بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2020 12:02ص العراق: توتر أميركي إيراني بعد نشر الباتريوت

حجم الخط
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيران، أمس من دفع ثمن باهظ حال هاجمت القوات الأميركية في العراق.

وغرد ترامب على تويتر: «تؤكد معلومات وحقائق أن إيران أو وكلاءها يخططون لهجوم مباغت على قوات أميركية و/أو منشآت في العراق. إذا حدث ذلك، فإن إيران ستدفع ثمناً باهظاً جداً!».

وتأتي تغريدة ترامب بعد وصول قائد فيلق القدس الإيراني الجديد، إسماعيل قآني، إلى بغداد هذا الأسبوع، وفقاً لما قاله مسؤولون عراقيون لوكالة «أسوشييتدبرس»، أمس في ظل فشل الكتل العراقية بالتوافق على تشكيل حكومة جديدة.

من جهتها، حذّرت إيران أمس الولايات المتحدة من خطر جرّ الشرق الأوسط إلى «وضع كارثي» في خضمّ أزمة فيروس كورونا المستجدّ، بعد نشر واشنطن منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي في العراق المجاور. 

وكانت واشنطن وبغداد تتفاوضان لنشر منظومة الدفاع الجوي منذ كانون الثاني، حين استهدفت طهران بصواريخ باليستية قاعدة عين الأسد في غرب العراق حيث يتمركز مئات الجنود الأميركيين، وذلك رداً على اغتيال الجنرال قاسم سليماني. 

وأفادت مصادر عسكرية أميركية وعراقية وكالة فرانس برس الاثنين أن منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي نُشرت في العراق من دون تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة حصلت في النهاية على موافقة الحكومة العراقية أم لا. 

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أمس إن هذه «الأنشطة (العسكرية) تتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة العراقية وبرلمانه وشعبه». 

واعتبرت الوزارة أن الأنشطة العسكرية الأميركية «قد تجرّ المنطقة إلى حالة عدم استقرار» وإلى «وضع كارثي»، داعيةً إلى تجنّب «التسبب بتوترات (...) أثناء أزمة كورونا المستجدّ». 

وإيران التي تعدّ رسمياً أكثر من ثلاثة آلاف وفاة جراء الفيروس، هي إحدى الدول الأكثر تضرراً من الوباء العالمي. 

وقالت الخارجية الإيرانية إنه ينبغي على واشنطن «أن تحترم رغبة الشعب العراقي وحكومته ومغادرة البلاد». 

وأكد مسؤول عسكري أميركي ومصدر عسكري عراقي لم يكشفا عن اسميهما لفرانس برس أنه يتم تركيب إحدى بطاريات باتريوت في قاعدة عين الأسد. 

وقال المسؤول الأميركي إن بطارية أخرى وصلت إلى قاعدة في أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق. 

وأضاف المسؤول أن بطاريتين أخريين لا تزالان في الكويت في انتظار نقلهما إلى العراق. 

وكان العراق عارض نشر المنظومة الدفاعية الأميركية خشية أن تنظر إليه جارته طهران، العدو الإقليمي اللدود للولايات المتحدة، على أنه تهديد وتصعيد. 

وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي الاثنين من «خطورة القيام بأي عمل عسكري بدون موافقة الحكومة العراقية»، من دون الإشارة إلى الباتريوت. 

من جهة أخرى وصل قأني إلى بغداد مساء الاثنين، في أول زيارة رسمية علنية له إلى العراق منذ أن خلف قاسم سليماني. 

وجاء وصوله إلى مطار بغداد وسط حظر تجول مستمر منذ أيام في العراق لإبطاء انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في تعليق الرحلات من وإلى البلاد.

وغادر قأني مطار بغداد تحت حراسة مشددة في موكب من ثلاث سيارات. وقال مسؤولون إن قأني التقى عددا من الزعماء من بينهم هادي العامري، ورئيس حركة الحكمة عمار الحكيم، وكذلك الرئيس برهم صالح.

وعقب اغتيال سليماني، قصفت إيران قوات أميركية في العراق، وأوقعت فيهم بعض الإصابات غير المباشرة مثل الارتجاج في المخ، ولكن دون وقوع ضحايا.

وشدد كبار قادة النظام الإيراني على أن عمليات الانتقام لمقتل سليمان ستتواصل.

وبعد وصوله، غادر قأني المطار تحت حراسة مشددة في موكب من ثلاث سيارات. 

وقال مسؤولون إن قأني التقى عدد من الزعماء من بينهم هادي العامري، ورئيس حركة الحكمة عمار الحكيم، وكذلك الرئيس برهم صالح.

وكان سليماني، الذي عرف بقدرته على جعل أعتى المتناحرين في العراق يلتقون، قد قام بالسابق بعدة زيارات للعاصمة العراقية لتوحيد الفصائل السياسية خلال أوقات الشلل السياسي.

لكن العديد من المسؤولين يشكون في قدرة قأني على التوصل لتوافق في المشهد السياسي العراقي المنقسم بشكل حاد، خاصة بسبب ضعف لغته العربية وافتقاره للعلاقات الشخصية مع الرموز المهمة.

وقال مسؤول سياسي شيعي بارز طلب عدم نشر اسمه لوكالة «أسوشييتد برس»: «هذا هو أول اختبار له لمعرفة ما إذا كان سينجح في توحيد الموقف الشيعي مثلما فعل سليماني».

وتتزامن رحلة قأني مع أزمة متفاقمة في العراق حيث يواجه رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي مقاومة من بعض النخب السياسية القوية، وسط تشتت كبير عبر الطيف السياسي.

في الوقت ذاته، أدى انخفاض أسعار النفط والخسائر المالية الناتجة عن وباء كورونا إلى إلحاق أضرار بالغة باقتصاد البلاد.

ويرى محللون أنه بدون النفوذ الذي كان يتمتع بها سليماني، سيتعين على إيران تبديل تكتيكاتها لكسب الأحزاب الشيعية العراقية إلى صفها.

(أ ف ب - رويترز - العربية نت)