يسيء للعراق.
وطالب مجلس النواب والقوى السياسية بتقديم مرشحين جدد لرئاسة الحكومة.
على صعيد اخر، قال رئيس مجلس المصرف العراقي للتجارة امس إن مصرفه لن يكون طرفاً في آلية دفع مستحقات إيران المالية عن الغاز والكهرباء اللذين يستوردهما العراق، في حال لم تجدد واشنطن الإعفاء من العقوبات الذي ينتهي الشهر المقبل. وقد يؤدي عدم تجديد الإعفاء الى الحاق ضرر بقطاع الكهرباء العراقي الذي يعتمد ثلث طاقته على ما يستورده من الغاز والكهرباء الإيرانيين، في وقت يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال رئيس مجلس إدارة المصرف فيصل الهيمص لوكالة فرانس برس إنه «في حال انتهى الاستثناء، أكيد أن المصرف لا يمكنه أن يدفع لأي مستحقات غاز، ولا يمكن أن يتعامل مع أي كيان إيراني بخصوص الغاز والكهرباء، بالتأكيد».
وأضاف «كمصرف، أهم شيء لدينا هو أن نكون «ملتزمين» (التعليمات المحلية للبنك المركزي العراقي والتعليمات الدولية)، لذلك يثق العالم بنا».
ويتعرض أي كيان يتعامل مع المؤسسات أو البلدان التي أدرجتها الولايات المتحدة في القائمة السوداء لعقوبات ثانوية تقيد وصوله إلى الدولار الأميركي.
(ا.ف.ب)