قصفت طائرات روسية عدة بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع تركيا قبل يومين.
وقال شهود ومصادر من المعارضة السورية إن بلدتي خان السبل ومعصران وعدة بلدات أخرى في محافظة إدلب استُهدفت بعد توقف دام يومين للضربات الجوية على آخر معقل لمقاتلي المعارضة، والذي تعرض للقصف لأكثر من شهر في هجوم جديد.
وقال الناشط محمد رشيد ”الضربات الجوية الروسية بددت الهدوء النسبي الذي أعطى الناس متنفسا بسيطا على مدى يومين من الغارات اليومية".
وفي وقت لاحق قصفت قوات الحكومة السورية والقوات الجوية الروسية حسبما أفاد شهود عيان اثنتين من الأسواق الرئيسية إحداهما في إدلب حيث سقط ١٨ قتيلا.
وأظهرت لقطات بثها ناشطون عددا من الجثث المتناثرة في الشوارع المليئة بالحطام.
وقال رجال إنقاذ إن ثلاثة مدنيين آخرين قتلوا في هجمات على عدة بلدات أخرى منذ استئناف القصف الجوي.
وكان المرصد السوري أفاد في وقت سابق عن مقتل تسعة مدنيين في الغارات التي استهدفت المدينة الصناعية وسوق الهال المجاور في مدينة إدلب.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن ارتفاع الحصيلة يعود إلى انتشال مزيد من الجثث من تحت الأنقاض ووفاة جرحى متأثرين بإصاباتهم، مشيراً إلى أن بين القتلى طفلين وعنصراً في الدفاع المدني.
وأشار المرصد إلى عشرات الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية السورية والروسية في محافظة إدلب وتحديداً ريفها الجنوبي حيث قتل ايضا مواطن في غارة طالت بلدة الحاس.
وشاهد مراسل فرانس برس في المدينة الصناعية في إدلب، حيث تكثر الورش ومحال تصليح السيارات، جثثاً متفحمة داخل عدد من السيارت المحترقة، بينما كان مسعفو الدفاع المدني ينتشلون الضحايا من تحت الأنقاض.
وقال مصطفى، وهو رجل في الخمسينات وصاحب ورشة لاصلاح السيارات، بتأثر كبير لفرانس برس «تركت أربعة عمال شباب في الورشة وخرجت لشراء قطع تبديل، ولدى عودتي وجدت الردم عليهم».
وأضاف «هذه ليست الحارة التي تركتها قبل دقيقتين. كانت تعجّ بالناس».
من جهته قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمسإن تركيا وروسيا تبحثان إنشاء منطقة آمنة داخل إدلب بشمال غرب سوريا حيث يمكن للسوريين النازحين بسبب القتال قضاء فصل الشتاء.
وأضاف أن هجمات النظام في المنطقة مستمرة على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.
على صعيد اخر، تسبّبت الغارات التي استهدفت مطار «تي فور» العسكري في وسط سوريا، واتهمت دمشق اسرائيل بشنها، بمقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران على الأقل، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان .
واتهم مصدر عسكري سوري، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، الطيران الإسرائيلي بشن «عدوان جوّي» على المطار الواقع في محافظة حمص.
وقال إن الدفاعات الجوية السورية «تصدّت.. للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها».
وأفاد المرصد السوري عن مقتل «ثلاثة من المقاتلين غير السوريين الموالين لإيران» بينما تسبب القصف بـ»تدمير مبنى قيد الانشاء في محيط المطار ومستودع ذخيرة وعربتين عسكريتين للقوات الإيرانية».
ويقع مطار «تي فور» العسكري في ريف حمص الشرقي، وتعدّ منطقة نفوذ إيراني، وفق المرصد.
وتتواجد في المطار قوات تابعة للنظام السوري وأخرى لإيران بينما يقتصر التواجد الروسي فيه على عدد محدود من المستشارين.
وتزامن تنفيذ هذه الغارات، بحسب المرصد، مع قصف طائرات مجهولة مواقع لقوات النظام والمجموعات الموالية بها في شرق البلاد.
ويأتي القصف في خضم توترات متصاعدة في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بغارة جوية أميركية في بغداد في فجر 3 كانون الثاني الجاري.
(أ ف ب-رويترز)