بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الأول 2019 06:50ص النظام يدخل منبج وأردوغان على الطريق

ترامب يفرض عقوبات على أنقرة

حجم الخط
دخلت وحدات من قوات النظام السوري امس مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سوريا، وفق ما أفاد الإعلام السوري الرسمي، في وقت أعلنت الفصائل السورية الموالية لتركيا في وقت سابق أنها بدأت معركة منبج في سوريا. 

في الأثناء أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المفاوضات التجارية مع أنقرة وفرض عقوبات عليها ردا على ما وصفه «سياستها الخطرة» في إشارة الى الهجوم التركي على الاكراد في شمال سوريا مجددا «استعداده الكامل على تدمير الاقتصاد التركي».

وقال ترامب في تغريدة على تويتر «أنا مستعدّ بالكامل لتدمير الاقتصاد التركي بسرعة إذا ما استمرّ القادة الأتراك في هذا المسار الخطير والمدمّر». 

وسمح ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على صادرات الصلب التركية والسماح لفرض عقوبات على مسؤولين أتراك.  

وقالت الفصائل الموالية لسوريا في بيان على صفحتها على تليغرام، إنها «انطلقت لفتح محور جديد بهدف تحرير مدينة منبج ومحيطها من قوات سوريا الديمقراطية ضمن العملية العسكرية التركية» في شمال سوريا، التي انطلقت الأربعاء الماضي.

بدورها، أفادت وسائل إعلام تركية بأن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بدأت معركة منبج، في حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هدوءا حذراً يسود المنطقة.

وتقع منبج على بعد ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية. 

وسبق أن انتشرت وحدات من النظام في كانون الأول على تخومها بناء على طلب كردي أيضاً لردع هجوم لوحت تركيا بشنه آنذاك. إلا أن وجودها كان «رمزياً» بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد قبل ساعات أنه رصد تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تواترت أنباء عن نية الفصائل وتركيا شن عملية عسكرية ضخمة على منبج مع وصول قوات النظام إليها وفق اتفاق روسي مع «قسد»، إلا أن الهدوء لا يزال سيد الموقف هناك.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش العربي السوري تدخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي»، في وقت أكد قيادي في مجلس منبج العسكري، الذي يتولى السيطرة على المدينة، إنها «دخلت المدينة وانتشرت على خطوط الجبهة». 

ومن المقرر بموجب اتفاق مع الأكراد أن تتحرك القوات السورية إلى داخل المنطقة الحدودية من بلدة منبج في الغرب إلى ديريك على مسافة 400 كيلومتر باتجاه الشرق.

وعرض التلفزيون الرسمي في وقت لاحق لقطات لسكان يرحبون بقوات النظام في بلدة عين عيسى التي تقع في منطقة أخرى من الطريق السريع على مسافة مئات الكيلومترات. 

من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها ستدخل منبج وكوباني دون مشاكل.

وردا على سؤال بشأن انتشار قوات النظام السوري على الحدود، قال أردوغان إنه «لا يعتقد أنه ستكون هناك مشاكل في كوباني وإن بوتين أبدى نهجا إيجابيا». 

وأضاف:«لا خلاف مع روسيا بشأن منبج السورية». 

وعن الاتفاقات التي عقدت بين الأكراد ودمشق، قال: «هناك الكثير من الشائعات، ويبدو أنه لن تحدث مشكلة في كوباني/عين العرب».

وشدد أردوغان على أنه يتوقع انسحاب الفصائل الكردية من مدن أخرى رئيسية على غرار منبج.

وقال:«عندما يتم إخلاء منبج، لن ندخل إليها نحن كتركيا. بل سيعود إليها (...) أشقاؤنا العرب -- العشائر -- هم أصحابها الحقيقيون. يتمثل نهجنا بضمان عودتهم وأمنهم هناك». 

ورحب كذلك بموقف روسيا «الإيجابي»، قائلاً إنه لا يبدو أن موسكو تضع أي عقبات في طريق هجوم القوات التركية على كوباني (عين العرب). 

