بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2024 12:22ص الاحتلال يُعايد غزة بمجازر جديدة ويتنصّل من متطلبات وقف النار

بلينكن للضغط على «حماس».. ولبيد يتهم نتنياهو بالعمل على تعطيل الصفقة

ملابس العيد للأطفال تتحدى بألوانها الزاهية أكوام الدمار في غزة ملابس العيد للأطفال تتحدى بألوانها الزاهية أكوام الدمار في غزة
حجم الخط
مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ186، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقواته حيث تدور معارك ضارية واشتباكات عنيفة في عدة محاور.
وعلى صعيد مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، قالت حماس، أمس إنها تسلمت الموقف الإسرائيلي خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، مؤكدة أن "الموقف الإسرائيلي لا يزال متعنتا ولم يستجب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته".
لكنها أضافت أن "قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك".
وفي وقت لاحق قال البيت الأبيض، إن الموقف الصادر من «حماس» حتى الآن بالنسبة إلى اقتراح يشمل تهدئة في غزة وتبادلاً للرهائن والمعتقلين، هو «أقل من مشجع».
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان: «لقد رأينا البيانات العلنية الصادرة من (حماس)، ويمكن القول إنها أقل من مشجعة»، لكنه أوضح أن الوسيط القطري في مفاوضات القاهرة لم يتلقَ حتى الآن رداً نهائياً من الحركة الفلسطينية.
وأكد ساليفان أن محادثات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين بشأن العملية المزمعة في مدينة رفح بغزة ستنعقد في غضون أسبوعين.
وقال ساليفان إنه أجرى صباح أمس محادثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أشار إلى أنه «لم يتلق ردا بعد من (حماس)».
وشدد على أن «الوقت قد حان لإبرام (اتفاق) وقف إطلاق النار هذا. نحن جاهزون. أعتقد أن إسرائيل جاهزة. وأعتقد أن حماس يجب أن تأتي إلى الطاولة وأن تكون بدورها جاهزة لذلك».
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس إن الولايات المتحدة تواصل العمل عن كثب مع قطر ومصر بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن واشنطن قدمت عرضاً "جاداً" لحركة "حماس" ويجب على الحركة الفلسطينية قبوله.
وأضاف بلينكن أن إسرائيل سمحت بدخول 400 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع، أمس الأول مشيراً إلى أن هذه الدفعة من المساعدات هي الأكبر التي تدخل إلى غزة منذ اندلاع الحرب.
وفي شأن إعلان الاحتلال تحديد موعد لاجتياح مدينة رفح قال بلينكن إن الولايات المتحدة لم تتلق موعداً للعملية المحتملة في رفح، مشيراً إلى أن المحادثات مع إسرائيل مستمرة.
وأضاف بلينكن: "نتوقع أن نرى زملاءنا الإسرائيليين مجدداً الأسبوع المقبل لبحث الوضع في غزة". 
وفي وقت لاحق أمس قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن محادثات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين بشأن العملية المزمعة في مدينة رفح ستنعقد في غضون أسبوعين.
إلى ذلك قال موقع أكسيوس الإخباري الأميركي إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن أن إسرائيل لم تحدد بعد موعدا لعملية في رفح.
وفي السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن وزارة الدفاع الإسرائيلية ستشتري 40 ألف خيمة قبل إخلاء مدينة رفح.
ولم يصدر تأكيد فوري من وزارة الدفاع بشأن عملية الشراء التي قالت صحيفة "جيروزالم بوست"، وهي واحدة من الصحف التي نشرت الخبر، إن معلومات تسربت عنها دون إعلان رسمي.
وكانت أنباء الشراء المزمع للخيام، التي يمكن لكل منها إيواء 12 شخصاً، واحدة من أولى العلامات على الاستعدادات الملموسة لإخلاء رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون فلسطيني.
وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تأكيده أن إسرائيل ستكمل القضاء على كتائب حماس بما في ذلك تلك الموجودة في رفح، ولن يمنعها شيء عن ذلك.
وقال: "لن توقفنا قوة في العالم. هناك قوى كثيرة تحاول فعل ذلك لكن هذا لن يجدي نفعاً، لأن هذا العدو، بعد ما فعله، لن يفعل ذلك ثانية".
