بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2019 08:21ص العراق: تظاهرات اليوم لتشكيل الحكومة وميليشيات الحشد تهدد بالقتل

ناشطون عراقيون يعيدون تمثيل مشاهد المذابح التي يتعرضون لها  في ساحات الاحتجاج في بغداد (أ ف ب) ناشطون عراقيون يعيدون تمثيل مشاهد المذابح التي يتعرضون لها في ساحات الاحتجاج في بغداد (أ ف ب)
حجم الخط
لم يؤثر اغتيال ناشط مدني  في جنوب العراق على سير الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العراقية واتساع النفوذ الإيراني، رغم القمع الذي أدى الى مقتل أكثر من 450 شخصاً منذ الأول من تشرين الأول. 

وفي سياق التوتر القائم، أصيب ستة جنود عراقيين بجروح، إثر سقوط صواريخ فجر امس على قاعدة ينتشر فيها جنود أميركيون قرب مطار بغداد.

واغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي (53 عاما) برصاص مجهولين في وقت متأخر الأحد، في مدينة كربلاء، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة، حسبما ذكر شهود عيان . 

ونظم له صباح امس، تشييع مهيب شارك فيه آلاف الاشخاص، في مدينة كربلاء.

وتواصلت امس الاحتجاجات في العاصمة وغالبية مدن جنوب البلاد، للمطالبة بـ»إسقاط النظام» ورفض الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والفشل في إدارة البلاد.

واطلقت دعوات للتظاهر اليوم الذي عطل فيه الدوام الرسمي بمناسبة الانتصار على تنظيم داعش، فيما حذرت قيادات الحشد الشعبي من «فوضى عارمة». 

ويواصل آلاف المحتجين التواجد في ساحة التحرير الرمزية، التي تمثل قلب الاحتجاجات وسط بغداد، وحيث تنتشر خيم لإيواء متظاهرين شباب.

من جهته هدد قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب «أهل الحق» العراقية التظاهرات اليوم.

ووصف الخزعلي، تظاهرات الغد بـ «الحدث الخبيث».

وزعم الخزعلي أن لدى ميليشياته معلومات عن «مخطط لعمليات تخريب وقتل غدا في بغداد».

وتعرض مرآب يسيطر عليها محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير، مساء الجمعة إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهراً على الاقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. 

كما ادى الهجوم الذي ولد سخطا واسعاً في البلاد، إلى إصابة نحو مئة شخص بجروح، وفقا للمصادر.

ودعت البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول الغربية، الحكومة العراقية الى عدم السماح للجماعات المسلحة بـ»العمل خارج سيطرتها».

 وعلى اثر ذلك استدعت وزارة الخارجية العراقية سفراء فرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا احتجاجا على «التدخل المرفوض» في الشؤون الداخلية إثر إصدارها البيان الذي أدان أحداث ليلة الجمعة الدامية في السنك القريبة من ساحة التحرير وسط بغداد.

بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية ان «الهجوم الجيد التنسيق» من قبل العديد من «الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات» يطرح «تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وارتكاب مثل هذه المذبحة». 

وبدون ذكر أسم فصيل محدد، قال سفراء كل من فرنسا و بريطانيا و ألمانيا، إنهم «يشجعون الحكومة على ضمان (...) إبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاجات».

وبعد هجوم الجمعة، أصدر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أمراً لعناصره بعدم الاقتراب من المحتجين، الأمر الذي اعتبره المتظاهرون اعترافاً بالمسؤولية .

ووقعت، قبل وبعد هذا الهجوم، عمليات أختطاف ضحيتها عشرات الاشخاص مازال البعض منهم مفقوداً حتى الساعة، وفقا لمصادر مقربة. 

كما عثر منذ انطلاق الاحتجاجات، على جثث عديد من الناشطين في مختلف محافظات البلاد، كانت زهراء علي (19 عاما) آخرهم. 

وقال والدها إنه عثر على جثتها آثار تعذيب. وخطف الجمعة المصور الشاب المعروف في ساحة التحرير زيد الخفاجي على يد مجهولين قرب منزله. 

في غضون ذلك، كانت القواعد العسكرية العراقية التي تؤوي جنوداً أميركيين و السفارة الأميركية ، هدفًا لتسعة هجمات صاروخية خلال الأسابيع الستة الماضية.

واستهدف امس هجوم صاروخي قاعدة يتواجد فيها جنود ودبلوماسيون أميركيون في محيط مطار بغداد الدولي، أدى إلى اصابة ستة جنود بجروح، بحسب ما أعلن بيان رسمي.

 وذكرت مصادر أمنية أن جميع الجرحى، وبينهم اثنان بحالة حرجة، هم من قوات مكافحة الإرهاب التي تعتبر قوات النخبة في العراق وتتلقى تدريبها وتسليحها من الولايات المتحدة. 

 ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن واشنطن غالباً ما توجه الاتهام إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران. 

وقالت مصادر أمنية ، إنها تعتقد أن كتائب حزب الله، إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران والمدرجة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، تقف وراء تلك الهجمات. 

وفيما تصاعد مؤشر العنف في البلاد، مع هجوم استهدف السبت منزل الزعيم  البارز مقتدى الصدر الذي يقف إلى جانب الاحتجاجات، تسير المفاوضات السياسية في طريق مسدود.

ورُشحت أسماء كثيرة لتولي رئاسة الوزراء بدلا من عادل عبد المهدي، لكن جميعها لشخصيات من الطبقة السياسية التي شغلت مناصب منذ سقوط صدام حسين قبل 16 عاماً. 

وبعد رفض المحتجين، أعلن المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني أن المرجعية «ليست طرفاً» في أي مشاورات حيال رئيس الوزراء الجديد. 

وهو ما فعله أيضاً الصدر الذي يقود الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان. 

ويعمل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال مع مسؤول ملف العراق في حزب الله لتسريع المفاوضات. 

(أ ف برويترز)