بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2023 12:43ص العالم يكسر الحصار على سوريا.. ودمشق تُطالب بإنهاء العقوبات

الزلزال يدفع تركيا 3 أمتار باتجاه الغرب.. وفالق «البحر الميّت» تحت الرصد

الطفلة السورية آلاء تحمي رأس أخيها الصغير وهي تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الطفلة السورية آلاء تحمي رأس أخيها الصغير وهي تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا
حجم الخط
أكثر من 7 آلاف قتيل و35 ألف جريح، بلغ عدد ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا أمس  فيما ما زالت أعمال الإنقاذ جارية بحثا عن ناجين محاصرين تحت الأنقاض على الرغم من الظروف لمناخية القاسية والأضرار الكبيرة التي سببها الزلزال. 
 وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لمدة 3 أشهر موكدا إن بلاده تواجه أكبر كارثة ليس في تاريخ الجمهورية التركية فحسب وإنما في المنطقة والعالم، وذلك في وقت حذر فيه الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية من أن مئات العائلات ما زالت تحت الأنقاض.
وبدأ أمس وصول المساعدات الدولية إلى المناطق المتضررة في تركيا.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وصول فرق إنقاذ من 36 دولة إلى تركيا للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ بعد الزلزال، مؤكدا أن أكثر من 70 دولة عرضت المساعدة.
كما أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنه سينشر أكثر من 1400 فرد طوارئ من 20 دولة بالحلف وشركائه في تركيا للمساعدة في إغاثة المتضررين من الزلزال.
ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي"بكل المساعدة اللازمة مهما كانت". وتستعد وحدتان أميركيتان تضم كل واحدة منهما 79 مسعفا الاثنين للتوجه إلى تركيا على ما أفاد البيت الأبيض.
بدورها، أعلنت الصين إرسال مساعدات بقيمة 5,9 ملايين دولار تشمل عمال إغاثة متخصصين في المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية في بكين.
من جانبه قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون مهمة وحاسمة في عملية إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وأكد إرسال 18 ألف عنصر من قوات الدرك و10 آلاف من الشرطة إلى المناطق المتضررة جراء الزلازل للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
وأشار الوزير إلى أن السلطات دفنت 600 جثمان في ولاية كهرمان مرعش بعد التعرف عليهم.
في المقابل قال رائد الصالح مدير الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية إن الأمم المتحدة لم تتواصل معهم لتقييم الوضع ومعرفة احتياجاتهم رغم الوضع الكارثي في مناطق الشمال السوري بعد الزلزال.
وأضاف في سلسلة تغريدات على تويتر أن آلاف الناس ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، وأن هناك فرقا بحاجة إلى وقود الديزل بصورة عاجلة لتشغيل معدات الإنقاذ.
وفي وقت سابق أمس ناشد الدفاع المدني جميع المنظمات الإنسانية والجهات الدولية تقديم الدعم المادي ومساعدة المنظمات التي تستجيب لهذه الكارثة ومساعدة ضحايا الزلزال بشكل عاجل.
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أعرب عن استعداد حكومة بلاده "لتقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية".
من جهتها وجّهت السعودية، أمس بتقديم الدعم والمساعدة لتركيا وسوريا في أزمة الزلزال، من خلال بعث فرق إنقاذ وتسيير جوي إغاثي يشمل مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة، مؤكدة وقوفها وتضامنها مع البلدين الشقيقين في هذا الظرف الإنساني.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، عن أصدق التعازي والمواساة لتركيا وسوريا، وشعبيهما الشقيقين، وبخاصة أسر الضحايا، وتمنياتهما للمصابين بالشفاء العاجل.
وفي التطورات قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إنها سجلت مساء الثلاثاء (أمس) هزة أرضية جديدة بقوة 5 درجات في كهرمان مرعش جنوب تركيا.
من جهته كشف رئيس المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين كارلو دوغليوني، عن إن "الزلازل التي ضربت تركيا تسببت في تحرك البلاد 3 أمتار نحو الغرب"، موضحا أنّ "الزلازل حدثت عند نقطة التقاء صفائح شرق الأناضول مع الصفيحة العربية والإفريقية".
وأشار الى أن "التقديرات الحالية تشير إلى إزاحة الصفيحة 3 أمتار لكن المعلومات النهائية سيتم الحصول عليها بعد الاطلاع على بيانات القمر الصناعي". 
وذكر أن "الزلازل وقعت في أحد خطي الصدع الزلزالي اللذين يمران في تركيا".
وبحسب خبراء، فإن الزلزال الذي وقع في تركيا بولاية قهرمان مرعش، كان أقوى بألف مرة من زلزال 2016 الذي حدث في إيطاليا.
ويأتي ذلك فيما أطلقت تحذيرات جيولوجية عالية الخطورة، بسبب الفالق الزلزالي للبحر الميت، الذي يوصف بأنه فالق زلزالي نشط، يمتد من البحر الأحمر حتى تركيا.
إلى ذلك قدرت منظمة الصحة العالمية أمس إن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليونا.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة من أن الزلزال قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الأولي المعلن
وفي تركيا وحدها، بلغ عدد قتلى الزلزال 5434 شخصا والجرحى 31 ألفا و777، وفقا أحدث إحصاء أعلنها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة.
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إن 312 هزة ارتدادية أعقبت الزلزال الذي وقع فجر الاثنين، وبلغت قوته 7.7 درجات ومركزه ولاية كهرمان مرعش (جنوبي تركيا).
من جهة أخرى، ارتفع عدد ضحايا الزلزال في عموم سوريا إلى 1832 قتيلا و3750 مصابا في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس في حصيلة غير نهائية.
ويعرقل سوء الأحوال الجوية مهمّة فرق الانقاذ ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نصبت وحول مواقد النيران التي اقيمت في المناطق المنكوبة. ويصعب الوصول إلى منطقة كهرمان مرعش المنكوبة في جنوب شرق تركيا بسبب الثلوج.
إلى ذلك ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بفيديو للطفلة آلاء، التي ظهرت وهي تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب سوريا، وهي تحمي رأس شقيقتها الصغيرة، أثناء عمليّة إنقاذهما.
وقالت آلاء للشخص الذي كان يعمل على إنتشالها وشقيقتها: "طلعني من هون وبعملك اللي بدك ياه كأني خدامة عندك”.
المفاجأة، أن الطفلة كانت تطوق رأس أخيها الصغير، محاولة حمايته من الأذى، وتساقط الأنقاض، في مشهد إنساني حرك مشاعر الملايين في أنحاء الوطن العربي، والعالم.
وحاول أحد المنقذين الحديث مع الطفلة، لطمأنتها وتشجيعها على الصمود، فيما هي تتوسل إليه لإنقاذها.
وتمكن رجال الإنقاذ من إخراج الطفلة بأيديهم، وهم يطمئنونها بأن والدها قريب بجانبها.
وتداول مستخدمو التواصل الاجتماعي فيديو لرجل سوري، وهو يركض بسرعة وبين ذراعيه طفل رضيع، والذى يبدو عليه أنه حديث الولادة، وكان يركض بسرعة لينقذه من برودة الجو ويبحث عن غطاء له، ولا تمر إلا ساعات قليلة ويتداول مستخدمو التواصل الاجتماعى صورة الرضيع، موضحين أن والدته قد توفيت بعد ولادته وتركته وحيدًا لـ مواجهة العالم، وذلك فى بلدة جندرس شمال غرب حلب فى سوريا.
(الوكالات)