من جهتها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، لم تكشف عن هويته، تأكيده وجود تفاؤل أميركي بشأن ما ستؤول إليه مفاوضات القاهرة، مرجحاً بنسبة 60% التوصل إلى اتفاق.
وقالت الصحيفة إن المقترح الأميركي المتبلور في القاهرة حظي بموافقة أغلب وزراء مجلس الحرب الإسرائيلي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترض عليه وأمر فريق التفاوض الإسرائيلي بعدم الإعراب عن موافقة إسرائيل على المقترح.
ومن واشنطن قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الإدارة الأميركية تخشى أن يقوم نتنياهو بتعطيل صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
من جهة ثانية ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا عن استيائهم إزاء التوسع الكبير في المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة بما في ذلك مئات الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والدواء كل يوم. 
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن زيادة المساعدات كان أحد أهم مطالب حماس في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، لكن حماس تتلقاها الآن "مجاناً"، في أعقاب الضغط العالمي الشديد على إسرائيل الناجم عن قتل عمال الإغاثة بهجوم إسرائيلي. 
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أمس إنه يجب ممارسة ضغوط وربما فرض عقوبات على إسرائيل كي تفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال سيجورنيه لإذاعة آر.إف.آي وقناة فرانس 24 التلفزيونية "يجب أن تكون هناك وسائل ضغط، وهناك وسائل متعددة تصل إلى العقوبات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية من نقاط التفتيش".
وأضاف "فرنسا من أوائل الدول التي اقترحت أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف في الضفة الغربية. وسنستمر إذا لزم الأمر حتى نتمكن من إدخال المساعدات الإنسانية".
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس إن استخدام إسرائيل التجويع كسلاح يمثل "جريمة حرب"، مشيرة إلى أن عواقب ذلك تودي بحياة أطفال غزة.
وأضافت في بيان أن على إسرائيل إنهاء "استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة"، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول لجميع أنحاء القطاع.
وأكد البيان أن تأثير التجويع على سكان غزة يتفاقم بسبب "الانهيار شبه الكامل لنظام الرعاية الصحية".
ودعت المنظمة الحقوقية الولايات المتحدة وبريطانيا إلى فرض عقوبات موجهة وتعليق نقل الأسلحة للضغط على إسرائيل لضمان حصول سكان غزة على المساعدات.
وقالت إن "استمرار القصف الإسرائيلي والعمليات البرية، والافتقار إلى الضمانات الأمنية من جانب إسرائيل، والأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية، وانقطاع الاتصالات، تصعّب توزيع المساعدات القليلة التي تصل إلى غزة.
ميدانيا أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على القطاع إلى 33 ألفاً و360 ضحية.
وأفاد بيان للوزارة بأنه خلال 24 ساعة حتى صباح أمس سجّل سقوط 153 شخصاً، مشيراً إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى نحو 76 ألف جريح مع دخول الحرب شهرها  السابع.
وعشية العيد ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني – مساء أمس- مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة راح ضحيتها 14 شهيدًا في حصيلة غير نهائية.
وأفاد مراسل الجزيرة أن طائرات الاحتلال الحربية أقدمت على قصف منزل لعائلة أبو يوسف على رؤوس ساكنيه في اليوم الأخير من شهر رمضان وقبل ساعات من حلول عيد الفطر.
وأشار إلى أن القصف أدى إلى 14 شهيدًا والعديد من الإصابات.
من جهتها أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الطواقم الطبية الفلسطينية انتشلت 381 جثماناً بمحيط مجمع "الشفاء" الطبي في غزة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية.
وأضافت أن الطواقم الطبية ما زالت تواصل عملها بحثاً عن مفقودين تحت الأنقاض في المجمع الطبي.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس صرح، السبت، بأن مجمع الشفاء تحوّل إلى أطلال ومقابر بعد الحصار الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أن غالبية منشآت المجمع تضررت أو دمرت بالكامل، وتحولت إلى أنقاض.
