بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2018 12:00ص السفير السعودي في عدن: إعادة إعمار اليمن أولوية للمملكة

أكد أن الحوثيِّين يُحبِطون جهود الأمم المتحدة للسلام

حجم الخط
تنطلق الطائرة الحكومية السعودية التي تقل السفير السعودي محمد آل جابر متجهة الى عدن، في إطار مهمة تندرج، بحسب ما يقول السفير لصحافيين يرافقونه، في مهمة إعادة اعمار البلد الذي تمزّقه الحرب. 
وقال السفير السعودي الذي عيّن في منصبه في 2014 قبيل سيطرة المتمردين على العاصمة صنعاء، إن اعمار اليمن «لا يمكن أن ينتظر قبول الحوثيين بإجراء محادثات سلام». 
وأعلن مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمس أنّه سيعمل على إجراء مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر، بعدما فشلت محاولة اولى في أيلول الماضي لعقد مشاورات غير مباشرة في جنيف بسبب غياب الحوثيين. 
وتحدث آل جابر الى الصحافيين على متن الطائرة في طريقه إلى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا، للإشراف على وصول ناقلة نفط سعودية تحمل أول شحنة وقود كجزء من منحة شهرية خصّصتها الرياض لمساعدة محطات إنتاج الكهرباء في اليمن. وبينما كان مساعدوه يقدّمون الحلوى والتمور والقهوة العربية، عدّد السفير مشاريع مموّلة من المملكة قال إنّها بمثابة «حقن» للمساعدة في مسألة توفير الكهرباء، وفي قطاعي التربية والصحة. 
وأوضح السفير المقيم في الرياض «هدفنا في اليمن ليس السيطرة عليه»، رافضا المقارنة بين الحملة العسكرية السعودية والعمليات الأميركية في العراق. وتابع «إنّها حرب الضرورة، وليست خيارا». 
من جهة أخرى، رأى آل جابر أن استغلال قضية الصحافي جمال خاشقجي لانتقاد جهود المملكة في اليمن، أمر غير منصف. 
وقال إن صور الأطفال الذين يعانون من المجاعة والتي انتشرت في وسائل الاعلام العالمية «تفطر قلبي»، لكنه أكّد أن السعودية ليست وحدها مسؤولة عن ذلك. 
وذكر ان المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران متعنّتون، متهّما إياهم بإحباط جهود الامم المتحدة لإعادة إطلاق محادثات السلام. 
وفي عدن، يرافق حراس مدجّجون بالأسلحة السفير في سيارته المصفّحة، وخلفهم مسلّحون في سيارات رباعية الدفع تسير في شوارع تنتشر فيها دبابات وآليات عسكرية ونقاط تفتيش. 
وشكا مصرفيّون يمنيّون ورجال أعمال وممثّلون عن المجتمع المدني في اجتماع في مكتب رئيس الوزراء معين عبد الملك، وفي حضور السفير السعودي، من الفساد والبطالة في ظل إغلاق متاجر واختلال منظومة العمل الحكومي. 
ودوّن آل جابر ملاحظات، واعدا بالعمل على إحراز تقدم في هذه المجالات. وقال «نحن هنا لدعم اليمنيين (...) حتى تكون هناك دولة تعمل». 
وتوجّه في وقت لاحق الى القصر الرئاسي، واجتمع مع مسؤولين حكوميين، وهم يتناولون القات، في غياب الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض بعيدا عن المجمّع الذي يضم مجموعة مباني مطلّة على بحر العرب. 
وقال حاكم المصرف المركزي محمد زمام الذي شارك في الاجتماع مع السفير إن «اليمن يدار بحكومتين، ولكن بعملة واحدة، واقتصاد واحد»، ولذا «هناك حاجة لجهود سلام توحّد السلطتين». 
وعرض لمراسل فرانس برس على هاتفه مستندا مصرفيا لوديعة سعودية بـ200 مليون دولار تهدف الى دعم الريال، قائلا إن بعض رجال الأعمال ظلّوا يشكّكون في قدرات الحكومة، حتى أظهر لهم هذا المستند. 
وكانت الكهرباء مقطوعة حتى عن المجمّع الرئاسي لساعات يوميا قبل وصول شحنة الوقود السعودية، بحسب زمام. 
وقال المسؤول الحكومي إن السلطة المعترف بها دوليا تحاول إنقاذ اليمن «من الانهيار». 
لكن آل جابر شدّد على أن الدعم السعودي لا يعني شيكا على بياض، موضحا «أموالنا ليست للفاسدين، بل للشعب اليمني».
(أ ف ب)