بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2018 12:17ص الصليب الأحمر: حجم الدمار في الغوطة الشرقية «هائل»

7 قتلى بقصف على إدلب وتأجيل دخول قافلة مساعدات لمخيّم الركبان

حجم الخط
قتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال امس جراء قصف مدفعي لقوات النظام على قرية في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، في حصيلة هي «الأعلى» بعد الاتفاق الروسي التركي.
 وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن «قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرية الرفة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين ضمنهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء».
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على هذه القرية الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي نصّ اتفاق أعلنته روسيا وتركيا في 17 أيلول على اقامتها، في خطوة جنّبت محافظة ادلب هجوماً عسكرياً لوحت به دمشق على مدى أسابيع.
وقال عبد الرحمن إن حصيلة القتلى «هي الأعلى» في ادلب منذ التوصل الى الاتفاق الروسي التركي.
وشهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب امس تبادلاً لاطلاق النار بين الفصائل وقوات النظام لليوم الثاني على التوالي، بحسب المرصد.
وقتلت طفلة الخميس في قصف لقوات النظام على بلدة كفرحمرة في ريف حلب الغربي المحاذي لادلب، فيما قتل ثلاثة مدنيين في مدينة حلب قبل أسبوع جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة.
ومنذ اعلان الاتفاق، شهدت ادلب ومحيطها هدوءاً على الجبهات الى حد كبير، باستثناء قصف متقطع من الطرفين.
 وينص الاتفاق الروسي التركي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها. وأُنجز سحب السلاح الثقيل منها في مرحلة أولى بينما كان يتوجّب على الفصائل الجهادية إخلاؤها منتصف الشهر الحالي.
ورغم عدم انسحاب الجهاديين بعد، أكدت كل من موسكو وأنقرة أن الاتفاق قيد التنفيذ.
ورغم الاتفاق، تكرر دمشق رغبتها باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية بما فيها ادلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قوله خلال جلسة لمجلس الأمن إن بلاده «لن تسمح بتحول إدلب إلى كهوف جديدة للإرهابيين».
ورأى أنه «من الطبيعي أن تكافح الدولة السورية الإرهاب في ادلب لتخليص أبنائها من الإرهاب وبسط سيادتها عليها».
علي صعيد اخر، قالت مسؤولة بالأمم المتحدة امس إنه تقرر تأجيل إرسال قافلة مساعدات تقودها المنظمة الدولية إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية كان من المتوقع أن تصل اليوم.
 وذكرت فدوى عبد ربه بارود المسؤولة في الأمم المتحدة في دمشق أن «قافلة المساعدات الإنسانية المشتركة المزمعة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري لمخيم الركبان تأجلت لأسباب أمنية ولوجيستية».
وفر عشرات الآلاف من الأشخاص في السنوات الثلاث الماضية إلى المخيم من مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية استهدفتها روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بضربات جوية.
وتسبب حصار فرضه الجيش السوري هذا الشهر وقيام الأردن بمنع وصول المساعدات في استنزاف إمدادات الغذاء في المخيم الموجود بمنطقة الركبان في جنوب شرق سوريا. 
وقال سكان ومصادر في الأمم المتحدة لرويترز إن تلك الأوضاع تسببت في وفاة 12 شخصا على الأقل خلال الأسبوع المنصرم. ويقيم في المخيم أكثر من 50 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال.
ويقع مخيم الركبان داخل «منطقة عدم اشتباك» أقامتها القوات الأميركية. 
 من جهة اخرى، وصف مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر حجم الدمار الذي عاينه في الغوطة الشرقية قرب دمشق بأنه «هائل»، مؤكداً أن الاحتياجات الانسانية ما زالت كبيرة، اثر زيارته المنطقة التي شكلت معقلاً بارزاً للفصائل المعارضة.
وقال مدير قسم العمليات في اللجنة الدولية دومينيك ستيلهارت للصحافيين في بيروت، إثر عودته من سوريا «لقد هالني حقاً حجم الدمار الذي وجدناه في الغوطة الشرقية. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً مماثلاً لذلك».
وتعرضت الغوطة الشرقية لحصار استمر سنوات، قبل أن يشن الجيش السوري بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في شباط  انتهت في نيسان  بسيطرته على كامل المنطقة التي كانت تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وتسبب القصف والغارات خلال الهجوم بمقتل أكثر من 1700 مدني.
وبموجب اتفاقات بين الحكومة والفصائل أبرمتها روسيا، تم إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين على دفعات الى شمال سوريا.
ورغم مرور ستة أشهر على انتهاء المعارك، لا يزال الدمار يطغى على المشهد في الغوطة الشرقية، في ظل غياب شبه تام للبنى التحتية. وبدأ النازحون الى مناطق مجاورة بالعودة تدريجياً الى منازلهم وإن بشكل غير جماعي.
وأوضح ستيلهارت «في بعض المناطق من الغوطة الشرقية، كما في حرستا حيث كنا، فإن نحو تسعين في المئة من البنى التحتية مدمرة بشكل كامل».
وتوزع اللجنة الدولية للصليب الأحمر المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية الأخرى على السكان والنازحين المحتاجين في سوريا. كما تتولى إصلاح شبكات الإمداد بالمياه، ودعم الخدمات الطبية في مناطق عدة بينها الغوطة الشرقية.
وفي بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية، نقل ستيلهارت مشاهدته لطفل يتلقى اسعافاً طارئاً من قبل أربعة أشخاص داخل مرفق طبي. وقال إن «الضوء الوحيد الذي كان متاحاً كان من هاتف خلوي».
 (ا.ف.ب - رويترز)