في الضفة اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن جيش الاحتلال اقتحم مدينة طولكرم للمرة الثانية في 24 ساعة وضاحية شويكة شمالها، مضيفة أنه شن حملة مداهمات واعتقل 7 فلسطينيين.
وقال التلفزيون الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المنطقة الشرقية في مدينة نابلس وبلدة الرام شمال القدس المحتلة. 
كما اقتحم جيش الاحتلال بلدة المعصرة جنوب بيت لحم، وداهم عدداً من المنازل، إضافة إلى بلدة حلحول شمال الخليل.
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، إن هناك مجاعة واسعة النطاق في غزة "ستسرع وتيرة العنف" في الشرق الأوسط، وتؤدي إلى صراع طويل الأمد.
وأضاف أوستن، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "سيؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة أعمال العنف.. وإلى صراع طويل الأمد".
وتابع: "يجب ألا يحدث ذلك.. يجب أن نواصل بذل كل ما في وسعنا، وهو ما نفعله، لتشجيع الإسرائيليين على توفير المساعدات الإنسانية".
وفيما قال أوستن، إن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، أكد أن على إسرائيل أن تعالج الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني بطريقة ذات معنى وليس بشكل هامشي.
بدورها اعتبرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أمس أن الإنسانية والمجتمع الدولي فقدا "بوصلتهما الأخلاقية" في قطاع غزة.
وقالت المسؤولة الأممية في مؤتمر صحافي بنيويورك إن "ما يقلقها بشدة أن الإنسانية فقدت بوصلتها الأخلاقية في ما يتعلق بغزة، سواء كإنسانية أو كمجتمع دولي".
وأضافت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي لا ينفك يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار: "علينا أن نفعل شيئاً وبسرعة (...) آلاف الأطفال ما زالوا يموتون، أو يعيشون مبتوري الأطراف.. وهناك أيضاً مئات ينتظرون عودة المحتجزين الإسرائيليين إلى منازلهم".
في المواقف شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، على مواصلة مصر لجهودها في مساندة "الأشقاء" في فلسطين، وبذلها كافة الجهود لحفظ حقوقهم المشروعة.
وقالت الرئاسة المصرية عبر فيسبوك، إن السيسي أكد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أن القاهرة تبذل كل ما بوسعها من أجل تحقيق "تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". 
من جانبه التقى وزير الخارجية السعودي  الأمير فيصل بن فرحان في مكة المكرمة، أمس رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية محمد مصطفى.
وجرى خلال هذا اللقاء "استعراض أجندة عمل الحكومة الفلسطينية وأولوياتها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في الضفة الغربية، وقطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق النار فوري ومستدام، وإدخال المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
في بكين قال وزير الخارجية الصيني وانج يي أمس إنه ناقش الوضع في قطاع غزة وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بكين حالياً.
وذكر وانج في مؤتمر صحافي "لقد أجرينا أنا ووزير الخارجية لافروف محادثات في العمق حول الكثير من القضايا الدولية والإقليمية المهمة، ولا سيما أوكرانيا والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
في جبهة أخرى أعلنت فصائل عراقية مسلحة، أمس أنها قصفت عدة أهداف في إسرائيل خلال الساعات  الـ72 الماضية، منها أهداف حيوية وميناء نفطي.
وقالت الفصائل، التي تعرّف نفسها باسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيانين منفصلين، إنها قصفت هدفاً حيوياً في عسقلان بجنوب إسرائيل، وميناء عسقلان النفطي، بالإضافة إلى هدف حيوي آخر لم تحدده.
وأضافت أنها قصفت أيضاً قاعدة حاتسريم الجوية في بئر السبع. 
وذكرت أن القصف جاء "استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين". 
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أمس اعتراض "هدف جوي مشبوه" دخل إلى المجال الجوي في منطقة إيلات بجنوب إسرائيل، وذلك بعد إعلانه إطلاق صفارات الإنذار من الهجمات في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان إن قوات سلاح البحرية رصدت "هدفاً جوياً مشبوهاً تسلل إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وتمكنت من اعتراضه من خلال منظومة القبة البحرية"، مضيفاً أنه لم تقع إصابات أو أضرار.
(الوكالات)