قتل 19 مدنياً بينهم ثمانية أطفال على الأقل امس في قصف جوي وصاروخي شنته قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأورد المرصد «أسفرت غارات جوية شنتها قوات النظام في ريف إدلب الشمالي عن مقتل عشرة مدنيين بينهم ستة أطفال في مدينة معرة مصرين وثلاثة مدنيين بينهم طفل في بلدة بنش».
وأودى قصف صاروخي وجوي، وفق المرصد، بستة مدنيين في مدينة إدلب، مركز المحافظة، «بينهم ثلاثة مدرسين وطالبة بعدما طال القصف مدارس عدة».
وفي مدينة بنش، شاهد مصور لوكالة فرانس برس متطوعين في منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة) ينتشلون جثة إمرأة عالقة تحت جدار اسمنتي.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العنف لا يفرق «بين منشآت صحية او سكنية او مدارس وجوامع وأسواق».
ودعت إلى «تفادي أكبر قصة رعب إنسانية في القرن الحادي والعشرين» عبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وخلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة جنوب إدلب وغرب حلب، وتمكنت من تحقيق هدف طال انتظاره بسيطرتها على كامل الطريق الدولي «إم 5» الذي يصل مدينة حلب بدمشق.
وواصلت قوات النظام تقدمها، وفق المرصد الذي أشار إلى أنها سيطرت خلال الأيام الثلاثة الماضية على 15 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال مسؤولون أتراك ومتحدث باسم المعارضة السورية إن المعارضة التي يدعمها الجيش التركي سيطرت على بلدة النيرب في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا وهي أول منطقة تستعيدها من القوات الحكومية السورية التي تتقدم في المحافظة.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا لرويترز «بمساعدة أصدقائنا الأتراك.. أبطال الجيش الوطني السوري يستعيدون السيطرة على بلدة النيرب الاستراتيجية بوابة مدينة سراقب شرقي إدلب بعد دحر (طرد) المليشيات الروسية الإرهابية منها».
وقال مسؤول أمني تركي إن الجيش التركي دعم هجوم المعارضة بالقصف وإن فرقا لإزالة القنابل تساعدها المعارضة تقوم الآن بتطهير البلدة.
وأضاف أن الهدف التالي هو السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي يلتقي عندها الطريق السريع الرئيسي بسوريا الواصل بين الشمال والجنوب.
وقال المسؤول التركي«هذا (السيطرة على سراقب) سيحدث قريبا. تكبد النظام خسائر جسيمة في الاشتباكات الليلة الماضية. أيضا تم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة».
وقال إنه لم يحدث اشتباك بين القوات التركية والقوات الروسية خلال التقدم الذي حدث الاثنين إلى النيرب كما لم يسقط أي قتلى في صفوف القوات التركية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طيران النظام شن غارات جوية على مطار تفتناز العسكري الذي تتخذه القوات التركية قاعدة لها شمال شرقي إدلب.
فيما وثّق المرصد مزيداً من الضحايا المدنيين جراء القصف الصاروخي والقصف بصواريخ محملة بالقنابل العنقودية الذي طال عدة مدارس في مدينة إدلب، حيثُ ارتفعت الحصيلة لأربعة، بينهم مُدرسان وطالبة ومُدرسة.
وعلى محور بلدة النيرب الواقعة على طريق m4، تتواصل المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وفصائل المعارضة والمجموعات المتشددة من جهة أُخرى ، حيث تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليها.
وكانت الفصائل تمكنت من تثبيت نقاطها في بلدة النيرب ومعارة عليا بالقرب من طريق «m4».
وتزامن ذلك مع غارات جوية من طائرات الروس والنظام استهدفت النيرب ومحيطها ومناطق في جبل الزاوية من دون أن تتمكن من استعادتها وسط معارك عنيفة تشهدها المنطقة بين الطرفين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يوجد حتى الآن اتفاق كامل على عقد قمة مقترحة في الخامس من آذار مع روسيا وفرنسا وألمانيا تتناول الصراع في إدلب بسوريا لكنه أضاف أنه قد يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك اليوم.
وذكر أردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة قبل مغادرته لبدء زيارة لأذربيجان أن من المقرر وصول وفد روسي إلى تركيا اليوم لبحث الوضع في إدلب.
وأضاف «لا يوجد اتفاق كامل بعد بين (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون و(المستشارة الألمانية أنجيلا) ميركل وبوتين».
(ا.ف.ب رويترز)