بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آب 2019 12:46ص النظام يدخل خان شيخون المدمَّرة ..والغارات تطارد المدنيِّين الفارين

المباني المدمرة في بلدة خان شيخون .(ا.ف.ب) المباني المدمرة في بلدة خان شيخون .(ا.ف.ب)
حجم الخط
دخلت  قوات النظام  السوري  على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، كما استعادت مناطق في محيطها لتغلق بذلك كافة المنافذ أمام نقطة مراقبة للقوات التركية التي اكدت ان جميع مواقع المراقبة التابعة لهافي سوريا ستظل قائمة .

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس  عن سيطرة قوات النظام على كامل مدينة خان شيحون، في ريف إدلب الجنوبي، والتي يعبرها الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق.

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن  إن «قوات النظام تعمل حالياً على نزع الألغام» في المدينة التي انسحبت الفصائل المعارضة والجهادية منها الثلاثاء، على حد قوله.

 وأوضح عبد الرحمن أن «قوات النظام سيطرت على خان شيخون بعدما أحكمت سيطرتها على محيطها لضمان عدم تعرضها لهجمات مضادة» من قبل الفصائل. 

 وقتل الأربعاء جراء المعارك، وفق المرصد، 21 مسلحا من الفصائل بينهم 18 جهادياً، فضلاً عن عشرة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. 

وانتشرت قوات النظام، بحسب عبد الرحمن، «في طرقات في محيط خان شيخون لتحاصر بذلك المنطقة الممتدة من جنوب المدينة إلى ريف حماة الشمالي، وتغلق كافة المنافذ أمام نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك». 

وكانت قوات النظام تمكنت الثلاثاء من قطع طريق حلب - دمشق الدولي شمال خان شيخون أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة الإثنين وقالت إنها في طريقها إلى أكبر نقاط المراقبة التركية في مورك في ريف حماة الشمالي. 

وأعلنت أنقرة تعرض رتلها لضربة جوية إثر وصوله إلى ريف إدلب الجنوبي. ودعا وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء دمشق إلى «عدم اللعب بالنار». 

وقال «كما قلنا سابقاً، سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا». 

وأكد استبعاد تركيا «حتى الان» نقل نقطة المراقبة في مورك. ولا يزال الرتل التركي، الذي يضم حوالى 50 آلية عسكرية، متوقفاً قرب الطريق الدولي شمال خان شيخون. 

  وأسفر القصف الجوي السوري والروسي المستمر امس عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، في قرية البشيرية في ريف إدلب الجنوبي الغربي، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً عن استهداف طائرات روسية لمستشفى في بلدة معرة النعمان في الريف الجنوبي، كان تم إخلاؤها قبل ساعات من المعدات والكوادر الطبية.

 وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي ديفيد سوانسون لفرانس برس الأربعاء أن حركة النزوح مستمرة في شمال غرب سوريا. وقال «لا نزال نتلقى تقارير مقلقة عن موجات نزوح كبيرة في شمال غرب سوريا»، مشيراً إلى أن 1500 شخص فروا الثلاثاء من ريف حماة الشمالي تجاه شمال إدلب. وباتت مناطق واسعة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي شبه خالية من السكان.

 وشاهد مراسل لفرانس برس امس عشرات الشاحنات المحملة بالمدنيين وحاجياتهم متجهة نحو ريف إدلب الشمالي الذي بقي بمنأى من التصعيد الأخير.

وقال سكان ومنظمات حقوقية ومصادر من المعارضة السورية  إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا إلى الحدود التركية خلال الأيام القليلة الماضية مع مواصلة الجيش السوري التوغل داخل آخر معقل رئيسي للمعارضة.

وترك الفارون مدينة معرة النعمان، وهي مدينة في محافظة إدلب كانت ملاذا لعائلات فرت من مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة، فيما اقتربت حملة تقودها روسيا من السيطرة على بلدة خان شيخون الاستراتيجية التي تقع أبعد إلى الجنوب.

وقال عبد الله يونس من معرة النعمان «ما توقفت السيارات... إلي عم تخرج من المدينة».

وذكر عمال إنقاذ هناك أن نحو 60 ألف شخص فروا خلال الأيام الأربعة الماضية فقط.

 وقال عبد الرحمن الحلبي، وهو من المنطقة، لرويترز «كان هناك 15 غارة في أقل من خمس دقائق» على بلدة جرجناز.

 وفي أنقرة،  قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية   إن جميع مواقع المراقبة التركية في سوريا، والتي أقيمت بموجب اتفاق مع روسيا وإيران، ستظل قائمة وإن أنقرة سنواصل تقديم الدعم لها.

وتعرض رتل عسكري تركي كان متوجها لأحد مواقع المراقبة قرب بلدة خان شيخون في محافظة إدلب يوم الاثنين للقصف،  وقال كالين للصحفيين بعد اجتماع وزاري إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري اتصالات هاتفية مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في الأيام المقبلة لبحث التطورات في سوريا.

وأضاف أن جدولا تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة المزمعة إلى الشرق من نهر الفرات في سوريا سيُنفذ تدريجيا في الأسابيع المقبلة، وقال إن القوات التركية والأميركية ستبدأ دوريات مشتركة في المنطقة «قريبا».

(ا.ف.ب-رويترز)