بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الثاني 2018 12:18ص التحالف يؤكِّد استمرار عملية الحُديدَة لإعادة الحوثيِّين إلى المفاوضات

تحركات غربية باتجاه الرياض وأبو ظبي للتوافق على وقف إطلاق النار

حجم الخط

قالت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن إن تحرير ميناء ومدينة الحديدة حق أصيل للحكومة اليمنية مؤكدة أن العملية في الحديدة «مستمرة» حتى تحقيق أهدافها ودفع المتمردين الى طاولة المفاوضات مشيرة الى تحرك لرفع المعاناة عن اليمنيين في المدينة، فيما تواصل قوات الحكومة اليمنية تحقيق انتصارات في عدد من محاور القتال.
في غضون ذلك تكثفت المشاورات والزيارات الدبلوماسية من اجل وقف المعركة حيث استقبلت الرياض وزير الخارجية البريطاني لبحث التطورات في اليمن والمنطقة بعد اتصال هاتفي مساء أمس الاول بين ولي العهد الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو حول ضرورة وقف الحرب في اليمن والبدء بالمفاوضات.
وسئل المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض عن احتمال التوصل إلى إتفاق هدنة، فقال ان العملية في الحديدة «مستمرة»، وأن أحد اهدافها «ممارسة الضغوط» للتوصل إلى عقد مفاوضات لاحقا. 
وكشف إن إجمالي خسائر جماعة الحوثي بلغ 464 مابين مواقع وأسلحة ومعدات مؤكدا أن انشقاق وزير إعلام الحوثي قبل أيام يكشف عن الخلل الداخلي لدى الحوثيين داعيا «الشرفاء» إلى الابتعاد عن الحوثيين.
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي إن جماعة الحوثي تعمل على تجريف طرقات الحديدة المستخدمة لدخول المساعدات، وإنها تقوم بتفخيخ العبارات والجسور في الضالع ودمت.
وقال إن مجموع التصاريح الصادرة بلغ 67725 منذ بدء العمليات العسكرية، مؤكدا أن جماعة الحوثي تعيق حركة السفن من وإلى موانئ اليمن.
وأضاف أن قوات التحالف استهدفت وهاجمت راداراً ساحلياً للحوثيين في جزيرة البوادي، مؤكدًا أن الحوثيين لا يزالون يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.
وأشار المالكي إلى ضبط آثار يمنية كانت في طريقها للتهريب إلى خارج البلاد على أيدي الحوثيين، داعيا المنظمات الدولية إلى القيام بدورها لمنع الإتجار بالآثار اليمنية ونهبها.
واستأنف التحالف امس شن ضربات جوية على مدينة وميناء الحديدة تزامنا مع ضغوط الحلفاء الغربيين على الرياض من أجل إنهاء الحرب.
وأفاد مراسل للوكالة الفرنسية في المدينة ان المتمردين ضاعفوا استعداداتهم للمواجهة داخل الأحياء السكنية، حيث قاموا باغلاق العديد من الشوارع بمستوعبات الشحن الضخمة، ولم يتركوا إلا مساحة صغيرة تسمح بعبور سيارة واحدة فقط. 
وفي شارعي الميناء وصنعاء الرئيسيين في جنوب وشرق مدينة الحديدة، انتشرت المتاريس وهي عبارة عن أكياس رمل برتقالية، وتلال ترابية، ومجسمّات ضخمة مصنوعة من الباطون، وذلك بهدف إبطاء حركة المرور ومراقبتها. 
وتهدّد المعارك إمدادات الغذاء في حال تعطّلت الحركة في الميناء أو في حال فرضت القوات المهاجمة حصارا على كافة مداخل ومخارج المدينة. 
وتزايدت المخاوف بعدما اندلعت حرب شوارع للمرّة الأولى الأحد في حيّ سكني في شرق الحديدة. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقابلة مع إذاعة «فرانس انتر» أمس من أنه «إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد»، مجددا دعوته إلى وقف لإطلاق النار. 
وتزامن التحذير مع زيارة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الى الرياض تهدف الى الحصول على دعم من السعودية لتحرك جديد في مجلس الأمن الدولي من أجل عقد محادثات سلام قبل نهاية العام. 
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ناقش وهانت «العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة».
والتقى هانت في الرياض أيضا نظيره السعودي عادل الجبير.
وسيحاول الوزير البريطاني خلال زيارته للمنطقة والتي شملت محطة ثانية في أبوظبي التقى خلالها ولي عهد الامارة الشيخ محمد بن زايد، الحصول على دعم من السعودية والامارات لتحرك جديد في مجلس الأمن الدولي من أجل محادثات حول السلام في اليمن. 
وقال هانت عشية زيارته إن «الخسائر البشرية للحرب في اليمن لا تُحصى، بين ملايين النازحين ومجاعة وانتشار أمراض وحمام دم مستمر منذ سنوات»، مؤكدا أن «الحل الوحيد الآن هو قرار سياسي بوضع السلاح جانبا واتباع السلام». 
وأكد أن «بريطانيا تتمتّع بموقع فريد، بصفتها دولة عضواً في مجلس الأمن الدولي ومؤثراً أساسياً في المنطقة. لذلك أتوجه اليوم إلى الخليج لأطلب من كل الأطراف الالتزام بهذه العملية». 
وكانت الولايات المتحدة طالبت على لسان وزير خارجيتها مارك بومبيو من جديد مساء أمس الاول بوقف القتال في اليمن. 
ودعا الوزير الاميركي في اتصال مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يتولى كذلك منصب وزير الدفاع إلى المساعدة في أن «يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع». 
وفي باريس، قال وزير الخارجية جان ايف لودريان ان على المجتمع الدولي أن يتّحد خلف عبارة «هذا يكفي»، مطالبا بوقف الحرب فورا. 
وفي موازاة ذلك، أجرى مستشار البيت الابيض للامن القومي جون بولتون في العاصمة الاماراتية امس محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول ملفات المنطقة و»مواجهة الإرهاب»، حسبما أفادت وكالة الانباء الاماراتية «وام». 
وقالت الوكالة ان المسؤولين ناقشا «علاقات التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف الجوانب، إضافة إلى عدد من القضايا التي تهم البلدين». 
وتبادلا «الآراء بشأن عدد من الموضوعات والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، كما «تطرقا إلى الجهود الدولية والتنسيق المشترك لمواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية». 
وكان بولتون كتب على تويتر عشية الزيارة أنه سيبحث في الامارات «مسائل اقليمية مهمة». 
الى ذلك قال مسؤولون في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس امس ان المتمردين نجحوا مساء الأحد في صد هجوم واسع عند الجبهة الجنوبية من المدينة المطلة على البحر الاحمر، وتمكّنوا من وقف تقدم القوات الحكومية شمالا نحو الميناء. 
الى ذلك، نقلت القناة عن عضو المكتب السياسي التابع للمتمردين محمد البخيتي قوله «لا بد أن تتوقف الحرب، وسنجد أنفسنا كيمنيين بحاجة للتعايش والاعتراف ببعضنا البعض».
(أ ف ب - رويترز - واس)