بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2018 12:12ص التحالف يقبَل بإجلاء جرحى حوثيِّين إلى عُمان

هدوء حَذِر في الُحديدَة.. ولندن لمفاوضات في السويد

حجم الخط
أسهمت جهود دبلوماسية حثيثة أمس الى تراجع المعارك في اليمن حيث قبل التحالف الذي تقوده الرياض دعماً للحكومة اليمنية، بحسب لندن، بالسماح للمتمردين بإجلاء جرحى قبل مفاوضات سلام محتملة قد تعقد في السويد هذا الشهر. 
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن «قوات التحالف ستسمح الآن للامم المتحدة بالاشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل الى خمسين مقاتلا مصابين، الى سلطنة عمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر». 
وجاء الاعلان غداة زيارة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الى السعودية والامارات، الدولتين الشريكتين في قيادة التحالف العسكري الداعم للقوات الموالية للحكومة في مواجهة المتمردين. 
واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية ان موافقة التحالف على نقل الجرحى وفق «الشروط المعتمدة»، شكلت «تقدما كبيرا» وتندرج في سياق «اجراءات الثقة» التي من شأنها «بدء مباحثات سياسية في السويد بحلول نهاية تشرين الثاني». 
وفي ستوكهولم قالت وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم أمس ان بلادها مستعدة «لاستضافة الاطراف (المتنازعين) حال جهوزهم». 
من جهته دعا مارك لوكوك مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية أمس الى وقف لاطلاق النار حول مدينة الحديدة اليمنية. 
وقال في بيان «أطلب من الاطراف التزام وقف لاطلاق النار، وخصوصا داخل وحول جميع البنى التحتية والمنشآت الضرورية (لادخال) المساعدات والواردات التجارية». 
وبعد نحو أسبوعين من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب مدينة الحديدة المطلّة على البحر الاحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، بدت أحياء المدينة هادئة أمس. 
لكن الحوثيين اتهموا التحالف بشن ضربات جوية على مدنيين شرق الحديدة، لكن التحالف رفض التعليق على هذا الامر. 
والاثنين قصف مبنى صغير عند أحد مداخل الميناء في شمال المدينة، حسبما أفادت مصادر متطابقة. 
وكان ذلك اول قصف استهدف هذا الميناء الاستراتيجي خصوصا لايصال المساعدة الانسانية وذلك منذ اشتداد الحملة على المدينة في الاول من تشرين الثاني. 
وتمر عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة. 
واتهم الحوثيون التحالف بشن غارتين جويتين استهدفتا مدخل الميناء. 
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي ردا على سؤال لفرانس برس إن التحالف سيدقّق في الحادثة. 
وأكّد نائب مدير الميناء يحيى شرف الدين في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن بوابة الميناء الرئيسية «تعرضّت لغارات جوية (...) لكن الامور تسير بشكل طبيعي في الميناء». 
وتحدّث شرف الدين عن إصابة ثلاثة من حراس الميناء الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، في الهجوم. 
لكن أربعة موظفين آخرين تحدّثت إليهم فرانس برس واشترطوا عدم كشف هوياتهم خوفا من الملاحقة، قالوا ان قياديا في صفوف المتمردين وثلاثة من حراسه قتلوا في القصف الذي أصاب المبنى المؤلف من غرفة واحدة. 
كما ذكروا أن قياديا آخر في صفوف الحوثيين وثلاثة من حراسه أصيبوا أيضا في الهجوم. 
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بمقتل وجرح عدد من المتمردين الحوثيين، من بينهم قيادات، في قصف للتحالف استهدف غرفة عمليات رئيسية للميليشيات في مدينة الحديدة غربي اليمن، أمس.
وكشفت مصادر عسكرية عن مقتل القيادي الميداني الحوثي عبد الخالق التوبة، المكنى «أبو عبد الملك»، أثناء قيادته مجموعات كانت تحاول التسلل إلى مواقع استعادتها المقاومة اليمنية المشتركة مؤخرا.
وقتل مدني وأصيب اثنان آخران من جراء سقوط قذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي على منطقة سكنية بمدينة الحديدة.
وكان الأمين العام للامم المتّحدة أنطونيو غوتيريش حّذر في مقابلة مع إذاعة «فرانس انتر» الاثنين من أنه «إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد». 
وقالت امرأة مقيمة في جنوب المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس مفضّلة عدم استخدام اسمها «توقفت الاشتباكات العنيفة في بداية مساء أمس. وخلال الليل، سمعنا أصوات إطلاق نار محدودة، لكن الأوضاع تبدو مستقرّة اليوم». 
وتابعت «لا توجد أصوات انفجارات كما كنا نسمع يوميا منذ اسبوعين». 
وفي مؤشر إضافي الى تراجع حدة المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، لم يعلن المتمردون أمس أي أعمال عسكرية في مدينة الحديدة عبر وسائل الاعلام المتحدثة باسمهم. 
لكن متحدّثا باسم المتمردين قال في مؤتمر صحافي في صنعاء أنه إذا حاولت القوات الموالية للحكومة التقدم نحو وسط الحديدة «فنحن جاهزون وحاضرون ولدينا خطط معدّة». 
وأضاف «نحن جاهزون لحرب مدن». 
وعلى وقع اشتداد المعارك في الأيام الاخيرة، وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة، تكثفت الجهود الدبلوماسية الغربية في أبوظبي والرياض، وكذلك الدعوات لوقف إطلاق النار في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. 
وأجرى الوزير البريطاني جيريمي هانت محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الاثنين، ثم اجتمع بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في العاصمة الاماراتية، قبل أن يعود إلى المملكة للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع. 
والتقى هانت في الرياض أيضا نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، حسبما ذكر المسؤول اليمني على حسابه على تويتر. 
كما قام مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون بزيارة الى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة، بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لاطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي. 
واجتمع وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في الرياض مع الوسيط الدولي مارتن غريفتثس.
(أ ف ب)