وقال أردوغان «يبدو أنه (...) لن تكون هناك أي مشاكل في كوباني نظراً لموقف روسيا الإيجابي».

كذلك رحّب إردوغان امس بقرار الولايات المتحدة سحب ألف جندي من شمال سوريا.

ولدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول عن إعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي صدر الأحد في هذا الشأن، رد إردوغان بالقول «إنها خطوة إيجابية». 

من جهة اخرى، نفت تركيا أن يكون هجومها قد سمح لمقاتلين في تنظيم داعش بالفرار من مخيمات اعتقال يحتجزون فيها، واتهمت المقاتلين الأكراد بـ«إفراغ» المخيمات عمدا. 

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي اكار للصحافيين «يوجد سجن واحد فقط لداعش في منطقة عملياتنا، وقد رأينا أن وحدات حماية الشعب الكردية قد أخلته». 

وأضاف «توجد صور وأفلام لذلك». 

وذكرت السلطات الكردية  أن 800 من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم المحتجزين في مخيم عين عيسى فروا بسبب القصف التركي. ولكن أقاربهم في فرنسا صرحوا أن حراس المخيم الأكراد أجبروا النساء والأطفال على الخروج من المخيم. 

في غضون ذلك أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق أن «عقوبات صارمة» ضد تركيا يمكن أن تصدر قريباً رداً على هجوم أنقرة.  

وقال ترامب في تغريدة «عقوبات صارمة ضد تركيا قادمة!»، بدون مزيد من التفاصيل. 

الى ذلك أكد ترامب، أنه لا يكترث لهوية الجهة التي ستحمي سوريا والأكراد، مشيرا إلى أنه يفضل الاهتمام بالحدود الجنوبية لبلاده على أن يحمي حدود سوريا التي يحكمها من وصفه بـ»العدو» الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال ترامب في سلسلة تغريدات عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: «بعد إنهاء خلافة داعش بنسبة 100% سحبت قواتنا من سوريا، فلندع سوريا والأسد ليحموا الأكراد ويقاتلوا تركيا من أجل أرضهم، لقد قلت لجنرالاتي: لم علينا أن نقاتل في سوريا، لنحمي أرض عدونا؟».

وتابع الرئيس الأميركي قائلا: «لا أمانع بأن تساهم أي جهة بمساعدة سوريا على حماية الأكراد، روسيا أو الصين أو نابليون بونابارت، أتمنى أن يقوموا بعمل جيد، نحن نبعد 7000 ميل».

من جهته أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين من البيت الأبيض لاحقاً أن فريق الأمن القومي الرئاسي سيجتمع لتقييم هذا الملف. 

وأضاف «من الواضح أن الأوان لم يفت بعد لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا». 

ولفت إلى أن «الوضع معقد»، مذكراً أن تركيا عضو في حلف  الأطلسي. 

وقال السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام إن الكونغرس سيقوم سريعا بتحرّك يلقى دعم الحزبين الجمهوري والديموقراطي. 

وقال لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية إن إردوغان «ارتكب أكبر خطأ سياسي في حياته». 

وقال «لم أرَ في حياتي دعما كهذا من قبل الحزبين. جميعنا طفح كيلنا من إردوغان». 

وتابع أن «الجمهوريين والديموقراطيين العاملين مع الإدارة سيفرضون عليه عقوبات صارمة أشبه بتلك المفروضة على إيران، وهو يستحقّ ذلك». 

الى ذلك، ذكرت وكالات أنباء روسية أن فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة للجيش الروسي أجرى  محادثات هاتفية مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة.

وجاء الاتصال بعد إعلان الولايات المتحدة سحب باقي قواتها من شمال سوريا.

وذكرت الوكالات أن الاتصال الهاتفي ركز على القضايا «ذات الاهتمام المشترك».

وقال يوري أوشاكوف المعاون في الكرملين إن توغل تركيا العسكري في شمال سوريا ليس متوافقا «تماما» مع وحدة الأراضي السورية.

(ا.ف.ب-رويترز)